إن تعقد الحياة وتنوع أشكالها، وتراكم مشاكلها كانت السبب وراء ظهور التشكيلات السياسية ، فحينما تواجه الأمم محن كبيرة تأخذ طابعا زمنيا مستمرا كالاستعمار او التخلف او الظلم او الفقر ...الخ ؛ سرعان ما تظهر لنا طليعة من الأمة تأخذ على عاتقها مواجهة تلك المحنة ، ومن خلال ما سبق ظهر حزب الاتحاد من أجل الجمهورية ، فبدأت قيادة هذا الحزب متمثلة في الأستاذ سيدي محمد ولد محم بدراسة الواقع وتحديد أساس المشكلة ،
مستلهمة سياساتها من توجيهات رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز الرئيس المؤسس للحزب، فإن كانت معرفة السؤال نصف الجواب، فهنا تمثل معرفة المشكلة وأبعادها وأساسها ونتائجها الأولية والعرضية .. نصف الحل ، فكل جماعة من طليعة الأمة او الشعب ستكون لها رأيا خاصا بها حسب قناعات أعضاءها وواقعهم الخاص . وهكذا سنجد مشكلة واحدة ولكن وبالوقت نفسه سنجد عدة حلول وأفكار غالبا ما تؤدي إلى نشوء العديد من الأحزاب ولكل واحد منهم طريقته الخاصة في التعامل مع تلك المشكلة . ولذا فان الأحزاب في جوهرها ما هي إلا فكر يلتف حوله الناس أعضاء وأنصار، ثم يكون له تنظيما خاصا به وقيادة وبرنامج عمل وقانون داخلي.
تأسس الاتحاد من اجل الجمهورية في الوقت الذي كانت تعاني فيه موريتانيا من واقعها العسير وظرفها المرير، و حاولت بعض القوى السياسية زيادة المشاكل و المرارة ، حيث
تاجرت بعض تلك القوى بقضايا الوطن فحولت أحزابها وهيئاتها من وسيلة الى غاية، ناكرة بذلك كل شعاراتها البراقة ومتملصة من وعدها الوهمية.
إن انسجام القوى السياسية الوطنية الداعمة لبرنامج رئيس الجمهورية في إطار جامع يشمل حزب الاتحاد من اجل الجمهورية و قوى الأغلبية الحليفة له ، صمام أمان لأمن و استقرار البلاد ، و حفاظا على المكتسبات الوطنية ، التي تحققت في السنوات الأخيرة ، في كافة الميادين ، من مدارس ومعاهد ، وإنشاء جامعات لتكون منهلا للعلم ، وصرحا لبناء الفكر ، وإعداد أجيال مثقفة واعية ، إضافة الى المستشفيات العامة والمتخصصة ومراكز الرعاية الصحية ، وشق الطرق المعبدة ، وتحديث الموانئ والمطارات ، وما مطار أم التونسي الدولي إلا خير دليل على ذلك ، كما أقيمت المصانع ليتم الإنتاج محليا ، وبخبرات فنية راقية ، دون أن نقفل النهضة الزراعية التي سهدها البلد في السنوات الأخيرة ، وشهدت البلاد في السنوات الأخيرة نهضة علمية وأدبية وفنية ورياضية ، تبشر بمستقبل واعد ،فأصبحت بذلك كلمة موريتانيا مسموعة في المحافل الدولية ، وغدت ذات دور بارز في المشاركة في حل القضايا والمشاكل في الوطن العربي وإفريقيا ، وتولى رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز رئاسة الاتحاد الإفريقي ، ونجح في استضافة القمة العربية _قمة الأمل _ ، قريبا إن شاء الله تنعقد في البلاد القمة الإفريقية ، إن كل هذه المنجزات لا يمكن الحفاظ عليها ، إلا في جو من الديمقراطية والتعددية والحوار ،كما أن الوطن يحتاج الى سواعد كل أبناءه ، لان دولة المواطنة لا مكان فيها للإلغاء أو التهميش أو الإقصاء ، فكل حسب جهده وكفاءته وخدمته للوطن وهذا ما تسعى إليه قيادة الحزب ، مستخلصين في ذلك العبرة من الدول التي اختارت طريق العنف ودخلت في منزلقات خطيرة ، كان نتيجتها خسارة الجميع.