الربيع العربي- الإسلامي .. وصيف الأقلام / أحمد أبو المعالي

altشكلت إهانة شرطية مغمورة لشاب مغمور عاطل عن العمل يمارس ما تيسر من تجارة متواضعة في بلد لا معقب فيه لحكم جبروت الأمن وما يفرضه مزاج الحاكم وزبانيته على المواطنين- شكلت نقطة تحول كبرى في العالم العربي مازالت تداعياته مستمرة.. وقد تطول..

كما شكلت هزة قوية ما زالت توابع ارتداداتها على كل الأصعدة تترى وتتوالى مفاجئة تارة ومنسجمة مع المتوقع تارة أخرى .
لم يكن البوعزيزي- رحمه الله –وهو يضرم النار في جسده ثأرا لكرامة مداسة يدرك أن ذلك الكبريت سيمتد ليشعل النار في أكثر من بلد عربي وسيهز كراسي وعروشا طالما تمتعت بإشعال النار في مناوئها ومعارضيها من أبناء جلدتها بأساليب وطرق مختلفة ..وأن دافعه للكرامة سينتشر في بني جلدته انتشار النار في جسده.

ولعل أول هزة مفاجئة لتلك الصفعة التاريخية –التي تحيل نتائجها إلى قصة الصفعة التي انتصر لها المعتصم-عدا كون الضحية هناك امرأة وهنا رجل.. والمنتصر هناك "معتصم" وهنا" مواطنون " - سقوط ديكتاتور كان الأمن فيها يشكل جزءا من ثقافة يومية لم تستطع القاعدة اختراقها كما حدث في دول مغاربية أخرى ..ولم يكن بإمكان اثنين أن يتناجيا أو يمارسا أي تشاط دون إذن الأمن وعينه بل وسائر جوارجه ..وخلال أقل من شهر كان رأس الهرم يفر بحثا عن ملجإ..." كأن لم يكن بين الحجون إلى الصفا سمير" ..وانتقلت الشرارة إلى أرض الكنانة ..وكان ما كان وفجأة’ سقط نظام العقيد الليبي الذي كان يتمترس بثقافة أمنية معززة بثقافة" الأبد" والمطلقية فهو فاتح أبدا واللجان في كل مكان وهو ملك الملوك ...وعميد الرؤساء العرب ..إلخ وكان ما كان .

.لم يكن أحد في مثل هذا التوقيت من السنة الفارطة يحلم-ولوفي شطحات الخيال- أن المواطن الليبي بإمكانه أن يفكر في الثورة على "الثورة " وهاهي اليمن وسوريا تصارع الغول عل وعسى .ولسان حالهما ينشد:

عسى الكرب الذي أمسيت فيه** يكون وراءه فرج قريب.

.كل هذا شكل مفاجأة جعلت التحاليل والقراءات السياسية تنثال يمنة ويسرة مفسرة هنا ومحللة هناك ناقدة هنا ومثمنة هناك..ومن الطبيعي أن تكون وجهات نظر الكتاب والمحللين متباينة ومناقضة بفعل المواقع التي يركنون إليها. ..كما أنه من الطبيعي أن يكون للعامل الفكري والأيديولوجي حضوره في القراءة والتشخيص ..ومن البدهي أن المواطن العادي الذي سطر هذه الملاحم والبطولات دون أدنى استشارة أو نصيحة من الساسة والمثقفين والمفكرين لن يضيع كثير وقت أو جهد في تصويب أو تخطئة هؤلاء و أولئك ..بقدر ما يهمه ما يراه على أرض الواقع وما سيطبع حياته من تغيرأو تحول هو بأمس الحاجة إلى جودته وتحسينه. 

ولعل من تلك الهزات التي أثارت الأفهام وأرعفت الأقلام الحضور اللافت للتيار الإسلامي في الإنتخابات التي أعقبت هذا الربيع العربي شتاء العام المنصرم..ولم تخل بعص تلك الأقلام من الإفراط إن يمين الحدث أو يساره ..مما حيد الموضوعية في التناول أحيانا وتجلت الذاتية في أبهى صورها عند هذا الكاتب أو ذاك..
وبعيدا عن الدخول في ذلك المعمعان العصي والحساس والذي ولجته أقلام من "الطراز الأول" والعيار الثقيل" مما يحيتم على مثلي أن يكتفي بالمراقبة والاستفادة مستشهدا بقول القائل 

وإذا لم يكن لديك نصاب .** فليزك الملي ذو الأذواد

والانسجام مع مقولة "كيف كر البغال بعد الجياد

آثرت تسجيل ملاحظات خاطفة ومختصرة على هامش ذلك السجال تاركا المتون لأربابها وسدنتها ..

أولا: لاأحد ينكر أن الإسلاميين كانوا من أكثر الحركات تضررا من الأنظمة العربية المستبد "ولا أحاشي من الأقوام من أحد " وقد تفاوتت الأنظة في ذلك ما بين حبل المشنقة وسراديب السجون ومصادرة الممتلكات فضلا عن الحريات والكرامة والتغريب ...لذلك لاغرو أن تهب هذه الحركات وأن تتصدر الثورات العربية بحثا عن الحرية والكرامة لها ولغيرها جنبا إلى جنب مع الخصوم الفكريين ..مع أن هذه الثورات في مجملها لم تميز في ساحاتها بين هذا الطيف الأيديولوجي أو ذاك ولعل ذلك أحد أسرار النجاحات .

.وطيلة مسيرة هذه الحركات ظلت ملتصقة بالشعوب مقدمة لها ما تستطيع من خدمات ومن توجيهات بدافع وطني ووازع ديني ..وللقارئ أن يتصور صعوبة الظروف التي كانت هذه الحركات تعمل فيها مع ما ظلت تحتفظ به من رصيد شعبي كلما جد الجد باعتراف الخصوم 

فإن يكن الفعل الذي ساء واحدا. ** فأفعاله اللائي سررن ألوف

صحيح أن عامل "المظلمومية" قد يكون له دور في ذلك التعاطف من باب الغريزة البشرية التي تقف مع المظلوم بغض النظر عن لونه أو لون توجهه السياسي ..لكنه ليس العامل الأساس في الشعبية التي لم ترق للبعض.

وإحقاقا للحق فقد عانت بعض التيارات الأخرى من بطش وتنكيل هذه الأنظمة على درحات متفاوتة واستطاع بعضها اختراق الأنظمة والولوج إلى إعلامها أو مقاعدها فهذه الأنظمة لاتعرف لأي كرامة مهما كان اللهم إلا إذا أعلن البيعة والولاء المطلق..فلنقدر للإسلاميين احتفاظهم بشعبيتهم رغم المعاناة ورغم المضايقات لعقود متتالية وهو أمر ينبئ عن أداء جبار ونفس في الإصلاح والاستمرار يذكر فيحمد..أحب من أحب ..وكره من كره.

ثانيا: كلنا ندرك إن إدارة الأمور في إطار المعارضة شئء وإدارة دفة الأمور السياسية والاقتصادية شيئ آخر ..والنجاح في الرفض لايعني النجاح في غيره وقد تنبه كثير من رموز الحركات الإسلامية لذلك واعترفوا به بدءا بالنهضة في تونس مرورا بالإخوان في مصر واتنهاء بالعدالة والتنية في المغرب ..

كما أنه من المهم أن يدرك الإسلاميون أن ذلك التصويت ومعدلاته لا يعني بالضرورة أن كل المصوتين لهم يرفعون نفس الشعار الإيديولوجي ..فما أكثر الذين صوتوا لهم دون أدنى ارتباط فكري أواديولوجي فكم من سيدة سافرة صوتت لصالح الإسلاميين وكم من شاب غير مبال بأموره الدينية صوت لهم ومن مغمور لايميز بين الألوان السياسية والفكرية أدلى دلوه لصالحهم...وما دام الأمر كذلك فمن اللازم مراعاة ذلك في المستقبل ..وفهم دلالاته حتى لا تسير السفينه في غير مسارها. 

فإدارة دفة الدول تختلف عن إدارة حركات لا تتصرف في موارد الدولة ومجبرة على توفير الخدمات المطلوبة للشعب...لذلك فالإسلاميون الآن- بعد أن نجحوا بامتياز طيلة عقود في المعارضة - تحت المحك و مطالبون بالتميز في تجربة الحكم .. ومن الخطإ الحكم المسبق عليهم بأنهم سينجحون بامتياز أو سيجرون أذيال الخيبة بامتياز .اللهم إلا من باب حسن الظن المطلوب واتكاء على تاريح وطني شريف ..أو من باب سوء الظن غير المرغوب.ولحاجة في نفس يعقوب.

ثالثا" لقد قابل بعض التمطرفين هذا المد الشعبي للإسلاميين بسيل هائج من التخويف والتحذير منذرا بعصر لاحرية فيه سيما للمراة ولا صوت فيه لغير ما يمليه "المرشد" ولا أمل فيه لقول غير ما ترتضيه "الحركة" بل وتجاوزوا ذلك إلى القول بأن هذه ستكون نهاية الديمقراطية وأن الإسلاميين حينما يتربعون على الكراسي سيلجأون لدكتاتورية أخطر لأنها تتمترس بالدين .وسيعلنون خلافة إسلامية لاترعى إلا ولا مة لأهل الذمة الذين سيبدأون بدفع الجزية .إلى آخر ما طفحت به تصريحات وأقلام تولول "انج سعد ..فقد هلك سعيد" فضلا عن بعض الاستفزاز تمثل أحيانا في نشر بعض الجرائد صورا لعاريات لأول مرة في تاريخ الصحافة المغربية بحثا عن رد فعل لم يوفقوا في تخمينه ..وفي بعض التصريحات والتصرفات المزعجة أخلاقيا وسلوكيا ..بحثا عن هدف معروف .

وهنا يلزم التنبيه إلى أن هذه الأصوات تسارعت في هذه الأحكام ولم تقدم أدلة مقنعة سوى بعض التجارب الإسلامية غير الموفقة كما هو الحال مع طالبان ومع إيران مع فارق التوقيت تشددا سنيا في الأولى وخصوصية شيعية في الثانية و..علما أن الحركات الإسلامية المشاركة في المسار الديمقراطي لم ترتض ذلك النهج وأعلنت ذلك في حينها ..

كما حاول هؤلاء المنتقدون التذكير ببعض المقولات والشعارات المرفوعة في أوقات فارطة وفي سياقات معينة دون أن يذعن هؤلاء لما شهده فكر وفقه الحركات الإسلامية من تطور أملته سياقات وظروف تاريخية وواقعية ..فضلا عن الخصوصيات التي تجعل كل حركة تنطلق في تعاطيها السياسي مع واقعها الخاص بدل استنساخ تجارب أخرى لاتتواءم بالضرورة مع البعد الداخلي ..وهي حنكة سياسية كان الأولى الإشادة بها باعتبارها وعيا متقدما في التعاطي السياسي حتى لايكون ثمت "قالب سياسي" جاهز تفرضه هذه الحركات على شعوبها . 

إن الفقه السياسي والاقتصادي والاجتماعي يشمل تفصيلات وجزئات قابلة للتطور بل وقابلة للتغيير. ومن إيجابيات الحركات الإسلامية المعتدلة استفادتها من قراءة الواقع قبل إسقاط أحكام محددة لذلك من الطبيعي ان يكون ثمث تجاوز لبعض التصورات أو تعديلها وفقا لمقتضيات تحتم ذلك في ظل" المعفو عنه" وهو الأكثر في عالم السياسة والاقتصاد رحمة بالعباد ورأفة بهم وحكمة لبقاء هذا الدين صالحا لكل زمان ومكان مع العض بالنواجذ على الثوابت والأصول.

..ولو كانت ثمت شكليات جاهزة في دقائق الأمور وتفصيلاتها لكان ثمة صعوبة في التطبيق من مكان لآخر..وهذا باب لايستغني عن فهمه واستيعابه المتصدر للحديث في هذا النطاق .

ومن ثم فإن حديث النهضة عن عدم إجبار المرأة عى وضع الجحاب مع الاعتراف بوجوبه يدخل في هذا السياق ..فلن تستطيع النهضة بالحديد والنار أن ترغم النساء على الاقتناع بالحجاب لكنها حينما تعطي الحرية للمرأة يكون حجابها مقنعا مع أن الهدف في نهاية المطاف هو النتيجة ..والمفارقة أن حرية المرأة في تونس تملي عليها اختيار الحجاب أو النقاب بين كان هذا المفهوم مرتبطا بتجاوز الأطر الاجتماعية والدينية أحيانا.أما العلاقة مع الخصوم الفكريين فهي علاقة تحتمها طبيعة العيش في وطن واحد ولا يعني ذلك بالضرورة التنازل عن بعض المبادئ بقدر ما يعني التعاون مع جزء من أبناء الوطن في قضايا مشتركة تخدم الأمر العام ..

رابعا: قام بعض الكتاب والمحللين بمقارنات ما بين تاريخ الحركات اليسارية والحركات الإسلامية وقد قدم الدكتور الكنتي بحثا جامعيا جيدا حول تاريخ الشيوعية ومآلاتها مفصلا أبرز محطاتها ومفككا مفاصلها التاريحية وما شهدته من إصلاحات أو محاولات لرتق الفتق ..وحاول أن يسقط ذات المسيرة التاريخية غير الموفقة نهاية المطاف وغير المبنية على أسس عقدية سماوية ثابتة لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها .وغير المستندة على سند يؤمن به الجميع ويستمد منه أحكام حياته..ليتوصل إلى أن الحركات الإسلامية تسير على ذات النهج وتسقط في ذات الأقفاص والكمائن .وهو ما يقتضي ترجلها وتفككها يوما ما.وإنصافا للكاتب لقد أبان عن ثقافة "في المسار التاريخي للشيوعية" لابأس بها. 

والواقع أنه قبل مناقشة الموضوع لابد من التنبيه إلى الإسلاميين ليسوا معصومين وليس لهم أن يدعوا ذلك أو يوهموا أحدا بذلك أويوهموه أنهم فوق الخطأ.. ولو أنهم فعلوا ذلك لكان كاتب هذه السطور أول من يمتشق قلمه رفضا وتنديدا وبراءة ..فسياساتهم لاتعدو أن تكون قراءات معينة وفهوما خاصة لاتبلغ درجة العصمة أو التعالي عن الخطإ .لكنها تحترم دين الأمة وثقافتها وخصوصيتها مع ضرورة الاستفادة من الثقافة الإنساية ومستجدات العصر

...نعم من حق أي كاتب أن ينتقدهم وأن يعارض سياساتهم ونهجهم وأفكارهم ..وهذا لايحتاج ضوءا أخصر ..لكن شتان ما بين نقد يتحرى الموضوعية ويبحث عن الحق ويضع الأمور في نصابها ولا يحد غضاضة في القول للمحسن أحسنت الخطوة وللمسيئ أخطأت الحفرة ..وبين من ينظر للأمور من زاوية تعصف بالإجابيات وتجعل من بعض الأخطاء منطلقا وعبرا لنسف كل ما يمكن أن يكون محل ثناء وتقدير لتتحول الصورة عنده إلى عوراء بينة العور وعرجاء بينة الظلع. ومريضة بينة المرض.وعجفاء لاتنقي. فالجبالي " يخشى الغرب والله أحق أن يخشاه" وتحول بعض الإسلاميين إلى "مخانيث- قمة الإهانة .– فضلا عن عدم قدرته-أي التيار الإسلامي المعتدل- على تقديم مشروع بدي

وغير ذلك مما طفح به مقال" الماركسيون والإسلاميون ..وحدة مسار"

نعم للإسلاميين أخطاء بفعل طبيعتهم البشرية ..نعم يغير الإسلاميون من طرحهم ومن برامجهم في سياق "المسكوت عنه"وفق ما يمليه اللحظة والرقعة ..نعم قد يرتكب بعض المفكرين الإسلاميين وغيرهم أخطاء فردية أو يتبون- بصورة شخصية- رؤى ونظريات قد لا تجد قناعة حتى لدى أغلب الحركة نفسها ..غير أن ذلك لايعني أن يقوم البعض بتتبع بعض الأقوال التي تحتاج نظرا ومراجعة أو بعض المواقف من هذا الطيف أو ذاك ليجعل منها معولا ينسف به تاريخا طويلا من النضال ومن خدمة الوطن ومن المشاركة الإيجابية في مصارعة الطواغيت والغول..لتتحول الحركة الإسلامية إلى مجموعة من "المخانيث" ومجموعة لاتمتلك الشحاعة على التصريح بما تريد " وزمرة من الباحثين عن المصالح الضيقة ذاتية وحزبية .. بالتأكيد فإنه لايمكن البحث في هذا" البحث" عن الموضوعية في الطرح والحيادية في التحليل مع هذه المعطيات .

وعود على بدء ..صحيح أن التجارب البشرية مهمة في سياق القراءات التاريخية والمقارنات واردة إلى حد ما ..غير أن ذلك يظل في حدود وأفق محدودين ولو أطلقنا العنان لأمكننا مقارنة كل حاضر بماض فما أسهل أن نقول إن الإسلام بدء غريبا وسيعود غريبا كما بدأ ..وكذا البوذية بدأت غريبة لأنها بطبيعة الحال بدأت بفرد ثم تمددت وفي يوم ما ستعود غريبة ..فتتفق الخاتمة في كليهما "طوبى للغرباء" وغير خفي على ذي العقل السليم أن هذه المقارنة فاسدة بشتى المقاييس ومن ثم فسدت النتيجة...وقل ذات الشيئ في مقارنة الحركات الإسلامية وتطورها بمقارنة اليسار ومآلاته ..بالرغم من ما يمكن أن يكون في ظاهره تقاطعا في بعض المحطات ..ولا نستبعد أن يقوم أحدهم بعرض حياة أحدهم عاش طفولة يتيمة ..وكفله عمه في مرحلة معينة...وشب محافظا ومحترما ..ومارس التجارة ...ليخلص إلى إن ذلك يتقاطع مع سيرة طاهرة ومعروفة ...ولا أريد الخوض في مقتضى الخاتمة! بقدر ما يعنيني أن المقارنات لاتقتقضي نتائج سليمة وإخفاق حركة ما وفق خطوات محددة قد لا يكون سببا في فشل حركات أخرى وتكرار السيناريو قلما يصدق في مثل هذه الظروف .

.وليس من الإنصاف الزج بالشيخ القرضاوي في إطار نقد الحركات الإسلامية وهوالشيخ الذي كرس حياته منذ طر شاربه لنشر العلم والدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ..وعانى ما عانى في مقتبل شبابه معرضا حياته ومستقبله للمجهول ..وتعرض للمضايقات والسجون ..ولم يثنه شيئ عن نشر العلم والتفرغ لإفتاء والتوجيه مشارق الأرض ومغاربها ..ولم يقبل يد زعيم أو ملك - لك أن تعرف أنه رفض تقبيل يد الحسن الثاني في الدروس الحسنية خلاف كثير من العلماء.. ورفض قولة الشيخ شلتوت "نحن خدم لمن يخدم الشريعة" لأنها كانت بحضرة القذافي فعارضها بالقول "نحن –أي العلماء- أسياد لاخدم ".حتى لاتلعب بالقذافي الظنون .كما لم يقبل كثيرا من الفتاوى المؤيدة للأنظمة المستبدة ..وكرس حياته للوقوف مع المظلومين أيا كانوا وسعى جهده لتصحيح مسارات الحركات الإسلامية متشددة ومعتدلة ..وقدم مئات البحوث والكتب التي تنير دورب المسلم في شتى مناحي اليوم..وبذل حهودا مضنية لتكوين اتحاد عالمي لعلماء المسلمين يسهر على تعليم الناس دينهم شرقا وغربا.. وقد جاب الشيخ مشارق الأرض ومغابها في هذا السياق مرشدا ومفتيا ومعلما ..واليوم والشيخ قد بلغ من الكبر عتيا وجاوز الثمانين –متع الله المسلين به ردحا من الزمن- يجد من بني دينه وعقيدته وثقافته من ينعته بكونه يلجأ لنظرية اقتصادية شيوعية ل"يتنصل بها من مطلب الشريعة الإسلامية" وهو من أفنى زهرة شبابه ولم يراع كبر سنه واعتلال صحته لإعلاء كلمة الله ..ما هكذا يا سعد تورد الإبل ...وما هكذا يجازى أمثال الشيخ القرضاي ..وياترى ..إذا لم يكن الشيخ يسعى لتطبيق الشريعة ..والسهر على إعلاء كلمة الله ..فمن ياترى يقوم بذلك.؟

ما أبعد العيب والنقصان عن شرفي ** أنا الثريا .وذان الشيب والهرم.

5. يناير 2012 - 13:02

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا