تستضيف الجمهورية الإسلامية الموريتانية في الأشهر المقبلة القمة الإفريقية لـ31 على مستوى الرؤساء، حيث تستضيف العاصمة نواكشوط هذه القمة في يونيو 2018، بعد عامين من استضافتها للقمة العربية للمرة الأولى في تاريخها.
وتأتي استضافة نواكشوط للقمة الإفريقية لـ 31 على مستوى الرؤساء"تجسيدا للنجاحات الدبلوماسية التي حققتها موريتانيا إثر تولي رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز رئاسة الاتحاد الإفريقي سنة 2015".
وتعتبر هذه أول قمة إفريقية تستضيفها موريتانيا منذ استقلالها في28 نوفمبر 1960، حيث سبق أن ترأس رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز الاتحاد الإفريقي عام 2014، بيد أنه لم تعقد يومها بنواكشوط أية قمة للأفارقة، كما أن الرئيس المؤسس الراحل المختار ولد داداه تولي رئاسة المنظمة الإفريقية بين يونيو 1971 ويونيو 1972 ،لتعقد القمة التي كان يرأسها في الرباط.
وفي هذا المقام فمن أجل نجاح القمة الإفريقية فإنه يتطلب أن يتم إحكام الأمن، و حسن ضيافة الوفود المشاركين بتوفير انسيابية المواصلات، وبسكن لائق يليق بمقام ضيوفنا.
ولكل مدعو اليوم إلي المشاركة بفاعلية في التحضير المحكم للقمة، خصوصا الفرقاء السياسيين في الموالاة والمعارضة ، لأن المهم هنا هو نجاح القمة الإفريقية ونجاحها هو نجاح لموريتانيا أولا و أخيرا...
ومن المنتظر أن تسفر قمة نواكشوط الإفريقية عن اعتماد إستراتيجية إعلامية إفريقية لمواجهة الإرهاب والغلو والتطرف وكل مظاهر الفكر المأزوم داخليا وخارجيا.
هذا و يتطلب أن يتركز خطاب الإعلام الوطني بشقيه العمومي والخصوصي خلال الفترة المحضرة للقمة نواكشوط الإفريقية، و التي تعقد في يونيو المقبل في نواكشوط على تحقيق الأهداف التالية:
ــ حشد الدعم الداخلي للقمة وتنوير الرأي العام الوطني حول تحضيراتها وحول ضرورات مساهمات الفاعلين وقادة الرأي الوطنيين وأصحاب الخبرة وعامة المواطنين كل من موقعه في إنجاحها.
ـ تطوير خطاب إعلامي يركز على القواسم الإفريقية المشتركة والتعاون البيني،ومكافحة الإرهاب ومواجهة التطرف والغلو.
ــ تسويق ما تنعم به موريتانيا من حرية وتعددية وأمن واستقرار ، وتشكيل ذلك لأرضية صالحة لاستضافة القمم.
ــ تثمين دور موريتانيا الإفريقي و العربي في الماضي والحاضر بوصفها أرض للتلاقي والتفاعل والتكامل واستشراف مآلات هذا الدور.
ــ تسويق نجاحات البلاد الدبلوماسية ودورها الفعال في إطار تكريس الشرعية الدولية.
ــ مواكبة الجهد الدبلوماسي الذي تقوم به الحكومة لتأمين حضور إفريقي فاعل للقمة نواكشوط الإفريقية.
ــ مواكبة جهود الإتحاد الإفريقي التحضيرية للقمة.
ــ التحضير الإعلامي الاستشرافي لمجريات القمة، و مواكبة الجهود الداخلية التحضيرية للقمة الإفريقية.
ولنجاح القمة الإفريقية -كذلك- يجب أن تضبط التغطيات المباشرة وتأهيل الفرق الإعلامية الوطنية المكلفة بذلك،و تعميق التفكير في إيجاد آلية مركزية موحدة للبث التلفزي المباشر تديرها التلفزة الموريتانية، وآلية مماثلة للبث الإذاعي تديرها إذاعة موريتانيا..
أما بالنسبة لفترة ما بعد القمة الإفريقية فإنه يجب أن يتم التركيز على شرح التوصيات التي يتضمنها البيان الختامي للقمة نواكشوط الإفريقية(إعلان نواكشوط)، وتثمين الجهد الموريتاني الذي ساهم في إنجاح القمة الإفريقية في نواكشوط ، وفتح آفاق جديدة أمام العمل الإفريقي المشترك بين كافة الدول الإفريقية وبلادنا .
ومهما يكن من أمر فإن موريتانيا سبق لها أن نجحت قبل سنوات في تنظيم مؤتمرات واجتماعات، وتنظيم قمم سياسية هامة إقليمية ومغاربية وأمنية ودينية، وبرهنت للعالم أنها أصبحت رقما صعبا لا يستهان به في المنطقتين الإفريقية العربية بصفة خاصة وفي العالم بشكل عام في تنظيم تلك القمم،كان آخرها القمة العربية لا للحصر،و يمكن القول بإن بلادنا ستنجح في تنظيم القمة الإفريقية المقبلة في يونيو القادم كما نجحت في تنظيم القمة العربية قبل عامين.