الصحافة الموريتانية تعدو علي من لا كلاب له الذئاب / محمد الأمين سيدي بوبكر

 لقد ظهرت الصحافة في العالم العربي منذ القرن التاسع عشر مع بداية النهضة الأدبية الحديثة التي عمت العالم العربي نتيجة اللقاء بين الشرق والغرب وعودة المغتربين العرب وخريجي الجامعات الغربية، والفن الصحفي الذي نعرفه اليوم قد نشأ وترعرع في الغرب وفي احضان الحضارة الغربية وهو دخيل علي الحضارة العربية والإسلامية،

وقد عرفت الصحافة العربية طفرة نوعية في الشرق الأوسط منذ بدايات القرن التاسع عشر في القاهرة وبيروت واسطنبول، فيما لم تصل الصحافة موريتانيا إلا متأخرة بسبب البعد الجغرافي والتخلف الثقافي والحضاري، لكنها مع ذالك قد شهدت انتشارا ملحوظا وبرزت فيها أقلام صحفية متميزة وكان لها حضورها علي الجرائد اليومية والأسبوبعية قبل أن يتخلي عنها أصحابها وتركب مطية ممن ليسوا أهلا لها وتعصف بها عاتيات الزمن وعنجهية الأنظمة العسكرية الفاسدة وأمواج ثورة المعلومات التي مهدت لدخول الإعلام مرحلة جديدة وحاسمة  تمثلت في الصحف الإلكترونية التي اكتسحت الساحة وصرفت الأنظار إليها عن الصحف الورقية وهو مايثير العديد من الأسئلة حول هذ النمط الجديد لتداول المعلومات، بالإضافة إلي مواقع التواصل الإجتماعي التي فرضت نفسها في الساحة الإعلامي كبديل ربما للإعلام التقليدي ككل بما في ذالك الصحافة المهنية بشقيها الورقي والإلكتروني،

وقد نص أول قانون للصحافة في موريتانيا عام 1991 علي إمكانية تمتع الموريتانيين بحقوقهم في الولوج إلي المعومات عبر مصادر مستقلة، لكن لم يشفع هذ القانون للإعلام الموريتاني بل تعرض في تلك الفترة للمصادرة والتضييق بالرغم منما سطرته الساحة الإعلامية الموريتانية من صمود وثبات كان له الأثر الكبير في إزاحة نظام ولد الطايع، وبعد إسقاط نظام ولد الطايع فتحت موريتانيا صفحة جديدة وشهدت نقلة نوعية في مجال حرية الصحافة والإعلام، وتم سن قانون جديد للسلطة الرابعة وتم بموجبه تشكيل جهاز سلطة أعلي للصحافة والسمعيات البصرية مكلفة بالإشراف علي مجمل قضايا الحقل الإعلامي في البلد، كما تم إصدار قانون جدين للصحافة ينص علي حق حرية الإعلام وحرية الصحافة واعتبره العاملون في الحقل الإعلامي أفضل من سابقه رغم تحفظ بعضهم عليه وأكدت المادة الثالثه منه أنه من حق الصحفي بل من واجبه حماية مصادره في جميع الأحوال إلا ما نص عليه القانون، ومن خلال تلك الطفرة في مجال حرية الصحافة في موريتانيا حافظ البلد علي الصدارة من حيث حرية الصحافة والإعلام في العالم العربي، إلا أنها للأسف الشديد بدأت تتراجع في الآونة الأخيرة إذ تم استجواب صحفيين وناشطين بغية تكميم أفواههم وحجب أصواتهم،

وقد أصبحت الصحافة الموريتانية اليوم اللأسف الشديد فريسة يتطاير عليها الغربان وفقدت الجودة والمهنية والمصداقية وأصبحت مهنة يمتهنها من لامهنة له ويتطاول عليها كل من هب ودب مالئا الفراغ في الساحة الإعلامية بعد عزوف أصحابها عنها مستغلا انشغال النخبة الإعلامية بالقضايا السياسية، وضاعت للأسف المهنية بين تزلف الموالين وتطرف المعارضين وهو مايثير امتعاض فرسان الكلمة وسروج الإعلام الذين صالو فيه وجالو ونافحو من أجله وبذلو الغالي والنفيس حتي أوصلوه إلي ذروة نهضته وظهرت فيهم قدرات كبيرة وطاقاة إعلامة قوية ولمعت نجوم أقلامهم في سماء الأخبار والمعالجة والتحليل، وقد تعود القراء والمتصفحون بحو أقلامهم ورقي أفكارهم، فهل ياتري من منتشل للصحافة الموريتانية ومنقذ لها ؟
 

21. يناير 2018 - 11:37

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا