على هامش العقليات السياسية في المتنبذ القصي سيكتب التاريخ في سجل الإنصاف وفي وقت قياسي وظرف زماني قديبدواستثنائيا في مرحلة مازالت فيها بلاد الجمهورية الإسلامية الموريتانية تعاني من غياب النظام الديمقراطي الرشيد ، سيكتب وبكل اعتزاز وتجرد وأمان .. أن حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية " تواصل " قدم درسا نموذجيا ترجمه في تكريس التناوب الديمقراطي السليم ، جدد فيه قيادة الحزب وربان السفينة ليس لأن ذالك منطوق القانون
وإلزامه ومقتضى العقد الأخلاقي الذي أخذه رئيس الحزب المنتهية مأموريته على نفسه فحسب ، بل لأن كل مرحلة تحتاج عقولها وكل فترة تستلزم أهلها ، ومن أدى يقول ولدمنصورنشكره وندعو الله له بالقبول والتوفيق وعليه وله الإسلام من حيث يكون .
935مؤتمرا أجازو الوثائق وناقشو النظم ومتطلبات اللحظة القادمة ، زكو المرشحين وصوتوا على بيعة الخليفة بالسمع والطاعة في المنشط والمكره ، وإن تأمرعليهم عبد حبشي لأطاعوه ، طبقا للمبادئ وقواعد الإختيار التي حكمت فيها صناديق اقتراع ماكان لها أن تخطئ الشعب ولاأن تكذب المراقب والمحاسب .. ورغم كل ماسيشاع من تحامل ومآخذ وانتقادات لاذعة في حرب النظام الإعلامية التي لاهوادة فيها ... فلن تلد الديمقراطية في محيط الديكتاتورية حزبا ك " تواصل " ، كيان يسع الجميع ويجمع كل الأطياف والفرقاء .. عرفه المواطن وأشاد برهانه التنظيمي في الإمساك بزمام الريادة في النجاح المؤسسي والتفرد الدعوي والنشاط الخيري .. المتابع والأجنبي ، راهن على الشراكة واعتدال الموقف مع كل الطيف السياسي خلال عشرية غنى فيها للوحدة الوطنية ودعا إلى العدل والحوار ، فكان رقما صعبا في المعادلة السياسية في البلد ، اليوم وقدنجح الحزب بتوفيق من الله في تنظيم مؤتمره الثالث وقوفا عند الأبجديات الحزبية واحتراما لنظامه الداخلي ‘ مستطيعا بذالك كسر الصورة النمطية السائدة لدى شعوب وأحزاب المنطقة والجوار ، وإن لم يحقق من النجاح إلا استضافة ضيوف من العيارالثقيل ولأول مرة تطأ نعالهم أرض المنارة والرباط ، وخصوصا المجاهد الكبير : أبوالوليد خالد مشعل ، والمفكرالإسلامي : عبدالفتاح مورو .. فلن يعترف الحاقدون بأن " تواصل " على صراط مستقيم .
لقدأخفقت لدى جماهيرالإصلاح ومنتسبي التنمية فرضية الأفراد وارتباط البناء والعطاء بالأشخاص ، وأظهرالحزب أنه قوي في فكرته وأن المؤسسة قبل الأفراد ، وأن إشكالية التناوب واختلال الشروط لم تعد حجرعثرة ولامطروحة أمام حزب يرى أهله التناوب إسهاما عمليا في تجاوزالعقد القيادية إلى مايضمن استمرارالحيوية وحسن الأداء . عشرسنوات عمل فيها الحزب على إرادة الإصلاح مااستطاع إلى الإقتفاء الفطري والطرح الخطابي " لنبي الله شعيب عليه السلام : ( إن أريد إلا الإصلاح مااستطعت ) .. عمل ميداني ومشاركة فعالة لتيارالإخوان المسلمين في موريتانيا قدم خلالها معطيات الإصرارعلى صقل تراكمية عقد من الزمن المضيء في تاريخ الأحزاب الإسلامية والسياسية – فكريا وديمقراطيا وسياسيا – جعلته الثالث عربيا والصفرعلى المستوى الوطني ، دفع التيارثمن مرها في مسلسل الدخول " النوعي " إلى عالم المشهد السياسي بكل أبعاده منذ عشرين سنة تعرض رموزالتياروقياديوه خلالها للسجون والإعتقال والإبعاد ..على إثرالرؤية الإصلاحية الوسطية التي بلورت المشهد السياسي حينها وعمقت فكرالثوابت والمنطلقات ، ممامكن الحزب من الإندماج في التأسيس لانفتاح ديمقراطي جديد .
غادرجميل منصورمنسحبا برداء الكاريزما الملتحفة بسواد القيادة والأصوات " المتحفظة " أسقفها المستقبلية مازالت مطبوقة الهواجس في جنح ليل شهده وله وعليه الجميع بالربانية والسكينة والوقار .. لم تطلق فيه رصاصة ولم تعلوالأصاخيب ولم تركل الأيادي والأرجل في رسوم الأيام سوى جمل تقلبت أمامها خواطرالماضي في ثنائية العمق والإجمال " الجمع بين القلب والعقل " في الخطاب المقاصدي المتعقلم مع الحدث وأطواره المتشعبة .. حيث السياسة والفكروالدعوة والنضال ... كل شيء يثني حتى المناوءون ! ومانام من رفات الإحساس متورط في كشف الغطاء القادم والمصيرالمشترك خشية أن تكون رؤى الأحلام همسات رحل توقظها الصناديق وتكرسها الأواخرمن دجمبر حتى مطلع الفجر . لم يفلح كل متنبئ في معرفة الخطوة التي سيقدم على ارتكاب موجها " اضطرارا " لاخطرا في عزل وجه ألفه الحزب وعرفته الجماهير قبل القناعة والإيمان بالانصهارفي التيار عموما و" تواصل " خصوصا تحت مظلة المتصدرين للسباق على مقعد الخلافة . في نبش منهم للإثارة بين الصفوف والرمزإلى نجوى أناس أصابهم الفتور وركنوا إلى الإبتعداد عن موقع كان واجهة حزب رئيسه حسب الوشاة " المتشائمين " قدتنصهر أنصارسالفه أومحبيه في طرف لامساومة في إخفاقه بطبيعة النهج واعوجاج المسار مع التناين والإختلاف في سلبيات اللعبة وصراع الأجندة على حساب " الجهة " ومشروعية الهدف المنشود !
إن اختيار الدكتوروالنائب البرلماني : محمد محمود ولد سييدي خلفا لجميل منصور يعتبرتذرية للرماد في عيون متحسبي اللحظة ومنتظري تداعيات المناسبة في الشخص حسب الزمان والقدرة والتجربة والمكان ... فالظرفية السياسية بالنسبة لهم كانت تفرض أوتتطلب نوعية السياسي المتمرس في إدراجة تلائم الإحتقان السياسي القائم وتدفع بالحزب --- زعيم المعارضة والمتوسع في شعبويته -- إلى مرتكزات الفصل في قضايا التوافق (وإن في زاوية الإختصاص *) حتى يقدرله الوصول إلى السلطة في بلده ! ويرتفع اللبس عن مثارالجدل الرامي إلى التشكيك في نخبوية المناديب وشفافية التصويت والدقة في حرفية الإجراء وآلية الإختيارالمرن .. " إذ ليس من أدبيات السياسة المجاملة على حساب الآخر" . وفي النهاية لقد أحسن الحزب في إيجاد شخصية أخمدت نارالتشرم قبل أن تخرج شرارتها إلى العلن ، وتتطاير إسقاطاتها على مطلب " شعبي- جهوي ووطني وحدوي " طال ماتغاضت عنه الأسماع وأهملت ورائياته المرهفة ، كما تتسم القيادة الجديدة بالكثير من صفات القيادة وتتمتع بالمؤهلات العلمية النادرة .. فهو يجمع مابين العلم والسياسة والنضال ... وهي أمور تربطه بصنوه السابق الذي " لم يمله الناس (أهل العواطف) إن عدل ولم تكفهم العشرسنوات وإن جار " .. فالأخوان صنوان سقيا بماء الدعوة والحركية والسياسة .. لافضل لسابقهما على لاحقهما إلابالتقوى ! درسا معا وأسسا معا ونفيا معا ... والسؤال الذهني الذي يغرد على صدى الإلحاح وغرابة الإحتمال ، هوأين سيكون ولد منصوروقد انقطع الخيط وانفضت القوى الصاعدة في زالزال التنافس وأزيز صوت إعلامي وحزبي دوت به منابرالحزب عن حياض الإستمرار خلال الفترة الماضية ؟؟؟
ومهما يكن فسيبقى " تواصل " في مقدمة الولاء لموريتانيا يلتزم بالقرءان والسنة إلزاما ، ويسترشد بأقوال السلف والعلماء استصحابا ... ثلاثي المعاني والمنطلقات " مرجعي في إسلامه وطني في انتسابه ديمقراطي في خياره . والمكانة في الرجال والنساء والشباب .. والله الموفق للنجاح والسداد وله الأمر من قبل وبعد ، وهوالذي بنعمته تتم الصالحات .