تشهد طريق نواكشوط نواذيبو خاصة مابين نواذيبو ومحطة بوعماتو من رداءة وتهالك بنيتها الأساسية وضعف خدمات الصيانة والرقابة عليها؛ مع سوء وتلف طبقة الخرسانة الإسفلتية،
إن التشققات والحفر وتهالك نوعية الأسفلت بطريق نواذيبو تظهر للعيان بشكل واضح؛ مما يتسبب في معاناة المواطن من هذا الاهمال وتضرر السيارات الى جانب ما يحدث من تشويه هذا العبث لمظاهر هذا الطريق الدولي الهام الذي يعتبر طريق أوروبا إلى إفريقيا.
ويظهر حال هذا الطريق أن هناك خللاً واضحاً في إجراءات تنفيذه فمثلا آخر مقطع تم تجديده كليا هو 15 كلم منذ حوالي السنة يبدء من الشامي بإتجاه نواذيبو وهذا المقطع الآن هو أخطر المقاطع حيث التقعرات والتشققات.
إلى جانب ذلك فإن واقع صيانة هذا الطريق وما يتطلبه يحتاج إلى وقفة جادة وحازمة من قبل السلطات المختصة باعتبارها المسؤولة عن ذلك، لإنقاذ ما يمكن انقاذه من رداءة وسوء التنفيذ، والعمل على متابعة المقاولين الذين قصروا في تنفيذ المشاريع الخدمية للطرق وصيانتها وفرض العقوبات النظامية بحقهم، وتنظيم الالتزامات والواجبات على الأطراف ذوي العلاقة المتعلقة بمشروعات الطرق، في ظل ماتوفره الدولة من دعم وميزانيات ضخمة لتلك المشاريع.
المواطن يؤمل على إيقاف عبث بعض مقاولي الطرق ومراقبة أعمالهم ومحاسبتهم ومدى التزامهم بالاشتراطات المتعلقة بمشروعات خدمات الطرق الأساسية وصيانتها لتنتهي معاناته من هذه الطرق المتهالكة والأرصفة المتكسرة والتعرجات المزعجة في طرقنا والتي تشوه الوجه الحضاري للمدينة وتخفي أي ملامح للتطوير والجودة.
واقع مرير
إن ما نشاهده من واقع سيئ للطرق بنواذيبو لا يمكن حصر المسؤولية فيه على طرف واحد فقط، بل هو مسؤولية عدة أطراف تتشارك فيها جميعها بما في ذلك الجهات المسؤولة، فما نشاهده ما هو إلا إرث ساهم فيه عدة أطراف فكل له مسؤوليته في عدم الوفاء بالمسؤوليات المهنية انتهت بحصولنا على مخرجات لطرق عمرها الافتراضي لا يتجاوز سنواتها عدد أصابع اليد الواحدة إن لم يكن أقل بدلاً عن عشرات السنين.
أن هناك عددا من الأسباب لرداءة طبقة الخرسانة الأسفلتية للطرق منها ما يكون نتيجة لتلف الطبقة السفلية بسبب الأحمال المرورية المتكررة، وضعف طبقة الأساس مما جعلها غير قادرة على الاحمال الزائدة الناتجة من الأحمال المرورية، وكذلك عدم كفاية سماكة طبقات الرصف، إلى جانب هبوط الأساس الترابي نتيجة للأحمال الزائدة التي تضغط على الأساس فتهشمه أو بسبب الهبوط الفوري الذي يحدث أثناء التنفيذ نسبة للحركة العليا على الطبقات الدنيا،
إن عدم كفاية الدمك لردميات الدفان وعدم مقدرة طبقة القاعدة على تحمل الأحمال تُعد من أسباب الهبوطات، إلى جانب وجود الماء الذي يتخلل إلى داخل الطبقة عن طريق الفراغات مما يؤدي إلى ضغط هيدروستاتيكي عند تأثير الحركة، وكذلك سوء تنفيذ حفريات الخدمات.
مشكل آخر تعاني منه هذه الطريق يتمثل في زحف الرمال لدرجة أوقفت حركة المرور أحيانا كثيرة.
هذه العوامل مجتمعة جعلت حياة المواطن في خطر فلا يخلو شهر من حادث مروري على هذا الطريق أودى بحياة العديد من الأشخاص ودمر ممتلكاتهم.
ولأن صيانة الطرق والمحافظة عليها لا تقل أهمية عن تنفيذها بهدف المحافظة على مستوى آداء الطريق وتأمين السلامة لمستخدميه فإنه يجب الأخذ بما يلي في الإعتبار :
أن يتم سنوياً فحص الطريق وتحديد ما تحتاج إليه من صيانة من خلال مسح شامل يحدد أوضاع طبقات الرصف الإسفلتية ويوضح مستويات الأضرار ومدى انتشارها بإستخدام أجهزة حديثة ، كما يجب أن يتم عمل مسح شامل لتحديد أوضاع المنشآت لإيجاد مقياس عددي يعبر عن حالة المنشأة ومسح شامل لتحديد أوضاع العناصر غير الرصفية لتحديد مستوى أدائها.
القيام بعمليات صيانة حقيقية والتعاقد مع مؤسسات ذات خبرة في المجال بدل حصره في شركة أنير التي أثبتت عدم قدرتها التامة في عمليات الصيانة.
الفحص الدوري المتواصل للطريق وما يرتبط بها مع الحرص على تنفيذ المهام التاليه بصفة دائمه أو كلما دعت الحاجة إلى ذلك
- تنظيف الطريق .
- تعبئة التشققات وإصلاح العيوب البسيطة الموجودة على سطح الطريق .
- إصلاح الأكتاف والميول الجانبيه للطريق .
- تنظيف منشآت تصريف مياه الأمطار والقيام بالإصلاحات البسيطة اللازمة للمنشآت الخرسانية .
- إصلاح أو إستبدال إشارات الطرق ودهان الطريق .
- الإهتمام بنظافة وتشكيل حدود حرم الطريق .
كما يجب العمل على إطالة العمر الإفتراضي للطريق من خلال :
− تغطية سطح الطريق بطبقات جديدة .
− إستبدال الطبقات الأسفلتيه سواءً بإعادة رصفها أو بإزالتها تماماً وإعادة إنشائها تبعاً لحالة الرصف .
− إعادة إنشاء بعض أجزاء الطريق التى إنهارت طبقة القاعدة تحتها .
− تحديد الأوزان القصوى للشاحنات المستخدمة للطريق وكل شاحنة تعدت ذلك الوزن تدفع ضريبة تجمع في صندوق خاص يجب إنشاؤه لتمويل صيانة الطريق .