لاشك أن التعدد سنة نبوية، وأن له من الفوائد والمبررات ما يجعله حلا مثاليا في كل العصور نظرا لتراكم الأزمات التي تنتج عن عدم القيام به، وهي أمور لا تحتاج إلي تبيان أو فهم عميق، ولكن يبقي السؤال لماذا لا تقبل النساء التعدد؟ رغم أن دواعيه الآن ربما أكثر من أي وقت مضي ، وفي مقابل هذا الطرح نرى أن الإجابة علي هذا السؤال لا تحتاج إلي كثير عناء، فالمرأة بطبيعتها غالبا لا تقبل التعدد إلا علي مضض، وهو أمر درجت عليه العادات، وعلي الرغم من ذلك
وجد التعدد عبر التاريخ، ولم يكن نشازا أو استثناءا، ولكن المتغير اليوم هو الرجل الذي هو أصل للتعدد، فالرجل اليوم ومع كامل الاحترام لجنسنا، لم يعد مؤهلا للزواج من واحدة من باب أحري مثني وثلاث ورباع، إذ يعجز عن القيام بما يمليه عليه واجبه ومروءته تجاه أهله وذوي القربى، وهو أمر أسهل قطعا من التعدد، الذي لم يشرع أصلا لمجرد الشهوة، وإنما من أجل أهداف أسمى وأكبر.
إن رفض المرأة اليوم التعدد ليس من باب التكبر أو رفض السنة - حسب ظني - ، وإنما بسبب عادات المجتمع السلبية تجاهه اذا كان الرجل مؤهلا له اصلا وهي قلة قليلة من من احيا هذه السنة أو لأن الرجل لم يعد ذلك الذي يحمل هم أمة، ويرعى حقوق الله وحقوق العباد، فضلا عن حقوقه الزوجية، وإنما أصبح أغلب الرجال اليوم للأسف انتهازيون في كل شيء، حتى في موضوع التعدد.
إن رجلا لا يستطع أن يؤدي إلى امرأة واحدة حقها، حري بيه ألا يكابر ويبحث عن المزيد، حتى لا يخدع نفسه، خصوصا إذا كان منطلقه هو الوازع الديني، بعيدا عن الدوافع الشهوانية، وإنما اقتدا بالرسول الكريم صلي الله عليه وسلم، فيتزوج من البكر والثيب والمسنة والمعيلة ومن كافة الشرائح .
وإذا كانت المرأة اليوم لا تثق في زوجها، وتري منه نقصا في حقوقها ولا تأمن عليه عند خروجه من الفتن، فكيف يمكنها أن ترضى منه أو تأمنه في حالة التعدد؟
لذا فغالبية حالات التعدد ناجمة عن الظروف التي تعانيها النساء، وليس بالضرورة عن قناعة أو انطلاقا من المنظور الديني، وهو أمر استغله الكثير من الرجال، فعكس ذلك نظرة جعلت أغلب النساء اللاتي مررن بتجارب سابق في الزواج، يخترن عدمه ان ساعدتهم الظروف علي ذالك وإن دل هذا علي شيء فإنما يدل علي أن الرجل اليوم لم تعد له أهليته، وأن الثقة فيه وصلت الحضيض.
إن الرجل اليوم وكلنا رجال.. يدرك أن المرأة تعاني الأمرين: من جهة الشكوك حيال زوجها، الذي يفترض به أنه مستقرها الذي تحس فيه بالأمان والطمأنينة..، وهو الجزء الذي تفقده وهي لوحدها فكيف بها إذا أشركت معها أخرى؟.
وهو ما يتطلب من الرجل قبل أن يفكر في التعدد، أن يكون على قدر المسؤولية..، وأن يكون قادرا على إقناع الطرف الآخر، ترغيبا يهزم ما يسكن نفسها من ترهيب، فمن لا يستطيع إقناع زوجته بالتعدد عليه أن لا يظن أنه يوسف عليه السلام بقدرما عليه ان يفهم انه غير مؤهل للعدل .
أعرف امرأة سألت زوجها أن يعدد بها صديقتها التي أحبتها وكعقلية أي موريتاني، سألتها هل تريدين التخلص من زوجك؟ فقالت إنها اعز صديقاتها، وقد رأت من زوجها حسن المعاملة وقد عانت صديقتها من سوءها فأرادت ان تعرفها أن الرجال مختلفون وتقول من الصعب ان أوفيه حقه كل يوم وفي النهاية لن ينقص ذالك منه شيء، فقلت إنها امرأة من زمن الصحابيات رضي الله عنهم، ولم يكن الأمر كما تصورت ولكنها وثقت في زوجها فطمئنت، فهل تثق المرأة الموريتانية في زوجها اليوم؟ وهل يتزوج الرجل من أجل إحياء السنة.. أو يراعي إن كان أهلا لها؟ وهل هو حق أريد به باطل أم لا ؟ أسئلة يمكنك الإجابة عليها بنفسك..