تشخيص الواقع وتفعيل الهيات مهمة صعبة ، لاسيما في حقل سياسي تراكمت فيه تجارب متعددة ، واخذ مسالك شتى للوصول الى الهدف من الاتحاد ،والمقصد من الجمهورية، من هذا المنطلق كان عمل للحنة المكلفة دؤوب في ايامها العشرين حيث اعتمدت مقاربة تشاركية تعمل على اشارك الجميع.
وان كان العمل الديمقراطي وأخذ القرار يكون بعد نقاش وحوار بحيث تأخذ آراء كل فرد من المجموعة، مما يدفع القائد
لأن يكون إيجابيّا أي يكون محفزا للمجموعة (القائد الإيجابي هو من يدفع مجموعته إلى العمل وزيادة كفاءتهم عن طريق إثارة حوافزهم الذّاتية نحو تحقيق الأهداف ولكسب تعاونهم، والقائد الجيد هو من يقود من يقدرون على قيادة أنفسهم). في هذه الاجواء "الدّيمقراطية" حيث الإدارة تشاركية و حوارية وجماعيّة كانت كلّ القرارات والمقترحات والاختيارات تتمّ بالمناقشة الجماعيّة ووظيفة اللجنة كانت تحفيزية، وكانت قبلها ارادة الرئيس.
الاقتراحات كانت بنّاءة، و العلاقات بين أفراد اللجان و الورشات كانت قوية والجو العام ودي مع غياب تام للانفعالات العدوانية. برزت روح المجموعة مع علو لغة "نحن" على لغة "أنا". المبادرة كانت حاضرة. الأعمال كانت أكثر تنوّعا وتميز هكذا كان عمل لجنة تشخيص واقع الحزب وتفعيل هيئاته، حيث اعتمدت المقاربة التشاركية لكل المنتسبين والراعبين في العمل الجاد.
وبما ان المقاربة التشاركية إحدى أهم ركائز العمل الفعال في إعداد وتنفيذ وتقييم برامج عمل الجماعات السياسية، لضمان مشاركة الجميع بكل مكوناته في تدبير الشأن العام . اتت هذه السانحة التي أراد من خلالها المشرع السياسي "الاتحادي" إشراك الجميع في كل مراحل العمل السياسي قصد المساهمة الفعلية في إعداد البرامج وفقا لخطط تشاركية يساهم الجميع في ابراز معالمها وتنفيذها على ارض الواقع وفق المقومات المتاحة على المستوى الاقتصادي، الاجتماعي، الثقافي وغيره من المستويات الأخرى.
تهدف هذه القيم التشاركية إلى دَمقرطة الديمقراطية التمثيلية، وتعزيز دور "المشارك" الذي يجب أن يمتد ليشمل حقه في الإختيار و الاستشارة، و في تتبع و تقييم البرامج التنموية، وبذلك، يكون زمن الديمقراطية التمثيلية المنحصر أساسا في التخلي عن الساكنة بمجرد انتهاء الاستحقاقات الانتخابية قد ولى، وحل محله طابع الديمقراطية التشاركية،
وبالنظر إلى الإمكانيات و الطاقات الهائلة التي يزخر بها جزب الاتحاد من اجل الجمهورية وقيمه المضافة اليه اليوم في نطاق النهج التشاركي الذي اكد عليه السيد الرئيس خلال تحيته المشاركين في الايام التشاورية التشاركية ، فإنني على يقين ان مخرجات الايام التشاورية التي على طاولة المجلس الوطني اليوم ستأسس لقواعد عمل سياسي ممهنج قائم على اسس التشارك و المشاركة لحل انجع للمشاكل الداخلية ووضع الآليات الكفيلة بإعادة بناء الحزب علي أسس قوية قادرة علي تحقيق نتائج كبيرة ومشرفة خلال الاستحقاقات الانتخابية القادمة.