لا يبدو هذا العنوان منطقيا في خيال الكثيرين ولكنه يتجسد فيزيائيا ويعاش في منطقة من هذا الوطن بصورة ممنهجة حيث يقبع المواطن في منطقة بغداد2 بالضاحية الشرقية لمدينة كرو تحت وطأة تهميش مصيري أخذ طريقه منذ نشأة أحياء تلك المنطقة سنة 1992 أعني (حي الرياض والبصرة وحي بغداد 2 ) وتجلى في صور بشعة حينما يلحظها المنصف حتما يدرك أن المواطنين في هذا المنتبذ يعاملون على أساس أنهم من درجة أدنى أو هم أنصاف مواطنيين
تترتب عليهم واجبات فيؤدونها وليس لهم حقوق شواهد ذلك حاضرة يمكن أن نستنطقها فتبرز رأي العين شاهدة على ذاتها فهذه أعمدة الكهرباء قادمة من كيفة أنارت جل الأحياء إن لم أقل كلها لكن الحي الأكبر من كل هذه الأحياء أي منطقة بغداد 2 او على الأصح منطقة التهميش كان حظها الإقصاء من هذا المشروع رغم تعهد فخامة الرئيس في زيارته للمقاطعة أنذاك
وهو وعد استبشر به المواطنون هناك إلا أن المقيميين على المشروع هذا ضربوا الحائط بوعد الرئيس لمواطنيه وساروا على درب سابقييهم في تهميش المنطقة.
المياه هي الأخرى شاهدة على تاريخ المنطقة في الحرمان فتلك أنابيب المياه تشق أحياء المنطقة فتروي ظمأ أحياء المقاطعة الأخرى وتتجاهل عطش 5000 مواطن لا زالوا حتى اللحظة يكابدون الآبار العمقية ويفقدون فلذات أكبادهم صرعى تتخطفهم الموت في أعماق تلك الآبار
السلطات المحلية هي الأخرى في تعاملها مع هؤلاء المواطنيين العزل ساهمت ولو بصفة المتفرج في مجرى تهميش المنطقة التاريخي ولم تسعى يوما أن تخفف من صعوبة المعاناة رغم الإلحاح و كثرة الطلبات وبلوغ السيل حد الزبى
ساسة المقاطعة ورجالها ساهموا في تحريك سفينة التهميش بل كانوا قبطانها أيام الإنتخابات فكم وعدوا وأخلفوا وقطعوا وما أنجزوا وكم استغلوا طيبوبة هؤلاء المواطنيين حتى وصلوا بها إلى المبتغى فنسوا وتناسوا أن وراءهم أناسا يقبعون ليلهم في ظلام ونهارهم في عطش ويقضي مريضهم وقتا طويلا في انتظار وصول سيارة تمنعها ألسنة الرمال ووحشية الطريق أن تصل
في هذا الوضع الصعيب والصور القاتمة و المعاناة المتزايدة مع طلوع كل شمس يعيش الواطن في حي بغداد 2 بكرو حياته ولم يلح له أي بريق لحل مشكله الإنساني الملح فإلى متى ؟؟؟؟