خذ حجارتك أيها البطل الشهم... فإن غانيات "عمُّورية" تهاديْن من "أقصى" البلاد يستغثن "وا معتصماه".... وينتحبن مردِّدات مع "جوليا بطرس" » وين العرب ؟ وين ؟...« ... حتى ملأت أنّاتهن آذان الألم.. وتفطرت منها أكباد المواجع ... لكن لا صريخ ولا مغيث.. لأن صدى الصمت العربي يردد انهزام فرسان العرب.. وينذر بزوال دولهم...
لقد صدّع أسماعَ قادة الدول العربية أنين الجرحى وصراخ الأرامل وتفجُّع الثكالى وبكاء الأيتام.. لكن لم تعد لشهامة "المعتصم"
آذان تسمع استغاثة الحريم... ولا لفرسان الجاهلية المعاصرة نخوة عنترة بن شداد... لأن المخنثين في عالمنا العربي منغمسون في الملذات .. خاضعون لسلطان الشهوات.. يريدون من جيل الحجارة وحملة مشعل الفداء أن يركنوا إلى الذين ظلموا وسلبوا الأوطان وانتهكوا الحرمات.. ومن فتيات عُذْرة أن يمزقن خُمُر العفاف على جيوب اليأس .. ويرتدين براقع التبرّج على شواطئ الحياء الملوثة بثاني أوكسيد الاستسلام والعجز العربيين..
خذ حجارتك يا حاملا مشعل الثقافة الحق وبيرق الفكر المشع.. فالمثقف العربي يبتلع أقراص اليأس.. ويدخن حشيش الاستلاب .. ثم يلبس في قصر السلطان ثوب الحرباء ..ليتنكّر وراء الوراء.. والمفكر العربي يخطب ود كل جبار أسلم زمام الأمر إلى ديوان الهوى.. وحكومة الترف.. وبرلمان الشهوات.. أما الشاعر العربي فيمدح كل من يسبّح بحمد رعاة البقر.. ويخضب يديه بدماء الجريمة.. ويصبغ فمه بأحمر شفاه الخطيئة..
خذ حجارتك .. فهي أصدق إنباء من تقارير صحافة الغفلة العربية..ومن قرارات الجامعة المانعة العربية.. لا تتابعن وسائل إعلام العرب.. فكلها منتجات صناعية غرْبية من فصيلة المهدئات.. تدخل في تركيبها مادة الاستسلام وأملاح الاستلاب وحوامض تمجيد الحكام.. ولا تعبأن بمن إذا ما اجتمعوا تفرقوا.. فأفئدتهم هواء.. وأجراس صمتهم بكاء..يتابزون بالألقاب ويزرعون في قاعات الاجتماعات العربية "ميكروفوات" الولاء والتضرع لآلهة خليج الخنازير..
لا تدخلن المدارس العربية ..أيها الطفل الفلسطيني الشهم.. فكلها منابت للجهل والتخلف .. وبؤرٌ لتدجبن الفكر وسلب الثقافة.. إلا مدرسة واحدة، على بابها نقش التاريخ بأحرف من ذهب "مدرسة الانتفاضة".. تخرج على الفطرة أجيال الصمود.. وتُعلم فرسان العرب كيف يتطهرون من دم الحيض وطمث العار.. وتدرِّس أشباه المثقفين العرب كيف يورق عبق الفكر .. وشعراء البلاط العربي متى تطرب أوتار القافية .. وحكام العرب كيف يدخلون من باب التاريخ إلى أقبية النور التي تخبئ تيجان الذود عن بيضة الأمة...
لا تشهد محاضرات الفكر العربي، ولا ندوات الشعر العربي، فكلها أوكار للتدجين ومنتديات لتزييف الوعي .. ومنابر للبكاء على أطلال مجد سليب .. أنت وحدك أيها الطفل الفلسطيني تحسن صياغة الفكر الثاقب وصناعة القرار الصائب وإبداع القصيدة العصماء وتلقين الدروس النموذجية..
أنت وحدك أيها الطفل الفلسطيني تعلم أساتذة "الجامعة العربية" كيف ينسجون خيوط دبلوماسية الشهامة والصمود وحب الوطن.. وتدرس أطباء الأمة كيف يعالجون الأوجاع العربية المزمنة.. ويستأصلون أورام غياب الضمير الخبيثة.. أنت وحدك علمت ترسانة الحجارة كيف تعترض رصاص الظلم الحي وشظايا قذائف الاحتلال ورؤؤس صواريخ الجرائم الإنسانية.. أنت وحدك أيها الطفل الفلسطيني علمت الجرح العربي النازف كيف يعض بالنواجذ على سكين الغدر والاحتلال..
خذ حجارتك.. فقد عاد العرب إلى العصر الحجري بعدما خرجوا من الظلمات إلى النور.. خذ حجارتك الصامدة الواعدة... فهي تبث ذبذبات الألم من الخطوط الأمامية لجبهة القتال.. وتردد على موجات "البخاري" و"مسلم" بيانا عسكريا خالدا.. يعلن بشائر الحديث النبوي الشريف : "لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا اليهود، وحتى يقول الحجر وراءه اليهودي: يا مسلم هذا يهودي ورائي فاقتله" ...
خذ حجارتك أيها القاصر "النزق".. وأمض بسلام في "طيشك .. ونزقك.. وجنوحك" .. فلله جنوح الأطفال إن كان يمسح دموع ثكالى الوهن العربي .. ويسَكّن رعب فرسان العرب بين ضفاف الليل.. ويحكى لقادة العرب قبل النوم حكاية القبّرة والفيل...
تحية تقدير وإجلال.. لك أيها الشبل الفلسطيني الأبي .. وإكليلٌ من زهور القلب لوردة تفتحت بأكمام الشهامة وعبير الفداء.. وكوكبِ عز ساطع أنار سماء العجز العربي ...!
فيا فارسا شق غبار ملحمة التاريخ .. ويا قائد معركة الذود عن الكرامة .. إليك وشاحا من لآلئ التقدير والاحترام.. وحزاما لأبطال مقاومة الوزن الثقيل..
ويا جنديا غير مجهول تدرّع بالهواء الطلق .. وقاد أركان المجد في غرفة عمليات الضمير العربي.. أهديك تاجا من نور الكرامة مرصعا بجواهر العز.. وأنفس معادن الإباء..
يا طلائع النصر العربي.. يا أجيال حجارة الصمود .. يا جنرالات الشارع الفلسطيني.. ويا ضباط الصف الأول في المسجد الأقصى.. إليكم باقة من ورود المحبة.. ووسام الشرف الأنصع على صدر التاريخ.. ورتبة الفارس الوحيد في نظام الاستحقاق العربي .. وكل انتفاضة وأنتم بخير.