بادئ ذي بدء أودُّ أن أقول بأنه: ينبغي لنا ومهما اختلفت آرائنا ومشاربنا وتباينت توجهاتنا وانتمائاتنا السياسية والثقافية.. وحتى الإيديولوجية
ألاّ يجد أحدنا حرجا ولا غضاضة مطلقا في الاعتراف للآخر بحسناته وإيجابياته وبنفس الشجاعة والجرأة التي يسمح لنفسه بانتقاد مثالبه وسيئاته مهما بدتْ له أو أتيحت فرصة أو سانحة.. لذلك!!
فهكذا تقتضي المسؤولية والمروءة.. والشفافية والنزاهة في الفكر والطرح والكتابة والتنظير.. وقديما قيل: الإنصاف من شأن الأشراف.
الملاحظة الأولى: لقد أثبت حزب تواصل مرة أخرى وبما لا يدع مجالا للشك أو التقليل قدرته على الحشد والجمع والتحضير الجيد والباهر.. سواء على مستوى اقتناص الفرص وجودة التنظيم أو القدرة الفائقة على استجلاب الضيوف
من العيار الثقيل من الخارج والداخل معا..!!
الملاحظة الثانية: لقد أثبت حزب تواصل هذه المرة أيضا للجميع وفي كلتا
الضفتين أغلبية ومعارضة ولكل من يشكك في حجمه وتماسكه وانسجامه.. أنه بحق
أكثر اتساعا وتماسكا وانسجاما.. مما يظنون ويتوقعون ويتوهمون وحتى
يتخيلون..!!
الملاحظة الثالثة: لقد أثبت حزب تواصل وأكثر من أيِّ وقت مضى ومن خلال
تناوبه السلمي والطوعي على رئاسته والتزامه الحرفي بمقتضيات نظامه
الأساسي والداخلي بالفعل أنه حزب مؤسسات وبرامج وليس حزب جهويات أو
أشخاص..,
الملاحظة الرابعة: لم يخل مؤتمر تواصل من بعض المطبات والمنغصات.. ورغم
بريقه ولمعانه وجودة تنظيمه وتأطيره وتسييره... إلاّ أنّ ذلك كله لم يفلح
في حجب بعض الهنات والهفوات الممضة والمميتة..!!
فعلى سبيل المثال لا الحصر لقد خلت باحة قصر المؤتمرات على سعتها
واتساعها من أيِّ يافطة أو خط أو رسم أو طيف... يرمز إلى العلم الوطني
الجديد!! فالعلم الوطني الجديد بخلفيته الخضراء وهلاله ونجمه الذهبيين
وبعارضتيه الحمراوين يا سادة: أصبح علما رسميا للجمهورية الإسلامية
الموريتانية ابتداء من الثامن والعشرين من شهر نوفمر المنصرم شئتم ذلك
أمْ أبيتمْ.., لقد كان جديرا وحريا بكم وأنتم تعقدون مؤتمركم في قصر
المؤتمرات وتستضيفون له هامات باسقة وقامات سامقة في العلم والجهاد
والمقاومة والشموخ.. من دول أخرى أن يكون علم بلادكم يرفرف خفاقا مختالا
عزة وإيباء على جنبات وفي كل زوايا وردهات وجنينات قصر المؤتمرات, وعلى
كل الكراسي والطاولات وفوق كل الرؤوس والقامات والهامات.. وأمام كل
العيون والوجوه والذقون... فأنتم في دولة ولستم في بيداء أوغابة أو مفازة
أو مغارة...
بحق لقد وضعكم القيادي الكبير بحركة النهضة: عبد الفتاح مورو في ورطة
وأيَّ ورطة بلْ وفي إحراج وأيّما إحراج! وهو يُنادي بأعلى صوته الجهوري
ويتمنى بكل شغف وحبور لو أتيح له أن يجد العلم الوطني الموريتاني ليلتحف
به على منصة الخطابة وأمام الجميع ضيوفا ومُضيفين.. تكريما وتقديرا
وإكبارا لهذا البلد وشعبه وعلمه وعطائه وشعاعه وإشعاعه.. الضارب في المجد
والعبق والتاريخ...!!
ومن الملاحظات المسجلة أيضا على المؤتمر هي نسيان أوْ تناسي دعوة بعض
القامات الوطنية اللامعة في العلم والأدب والكتابة والسياسة والثقافة...
مما اضطرَّ الرئيس السابق للحزب الأستاذ: محمد جميل منصور للاعتذار
لبعضهم عبر صفحته الشخصية بفيسبوك عن عدم الدعوة والمشاركة والحضور...
وفي الختام لا يسعني بهذه المناسبة الكبيرة والتي قد يكون لها ما بعدها
إلاّ أن أهنئ حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية تواصل وكل قادته
ومنتسبيه.. كلٌ باسمه وجميل وسمه على مؤتمرهم الكبير والمنظم والباذخ..
وعلى نجاحهم الباهر في اختيار واختبار التناوب الطوعي والسلمي أول مرة
على قيادة حزبهم العتيد.
وأخيرا تبقى لديَّ أمنية واحدة وواحدة فحسب على رئيس الحزب الجديد وهو في
بواكير أيامه, وفي أولى خطواته في دروب ميدانه..., وهي منسجمة تماما مع
نصيحة ومشورة المجاهد الهمام والقائد المقدام: خالد مشعل الرئيس السابق
لحركة حماس حيث قال في خطابه أمام قادة الحزب وجمهوره وضيوفه ومسانديه
ومناصريه.. بعد أن هنأهم وهنأ رئيسهم المنصرف محمد جميل منصور عليكم أن
تعلموا أنَّ الوطن وأبناء الوطن وفرقاء الوطن وهموم الوطن ومصالح
الوطن... قبل كل شيء فالوطن يسع الجميع ومحتاج لجهد وعطاء وإبداع...
الجميع أو هكذا قال المجاهد الكبير, والمفوه والخطيب المميز القدير..
خالد مشعل.
أمّا العبد الفقير فيتمنى على رئيس الحزب الجديد أن يأخذ العصا من الوسط
وأن تكون معارضته مسئولة مصلحة نافعة, لا ممزقة هادمة مانعة, وأن تكون
رائدة ومقربة وجامعة لفرقاء الوطن, لا منفرة وجالبة للضغائن والشتائم
والفتن والمحن... وأنْ تكون ناصحة لا ناطحة وأن تكون وأن تكون... فذلك
أحسن وأقوم وأسلم.. للحزب والدين والوطن والعقيدة... والله من وراء
القصد.