"من أجمل الأحاسيس أن تشعر من داخلك بأنك قمت بالعمل الصحيح.. حتى لو عاداك العالم أجمع" .. و"عندما يمدح الناس شخصاً فقليلون من يصدقون ذلك لكنهم عندما يذمونه يصدق الجميع" ...
مقولات من التراث الإنساني شكلت لي دافعا إضافيا وأنا أهم بالكتابة من جديد للتأكيد على كامل استعدادي لتسديد فاتورة الرأي ثم وفاء بدين مستحق للقارئ الكريم في الإجابة على سؤال قد يطرح حيال بواعث منافحتي الدائمة عن نظام الرئيس محمد ولد عبد العزيز و وقوفي في صف الذائدين عنه مما قد يعتبره الكثيرون تزلفا يجلونني و"يكبرونني" عنه وينصحوني بتفاديه أو التقليل منه.
و من بين هؤلاء رجال من الدوائر الداعمة للنظام يقولون لي: "اترك لنفسك خط الرجعة...فما يدريك..."
شخصيا لا أشاطرهم الرأي وإن كنت أحترم أفكارهم ورؤاهم لدرجة التقديس ذلك لأنني و إياهم قد لا نؤسس مواقفنا على نفس المرجعية. لكنى أؤمن في ذات الوقت بأن "اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية" كما لا ينبغي أن يحمل على الكراهية ولا أن يصبح وسيلة للانسلاخ من معايير قيمية شكلت في مرحلة ما منظومة مرجعية لمجتمعنا الموريتاني و رصيدا ثمينا ميز إنسان هذا "المنكب البرزخي" و أكسبه صيتا محمودا أين ما حل وارتحل.
كثيرون هم أولئك الذين يرون عكس ذلك وتسيل أقلامهم لتغيير مجرى النهر إلى الوجهة المبتغاة ظرفيا مع استعداد كامل لإعادة تغيير هذه الوجهة حسب الأنواء تماما ككثرة "من يحسبون كل صيحة عليهم " في عالم من يعرفون السياسة بلعبة اللا"أخلاق" ويبنون مواقفهم على هذا التعريف متناسين أن غيرهم يراها عبادة وتجسيدا حيا لقول المصطفى صلى الله عيه وسلم "من لم يهتم بشؤون المسلمين فليس منهم".
من هنا يحق لقارئي الكريم أن يحكم علي وله أن يتساءل عن سر اهتمامي المتزايد بالكتابة فى الشأن السياسي وطرقي الدائم لمواضيع قد يضرب الكثيرون صفحا عنها قصورا أو تقصيرا، تقية أو تخوفا و تحاشيا لردة فعل غير محسوبة أو مخافة نتيجة عكس المتوقع. قدر لي أن أتعاطى مع السياسة "الفاضلة" منذ نعومة أظافري بحكم بنوتي للزعيم أحمد ولد حرمة الذي جعل من السياسة عبادة لإحقاق الحق ودحض الباطل والاهتمام بالشأن العام بمنهج الاستقامة في القول والفعل مما شكل فيما بعد مفتاحا لممارستى السياسية وركنا شديدا آوي اليه فى التعاطي مع الشأن العام.
هكذا إذن يمكن تلمس سر اهتمامي بالسياسة النابع بالأساس من حرصي على المشاركة في صيانة المصلحة الوطنية برا بالسلف و وفاء للوطن و إرضاء للضمير ولا أعتقد أن في ذلك معرة تستوجب من الآخرعجم كنانة سقط القول ورميى بأمرها عودا خصوصا إذا كان ذلك لا يجدى نفعا فى ثنيي عن الصدع بآرائي . لا أخفيكم أنني شديد التأثر بالفعل الحضاري العربي وبتجليات التاريخ و لا زلت حتى اللحظة وفى "عقدي السبعيني"
(إني بحمد الله لا ثوب فاجر... لبست ولا من غدرة أتقنع)
أتذكر مقولة طارق بن زياد "البحر أمامكم والعدو من وراءكم وليس لكم والله إلا الصدق والصبر"، واتخذها وقودا لإحراق سفن العودة وحافزا للمضي حتى النهاية فى ترجمة قناعتى التامة بالتحول الذي شهدته البلاد في عهد الرئيس محمد ولد عبد العزيز. من هنا قد يتساءل البعض ما سر هذا التحول المفاجئ في موقفك يا "سجين بيلا ويا سجين واد الناقة" ويا "معارض الأمس" ويا من مزقت كتاب الدكتاتور في وجه رسوله ... لاشك أن "محمدا سحرك"؟ ليكن!
الحقيقة أني قد أدركت حاجة الوطن إلى الاستقرار كأساس لا غنى عنه لكل تنمية وتقدم، ونظرت في إنجازات من قدر لهم أن يديروا دفة الحكم في هذا البلد على مدي أزيد من نصف قرن من الزمن، وقارنت بعين المتجرد من الأهواء ما تم تحقيقه مقارنة مع ما كان يمكن أن يتحقق سواء على مستوى الإرادة أو على مستوى التطبيق فوجدت الفرق الواضح بين مرحلة ما قبل 2008 و ما بعدها و وجدت لزاما علي أن أكون مع الحق حيث كان. فلما علمت الحق أبت إليـــهم وإن من الحق الرجوع إلى الحـــــق لقد شهدت بلادنا قرابة 12 انقلابا في ظروف متباينة لا مجال للخوض فيها وكانت كلما دخلت أمة لعنت أختها حتى جاء التغيير الحقيقي ومع ذلك لم يسلم من معارضة ومواجهة لكن صدق نية القائمين عليه و وضوح رؤيتهم وجلوسهم إلى مائدة المفاوضات بددت تخوف المعارضين وتداعى الجميع إلى انتخابات رئاسية أشرفت عليها المعارضة نفسها وأدت في النهاية إلى فوز الرئيس محمد ولد عبد العزيز واعتراف المعارضة بنتيجة الانتخابات. ألا يشكل ذلك مكسبا وطنيا نفيسا وجبت صيانته و المحافظة عليه والتأسيس عليه من أجل انطلاقة تاريخية صحيحة تخرج البلد من واقعه الأليم بجهد جماعي بدل الزج به في مغامرة جديدة بحثا عن بدائل غير مضمونة ولا محمودة العواقب سترمي بالبلد لا محالة في غياهب المجهول و تعيدنا إلى مرحلة "ما قبل التاريخ"؟ أيهما أقرب إلى واقعية الإصلاح إذا كانت معارضتنا ناصحة؟ صيانة و بلورة مكسب الأرضية المتاحة أم انقلاب ثالث عشر؟ أليس حفظ الموجود أولى من طلب المفقود؟
عامل آخر شدني بقوة وجعلني في مقدمة الداعمين للتغيير و المحبين في ذات الله لمحمد عبد العزيز، كما شكل "عيدا لأولنا وآخرنا" و دينا مستحقا في عنق جميع الموريتانيين حقيق عليهم الاعتراف به و تسديده لأجله، أما من "كان ذو عسرة" لأنه لم يستوعب بعد أهمية الحدث "فنظرة إلى ميسرة". و أي حدث أهم من إغلاق سفارة الكيان الصهيوني الآثم وطرد أحفاد "بلفور" و "بنغوريون" من على أرض شنقيط الطاهرة الماجدة المجاهدة، مهد المرابطين الفاتحين؟ إنها مبرة عظيمة وخطوة جريئة و شجاعة ستنقش بحروف خالدة في سجلنا التاريخي و في ميزان حسنات محمد ولد عبد العزيز، مبادرة مباركة أعادت للبلد كرامته وعزته وطهارته بعد أن كان مجرد التفكير فيها "ردة" و خروج من الملة على دين المطبعين و من "يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة".
وشكلت محاربة الفساد والاهتمام بشؤون المواطنين والشفافية فى التعاطي مع الشأن العام بشهادة الأعداء قبل الأصدقاء ثالث العوامل التي عجلت "بتخندقي" عن وعي و قناعة في صف المنافحين عن التغيير والداعمين لبرنامج رئيس الجمهورية إيمانا مني بأهمية العدالة الاجتماعية في بناء الأمم وعرفانا بما تحقق على أرض الواقع في مختلف المجالات وعلى شتى الأصعدة.
تلكم هي قناعتي أيها الكرام لا تأثير فيها للمنصب ولا أنتظر عليها "الأعطيات" لكني أحتسبها في ذات الله و منه أرجو جزاء موفورا. وسامح الله من وصفوني ب"المايسترو" وتحولوا إلى بلاغيين أجهدوا أنفسهم تكلفا في البحث عن جناس رخيص و ناقص بين الطب" و"الطبل" حتى يجدوا لي مكانا في قائمة المطبلين، والحمد لله على وجود ضوابط شرعية وعلى ضيق المقام لدى هؤلاء حتى و لو أدخلوني فيمن "إذا رأيتهم تعجبك أجسامهم" ويأبى الله ذلك. متى استوجب التعبير عن الرأي على طريقة "مابال أقوام " وباسلوب من زكى الله خلقه بقوله "و إنك لعلى خلق عظيم"، كل هذا السخط الذي طالعتنا به وجهات نظر شخصية حينا وشكل أسلوبا جديدا ضمن قنوات التعبير المعهودة لدى الأحزاب في بلادنا حينا آخر؟ و ما قيمة الرد إذا خرج عن دائرة السجال الفكري وتبيان المأخذ بأسلوب حضاري إلى بث الضغينة وإشاعة فاحشة القول وتحميل الكلام أكثر مما يحتمل؟ فعندما ذكرت اللائكيين و الشيوعيين إنما قصدت من يحملون الفكر اللائكي أو الشيوعي دون الخوض و لا الطعن في عقيدتهم لعلمي أن الفكر لا يقدح بالضرورة في العقيدة و أن من بين هؤلاء من يؤمن بالله و اليوم الآخر. و معاذ الله أن أكفر أحدا لم أشق عن صدره و لست عليه بوكيل. فالله أولى بذلك و "هو أعلم بإيمانكم بعضكم من بعض".
لا جدال في أن الفطرة البشرية محكومة بمنطق الاختلاف في الرأي "ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم" لكنها مع ذلك ميالة إلى الحق أكثر منه إلى الباطل وإلى الإنصاف أكثر منه إلى التجني، فلم لا نتحاكم إذن إلى هذا المنطق ونخضع آراءنا لفيصل الشجاعة فى الحق ويكون همنا نصرة الحق مهما عارض مصالحنا وجانبها.
لست هنا بصدد الرد على كل ما اشتملته كل المقالات من تجريح وتلفيق وتحوير للكلام. وحسبي في هذه العجالة أن أصحح الفهم حيال عدة مسائل مهمة منها أنني لا أدافع عن شخص الرئيس محمد ولد عبد العزيز وإن كنت أعتبر ذلك أبسط واجبات المواطنة بقدر ما أدافع عن نظام ،عن إنجازات، عن رؤية، عن مشروع مجتمعي أراه ويراه غيري، أعيشه كما يعيشه المواطن، مشروع لا أدعي عصمته ولا خلوه من الأخطاء و النواقص التي تشوب لا محالة كل عمل بشري. لكن هلا غلبتم المصلحة العامة و أخف الضررين و حسن الظن فعزرتموه و نصرتموه فواكبتموه و راقبتموه بنية وطنية صادقة فتكملوا نواقصه و تصوبوا أخطاءه و تقيموا الحجة على القائمين عليه في حالة إصرارهم على مجانفة الصواب. أما أنا فعلى يقين من صدق نية القائمين عليه وأتحمل تبعات هذا الموقف و هذا الاختيار.
متى عهدتمونى مطبلا للأنظمة؟ ألم أقف جهارا نهارا في وجه الديكتاتورية في أوج تحكمها، ألم أدفع الغالي والنفيس ثمنا لهذا الاختيار ،ألم يكن حبل المشنقة قاب قوسين أو أدنى من أن يلتف حول عنقي لأني رفضت بيع المواقف ،ألم تكن السوق يومها مربحة بفعل تحكم الفساد والمفسدين ،أم أنني لم أكن يومها بحاجة إلى الثمن ؟
لقد كنت دائما وسأبقى غنيا عن اتخاذ موقف لا يتناسب وقناعتي مهما كان الثمن المعروض. سندي في ذلك لبان الممانعة ضد المداهنة الذي رضعته من مدرسة والدي حرمة ولد بابانا "الوريث الطبيعي لماضيه وللتقاليد"حسب وصف ألد أعدائه من الفرنسيين، والذي استطاع أن يقول لا للاستعمار في عقر داره وأن يحرك الرأس في الاتجاه الأفقي يوم شكل مثل هذه الحركة نشازا يعاقبه القانون ويأباه خلق أهل هذه الأرض ولو على سبيل التقية "إلا متحرفا لقتال أو متحيزا إلى فئة".
إن رد مؤسسة حزبية كمؤسستكم على مقال واحد لشخص، هو رد لم يتجاوز التجريح الشخصي والولوغ في العرض.. لكن هيهات فما ضر البحر أن سبح فيه الأجرب. لقد أخطأتم التوصيف أو الإسقاط وإن كان "ما في القلب يحدث به اللسان" و اعذروني إذا بدوت حزينا فإن وجه المحب وجه حزين، أنا المحب لثرى هذا الوطن ،الكلف بأهله ،العاشق لحصى مدافن أجدادي ،الراني لشعاع شمس الحرية وهو يبدد ظلام الوهم وينير دياجير النكران، حزين على أن يظل سوق المتاجرة بالقضايا الوطنية مفتوحا وبضاعة التزلف والنفاق المزجاة أرفع السلع تداولا و"الوطنيون" أشد المضاربين نهما.
لكم دافعتم عن نظام ولد الشيخ عبد الله حين منحكم وزارات، وكم خفتت نبرة الوطنية والدفاع عن حق الجياع والشعب.. والنضال والوطنية.. فلم يتهمكم أحد بالتزلف والتملق والخيانة والتطبيل..
قلتم أن الزعيم أحمد ولد داداه "يعرف مع من يصطف وينتقي رفاق دربه" ، فأنا لم أدع الاصطفاف معه و لا أني من رفاق دربه لكن جمعتنا الأقدار في خندق معارضة ولد الطايع و شاء الله أن ساكنته في نفس الزنزانة في سجن واد الناقة على مدى ثمان و ثلاثين ليلة فأديت شهادة ما رأيت من الرجل بعيدا عن الجانب السياسي. لكن من طعن الزعيم أحمد ولد داداه في الظهر في التسعينات وفي أحلك فترات المعارضة ودشن سياسة المساومة مع النظام، تلك العبارة المهينة التي ذبحت بها المعارضة في عهد "ديكتاتور لا تتكلم لا تتحرك"؟ والجميع يعرف أن تلك "المساومة" غسلت أصغر بقعة ضوء في تاريخ المناضلين الوطنيين بالاسم وإن شاء الله بالصفة.
إن الحديث عن الأثواب الطاهرة لا محل له في سوق المساومات التي دشنتموها ذات يوم من جحيم تسعينات ولد الطايع، الأثواب أكثر طهرا في المصانع منها حين تلبس على قماءات بعض الضمائر والقلوب.... فأين كنتم حين قرر نظام ولد الشيخ عبد الله بيع اسنيم.. أين كنتم حين ألبتم الرئيس ولد الشيخ عبد الله على ضباط وطنيين شهد لهم القاصي والداني بأنهم جاءوا بربيع الديمقراطية من مغرب الوطن العربي.
إنكم تغالطون القارئ وأنفسكم حيث تقولون إنني تخليت عن "رفاق الدرب والكفاح" من الإسلاميين في أحلك وأحرج الظروف. لقد أبليت معهم نضالا وكفاحا وجاهدت بالنفس والمال ورفضت الذهاب عنهم في عهد ولد الطايع، تماما عندما كنتم أنتم غارقين في سياسة "المساومة"، في أحلك فترة تمر على المعارضة الموريتانية عامة والإسلاميين خاصة في تاريخهم، ولم نفترق حزبيا إلا على مضض بعد دخول البلاد في عهد ثورة الحريات في المرحلة الانتقالية سنة 2005 بمبادرة و إصرار منهم و محض اختيارهم .
أخيرا يود بعض أحزاب المنسقية جري إلى معارك شخصية لشغلي عن واجب الدفاع عن المشروع الوطني الذي آمنت به.. إنهم ينظرون إلى ما بأنفسهم ثم يكتبون عني.. لهؤلاء أقول "شتائمكم لا تفسد للود قضية".. ولكن هيهات أن توقفوني.. و لدينا مزيد.. إن ما أسميتموه "اعترافات معالي الوزير الأول أمام البرلمان"، لا تشكل إدانتي و لا أعـتبرها موجهة إلي، إذ لست من يبرم الصفقات و لا من يوقعها و لا من يشرف على إجراءاتها إلى جانب لجنة الصفقات.
إذن لا تخيفني "فزاعة" الوزارة وما يروق للبعض تسميته بسوء التسيير أو الإيحاء له بــ"الصفقات المشبوهة" بغية تشويه سمعتي و النيل من عرضي. فضوابط الشريعة و صيانة العرض و وازع الورع و التعفف و علو الهمة، كلها عوامل تعصمني ـ و لا فخر ـ من شتى أنواع الدسائس و المزالق. فمن قال بشيء من ذلك حين قاله و تلبس بهذه التهم دون ما بينة ولا ثبت ولا دليل كان يحمل يوم القيامة وزر هذا القذف و هذا التجريح. وأتمثل قول الفاروق وشعار دولته "رحم الله امرءا أهدى إلينا عيوبنا" فإني أتحدى من يثبت تورطي في أية أخطاء تسييرية أو صفقات مشبوهة و غير مشبوهة ولا أعتقد أن كشف ذلك يحتاج ممن مردوا على استنطاق الأهواء والرجم بالغيب كبير عناء فى ظل التقارير المكشوفة وتقاسم البيانات وسهولة الاطلاع على الوثائق. وعندما يكشف هؤلاء تورطي فيما ادعوا يكونوا عندها قد أسدوا إلى هذا الوطن معروفا وأصبحوا بحق خير ربابنة لسفينة الحرب على الفساد التي أطلقها رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز، لكنني متأكد من أنهم لن يوفقوا في ذلك حتى لا يتيح لهم التاريخ المشاركة في التغيير.
وإلى أن يتحقق لهم ذلك أجدد استعدادي الدائم لتسديد فاتورة الرأي الداعم للحق و المصلحة العامة دون وجل و لا خجل كلف ذلك ما كلف وأقول أنه: لا خير فيمن لا يحب بلاده ولا في حليف الحب إن لم يتيم وأن من تؤويه دار فيجحد فضلها يكن حيوانا وفق كل أعجم وأن من يظلم الأوطان أو ينس حقها تجئه فنون الحادثات بأظلم لامني بعض القراء في كثرة الاستشهاد بالقرءان، فليعذروني فإن قلبي متيم بالقرءان، فكل ينفق من ما عنده، و من أحب شيئا أكثر من ذكره.. مع أنه لا يعوزني الاستشهاد بالأكابر و المشاهير من رجالات الفكر و التاريخ، لكن كلام الله أقدس و أبرك و أبلغ و أحب إلي، و من أصدق من الله قيلا؟