العقارات : انفراج لا أزمة ؟ / محمد يحيي ولد العبقري

وددت لو لم أتناول هذا الموضوع الذي في الواقع ترددت كثيرا فيه ولكن المصلحة العامة تملي علي المرء بعض الأحيان بعض المواقف التي لا يحسن الصد عنها.
ثم انه في البلد تكثر التحاليل والرؤى إذ ثمة حرية مطلقة للجميع كل بما يهوي  وطبيعي أن لا تتحد الاجتهادات في أي موضوع .
العقارات في موريتانيا :

تطلق هذه التسمية عندنا علي بيع الأراضي ودور السكن وتكاد تدخل فيها أيضا مبيعات السيارات وكل ما كان غالي الثمن .
وهي عندنا من بين ما تعنيه :الأنشطة علي مستوي البرص والبناء والمقاولات ونحو ذلك من ما يتحرك فيه رجال الأعمال .
ونحن نطلق العقار علي المال المتوفر عند رجال الأعمال أما إن كان في الأحياء الشعبية أو عند غيرهم فنبخل عليه بذلك الاسم وليبقي سمسرة.
العقار عندنا مفهوم ونظرة بارتباط وثيق بالأغنياء فقط حتي ليخيل إلي أننا نعتبر في مخيلتنا أنه أي العقار يخص رجالا نعرفهم بثرواتهم ولا نسمح مشاركة غيرهم في المجال الحيوي . 
أنبه هنا اعتمادا علي الدراسات المرتبطة بالميدان أن العقار إذا لم يكن شغلا ومصدر عمل للأمة يكون كلفة لا غير -ألا توافقون؟
من هذا المنطلق ولأن العقار عندنا تمتهنه مجموعة قليلة فانهيار أسعاره  ينبغي أن يكون له أثر حميد على الاقتصاد، كالأثر الحميد لانهيار أسعار البترول على الدول المستهلكة له.
انه يعني ببساطة ارتفاع القوة الشرائية الذي فيه نفع كبير علي الاقتصاد ولا ضرر فيه .
وكلاء الشيخ الرضي وأثرهم علي السوق :
انطلاقا من ما سبق يجدر ذكر الآتي :
-أن المبيعات الصادرة عن وكلاء الشيخ وفرت عديد الفرص لمتوسطي الدخل كي يمتلكوا دورا يسكونونها تقيهم البرد وحرارة الصيف وسيارات يتحركون عليها لقضاء مهامهم وأسفارهم إلي بلدان لم يكن لهم بلوغها إلا بشح النفس .
فلولا هذا المجال الذي أعده قريبا من التصدق -إن لم يكن هو عينه - ما حلموا باقتناء السكن والسيارة بسبب الارتفاع   الجنوني للعقار إن هو لم يدخل عليه عامل .
-أن من يبيعون سياراتهم وأشياءهم يقومون به عن وعي وبأثمان مربحة ما كان لهم أن يحصلوا عليها في السوق المحلي .
هذا وقد التقيت كثيرين يطلبون الخير للشيخ الرضي بعدما نزلوا مساكن طيبة وركبوا سيارات بأثمان معقولة وبحسبهم ما فكروا باقتناء الجميع من قبل.
والذي عليه جمهور الاقتصاديين أن انخفاض أسعار الأراضي  خير كله .
كما يعتقدون بأن انخفاض سعر العقار ذو فائدة وتأثير جد ايجابيين علي النمو وذلك في ظل انعدام الأزمة المصرفية –وهذا هو وضعنا في موريتانيا .
وأما الدافع وراء هذا النشاط –الذي كما ذكرت قد يكون تصدقا-فلا أحد يكلف نفسه الخوض فيه لأنه لا يترتب عليه شي ء فهو وان كان لا بد منه فمتعلق بالبائع والمشتري المأثور أن التدخل بينهما غير ممدوح .
ومع ذلك فاني محسن الظن بالرجل الصالح الشيخ الرضي فقد قال الإمام الشافعي:
أحب الصالحين ولست منهم   لعلي أن أنال بهم شفاعة.          (معلوم أنه منهم )
أدام الله عافيته علي الجميع ...

 

11. يناير 2018 - 18:07

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا