لاشك بأن المتتبع لمسار صيرورة المجتمع الموريتانى منذ التأسيس وحتى هذه للحظة أنه سيدرك مدى تأثير التركيب لإديولوجى المفعم على مسار تركيبة نخبه التى لم تتحرر بعد من هذا الصراع الذى تجاوزته الأمم التى لحقت بركب المجد الكلياني أما نحن فقد إختطفتنا العاطفة ومزقتنا شيعا بين قوميات متعددة لكل يتشيع لها أكثر من تحمسه لخدمة بلاده ومتابعة تطوراته و مستجداتها الفكرية والعلمية والمفارقة أن الجميع شحن بهذه الجزئيات
ففى مرحلة معينة قد تكون بمحض الصدفة أو بالإحتكاك بروادها أثناء الدراسة فى الخارج وخاصة فى مرحلة الشباب وماأدراك ماهي أهواء الشباب المتشعبة إن الحديث عن الهوية الوطنية فى زمن يتكالب الجميع على وطنه بحثا عن لعاع دنيوي زائل يعد ضالته التى ينشد لها نياشيده القذرة أمر معقد للغاية إذا ما نظرنا إلى الحالة المتردية التى وصل إليها البلد فى مايتعلق بفهم مفردات من قبيل تكريس مبدأ الوطنية الخالصة ولانسجام الشرائحي أمور أضحت فى خبر كان بعد أن عزف جيل المؤسسين هذا الطرح فى أبهى حللله ودافع عنه بنظريات ومقاربات عز نظيرها فى زمن الدسائس والمكائد والطاعة الصماء فتاعلو بنا إلى مائدة سواء فيها نشد الرحال إلى ذلك الهدف المسلوب المتمثل فى صياغة هوية وطنية جامعة مانعة تكون بمثابة الحصن الذى يحمينا من الفتن والويلات فى زمن لاتعام بحوره التى إختلطت مياهها العذبه بصالحها فسالت بذلك أوديتها بكثير من المياه العكرة إن هذا المطلب وغيره من الأمور المحورية التى تتطلب من حماة الوطن مراجعتها وحملها على محمل الجد فنحن أحوج مانكون إلى هبة نخبوية تكون من قبل سدنة القلم والفكر والنظر من أجل الإمعان فى كنه مآلات الأمور ورسم خارطة طريق تكون بمثابة الدليل الذى يهتدى به الجميع فى بحر الظلمات الرناء ولن يكون ذلك إلا بتكاتف جهود الجميع كل من مكانه ووظيففته ومنطقه وفلسفته لقد آن الأوان أن نجعل بوصلتنا تتجه إلى هذه المشكلة العالقة التى يقصد طمرها إن عن طريق قصد أو بعكس ذلك شأنها فى ذلك شأن عشرات القضايا التى لاتزال الأنظمة المتعاقبة تدرج أجندتها فى سلة المهملات وهو الأمر الذى يثير الدهشة والإستغراب فحتى مدرسة التاريخ الخالدة و المليئة بالعبر أخبرتنا بأنه لاتوجد أمة على وجه الأرض تقدمت وازدهرت وتصالحت مع ذاتها إلا بفضل تمسكها بهويتها المتينة فإلى متى سنستفيد من خلاصات التاريخ وعبره فعلى الحالمين بهذا الوطن أن يزرعو فى نفوس الأجيال القادمة التمسك بموريتانيا والحفاظ عليها والذود عنها بكل الوسائل وتذكيرهم بما قد تجاهله سلفهم من فضل هذ البلد وتربته التى حنت عليهم كحني المرضعات على الفطام كما ينبغى على المؤسسات التعليمية إدراج مفردات جديدة فى تنشئتها الإجتماعية من أجل أن تبذر فى الأطفال حب هذا الوطن والتلون به رغم وعورة الطريق وقلة زاد المؤطر بمنطق الولاء للوطن.