من أبجديات الأمم المتقدمة والتى تمتلك قصب السبق الحضاري والعلمي أن يدرك كل من يدور فى فلك حيزها الجغرافي أن هناك قيم وثوابت مقدسة تعد بمثابة خطوط حمراء لايمكن العبث بها ولعل من أبرزها تماسك النسيج لإجتماعى بين كافة الإتنيات المتعددة وسبل توطيد للحمة الجامعة وكيفية الإرتقاء بكل تلك المكاسب الحتمية لأي نهضة إجتماعية منتظرة وتلك مسلكيات أملتها الظروف الموضوعية والخطط لاستراتجية المعقلنة الهادفة إلى تنمية البلدان
وجعلها قاطرة للتنمية بكافة أشكالها وألوانها المتعددة فالمتأمل فى صفحات تاريخ الدنيا المليء بالعبر يدرك بأن الوحدة الوطنية هي الحجر الأساس لأي ثورة نهضوية داخل أي مجتمع بل وورقة رابحة فى شتى مجالات التنمية المختلفة ومتى ماحيدت من الأولويات فكبر على المجتمع أربعا ،
لكن للأسف فى بلادى لايزال هناك نوع من القصور فى فهم أبعاد ومآلات ذلك المصطلح حيث تطغى الفكرية السطحية إضافة إلى النفعية الفردية التى ألقت بظلالها على كل شيء يدور فى هذا المنكب البرزخى من العالم فقلما تجد من النخبة من يتطرق لهذا الموضوع الهام فى نظرياته ومقارباته التى غصت بها منصات التواصل لاجتماعى المتباينة ويغيب عن أذهان الجميع السؤال الذى سيظل عالقا فى ذهن كل من يريد لبلاده أن تضحى شيئا مذكورا ألا وهو كيف ندير هذا التحول لاجتماعى الحتمى القادم بفعل ضراوة القنبلة السكانية وقدرتها على تغيير موازين النمو الديمغرافى بين الشرائح المختلفة من هنا إذا وجب التسخين المرحلى لهذه االحقبة القادمة ولن يكون ذلك إلا بالدعوة الصادقة إلى توطيد وتعزيز الوحدة الوطنية علما أن هذا المطلب شرعى فى الأصل قبل أن يكون إجتماعى آني من هنا إذا يتجسد الدور الفعلى للوحدة بين أبناء المجتمع الواحد وذلك من أجل بناء علاقات بناءة بين الجماعات فى مابنها وإذا مافككنا مصلح الوحدة الوطنية نجد أنه يتألف من شطرين لأول يحمل إسم الوحدة للدلالة على ضرورة إجتماع الأشياء والأفراد ضمن مجموعة واحدة أما الشطر الثانى فيحمل إسم الوطنية وهي إشارة إلى إجتماع الأفراد تحت ظل دولة واحدة يدينون لها بالولاء والحب فأين نحن من تجسيد هذه الجملة العميقة فى المبنى والمعنى وإلى متى سنستفيد من خلاصات لأمم التى تصالحت مع ذاتها ولم يعد التفاضل فيما بين أفرادها إلا بالجهد والعمل والعصامية
تقطع البلدان أشواطا فى تجاوز هذه الإشكالات لكننا لازلنا بحاجة إلى مكاشفة وطنية شاملة خاصة وأننا نعيش فى زمن تصدعت فيه وحدتنا بفعل مفلسين لهثو خلف لعاع دنيوي زائل هذا إضافة إلى ماخلفه فضاء الحرية لإعلامية المتدفق من تنابز بالألقاب بل و داخل كنف هذه المؤسسات الإعلامية التى تدعى بأنها وطنية وجاءت من أجل تثقيف المواطن وجعله أكثر إلماما بواقعه الثقافى والسياسى ولاجتماعى لكنها أخفقت فى العديد من أهدافها ونجحت فى بعضها لكننها أيضا كانت قلعة للعنصرية حيث مررت من داخل أسوارها بشكل مريب حيث تسمع الحرطانى والبيظانى ولمعلم وآزناكى فى مشهد تتفرج عليه السلطة العليا للصحافة والسمعيا البصرية وكأنها أصبحت كأسنان المشط لاتسمع لها ركزا هذا فضلاعن عشرات الحقوقيين اللذين يتلونون كالحرباء فى أروقة الدفاع عن المطهدين فى مشهد هزلي عز نظير دون أن يشعر هؤلاء المأجورين بأن خططهم أضحت اسطوانة مشروخة أكل منها الدهر وشرب وقد أخرجتهم من دائرة الجماهرية وحشرتهم فى زاوية المتملقين ولانبطاحيين اللذين تجاوزتهم المرحلة كل هذه العوامل مجتمعة تحتم علينا العمل من أجل أن نعيد الأمور إلى نصابها قبل أن تتأزم الأوضاع وتتحول لاقدر لله إلى سيل جارف فتاك فتعالو بنا جميعا إلى كلمة سواء بعيدا عن خطباء التفكيك ولنجنج إلى صوت العفل والحكمة القائل بأن وحدتنا نشيد سرمدي وفوق كل إعتبار حفظ لله موريتانيا من كل مكروه