قدم التواصليون عرسا ديمقراطيا لاغبار عليه وأرغمو كافة متتبعى المشهد السياسي على لاعتراف بمستوى الحزب الدقيق والعالى الذى وصل إليه فى مايتعلق بقدرته على التنظيم والنضج السياسي والتعامل مع إكراهات مرحلة المخاض العسيرة كان إذا قصر المؤتمرات بالعاصمة انواكشوط وخيمة القمة الذائعة الصيت شاهدين على فصول المسرحية الناعمة التى جسدوها مناضلو الحزب على أرض الواقع حيث كان المعتمرون على موعد مع الإدلاء
بأصواتهم فى قوالب شاءت الأقدار أن تخالف معادلتها الحتمية كل التوقعات حيث كان الجميع يرشح كفة ميزان الشيخانى ولد عبد القادر عمدة بلدية دار النعيم سابقا والرجل المحنك القادم من دهاليز النضال السرى فى المراحل الظلامية لأولى التى كان لها الفضل فى تشكيل نواة صلبة عليها أسس الجميع طموحاته السياسية لكن ماإن هدأ غبار المؤتمر حتى بدأت تضحو على السطح مظاهر جديدة وبدأ العد العكسي لاختيار خليفة جديد للحزب وبعد ساعات من جس النبض قضي الأمر فيها وهدأ غبار الرهانات الوهمية لتطالعنا المداولات بخبر مفاده أن الفقيه سيد محمد ولد سيدى هو من سيتولى دفة الحزب الإسلامى بعد مرحلة جميل الحزب الذى طالما حير ألباب كثيرين بترحاله المريب تارة والمقنع دوما بالنسبة لمناضله فخيار مشاركتهم فى البلديات لايزال فى الأذهان بعد أن كانو ضمن رواد المنسيقية التى أعلن جل من بداخلها المقاطعة باستثناء الحزب لآنف الذكر ترحالهم أيضا وخوضهم غمار تجربة مع الرئيس السابق سيد ولد الشيخ عبد الله فى حكوة مطبعة بامتياز ولم يحركو الساكن ولا حتى أسكنو المتحرك مسالك يعيبها البعض على الحزب الإسلامى صاحب الشعبية الكبيرة كل ذلك لايقلل من قيمة الحزب أبدا بل يجعلنا نرفع القبعة للإسلاميين الذين رسمو ملامح ديمقراطية لمسيرة الأحزاب فى البلد وهو الشيء الذى كانت الجما هير السياسية متعطشة ومتحمسة له لكن علينا التساءل عن تلك التركة الثقيلة التى خلفها الخطيب المفوه محمد جميل ولد منصور وهل الرئيس الجديدبصبغته الأصولية البحتة قادر على حمل مشعل السياسة والثقافة أي نعم كان جميل رجل المرحلة وقدم للحزب الكثير حيث كان ابركماتيا يعرف أماكن الإحجام والإقدام وله قدرة غريبة على الإقناع حيث دافع فى أعتى المنابر عن أخطاء الحزب وجعل المتابعين يقتنعون وتكلم فى المنطق والسياسة والثقافة فكان بحق أيقونة تواصل وملهمهم كان الله فى عون التواصليين فى حقبتهم الجديدة ومما لامراء فيهم أن التجارب السياسية تجعلهم أكثر قدرة على العطاء والتناوب بشكله الديمقراطى يقوى المؤسسية لكن فى إعتقادى أيضا المتواضع أن التناوب لسنا بجاحة إليه إذا كانت المسيرة متواضلة والعطاء دفاقا فلايجب أن نمعن فى فكرة التنظير للتناوب إذا ماقمنا بقياس البدائل وخيارات المرحلة بشكل يغيب العاطفة ويركب صاحبه أمواج العقل المستعينة دائما بالفطنة والوعي