نداء عاجل...أنقذوا أبناء عمر المختار / أحمد أبو المعالي

altلا مجال الآن للبحث عن الكلمات والعبارات الدالة في هذا الظرف العصيب الذي يمر به الثوار المجاهدون في أرض ليبيا ..فكل العبارات تنقلب حسيرة ترتد من هول الفاجعة وسوء الحادثة... لذلك فقد أصبح من الفرض العيني على كل مسلم أن يتداعى لهذا الشعب ولو بالسهر والحمى .

..والسكوت في حرم الطغيان و في ظل المجازر البشرية حرام شرعا وقانونا وأخلاقيا وسياسيا ..ومن لم يصدح اليوم بشجب وإدانة ما يجري في ليبيا فلا سلمت حنجرته... ولا سلمت يده..ولا قرت عينه. 

إنه على الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أن يأخذ دوره في هذه اللحظات وأن لا يسكت حتى يبارك الثورة بعد نجاحها بإذن الله.. بل عليه -انطلاقا من رسالته الإسلامية السامية والأمانة التي أبت عنها السماوات والأرض والجبال- أن يكون عضدا وسندا لهذه الثورة وأن يعلن الموقف الشرعي الواضح من هذه المجازرالتي تعيد للأذهان ما ارتكبه الصهاينة في غزة وكأن أبناء بنغازي الأبطال يعيدون سيرة أبناء غزة.

إن تأخر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وتقاعسه في مثل هذه اللحظات لايمكن أن يستوعبه محب أو مبارك لهذ الاتحاد ..وعلى إمامنا وشيخنا رئيس الاتحاد أن يعلنها مجلجلة كلمة حق أمام سلطان جائر-كما ألفناه .. فما زالت الأمة تستفيد وتتعلم وتنحاز للشرع وللدين وتعاليمه وتتخذه رائدا لها في مفردات حياتها.
بل وأكثر من ذلك يجب على الاتحاد أن يبحث عن خطوات عملية لوقف النزيف الذي يجري على أرض ليبيا قبل أن تتناثر الأشلاء في الطرقات ثم لا يجدون جوابا شافيا أمام الديان يوم تجزى كل نفس بما كسبت.

ألا هل بلغت ..اللهم فاشهد ...ألا هل بلغت اللهم فاشهد...ألا هل بلغت اللهم فاشهد
كما أنه على كل المنظمات العربية والإسلامية وأصحاب العقل والحلم من زعماء الأمة العربية والإسلامية وبل وغيرها أن يتحملوا مسؤولياتهم وأن يسعوا لوقف هذا الشلال الأحمر قبل أن تحل عليهم لعنات الثورات والجماهير وتلعنهم مع اللاعنين.

إنه على الهيئات الدبلوماسية في طرابلس أن توضح الحقائق لبلدانها وأن تدعوهم للشجب والإدانة بل وأكثر من ذلك لقطع هذه العلاقات فورا إن لم تجد التدخلات السياسية والدبلوماسية ..وإلا فهم سيعتبرون مشاركين في هذه المجازر القذرة ضد أبناء الشهيد عمر المختار رحمه الله و رحم من لحق به من شهداء هذه الثورة
أطالب الفاعلين السياسيين في الجمهورية الإسلامية الموريتانية خاصة التحرك لوقف كل التعامل مع مجرم الحرب الذي يسحق أبناءه باسم الشعب بدم بادر ليسلم الحكم لابنه بعد أن يسلمه المنون إلى ما ينتظره من حقوق ومآثم.

وإنه من الغريب أن تبارك منسقية العمل القومي والإسلامي في موريتانيا هذه المجازر وتعلن اصطفافها خلف القذافي وكأنها لا تخجل من أكل لحوم هؤلاء الشهداء ولعق دمائهم وضح النهار في شوارع بنغازي وغيرها من المدن التي اجتاحتها رياح الثورة بعد عقود من الظلم والغبن في بلد يقبع على نهر متدفق من الذهب الأسود حوله النظام القمعي إلى سجن قاتم كبير تحت شعارات خضراء
إن من بين زعماء هذه المنسقية من يفترض فيه معرفة الحكم الشرعي فكيف ينحاز للقاتل الغادر ويسلم المقتول المسالم بل ويشارك في قتله بالتأييد وهي ربما تعدل أو تفوق "اق" التي تكفل لعنة الله لمن قالها مساهما في قتل مسلم بغير وجه حق.

وإن فيهم من يفهم معنى الثورة على الظلم والطغيان والفرعنة وحري به أن يقف مع الثائرين لامع من يسحقهم بدون رحمة أو شفقة
وإن فيهم من يمتلك من العقل ما يجعله يتراجع عن ذلك الموقف ويأنف أن يقف في صف المجرم ويتلهى برؤية الأشلاء البشرية التي لا يفرق قناصوها المرتزقة مع صبي أو شاب أو عجوز .

وظلم لأهل ليبيا من من يدعي مودتهم ومحبتهم ثم لا يتمعر وجهه لجثثهم وهي تترى على المقابر بسرعة فاقت جبروت المخلوعين التونسي والمصري ..ولقد صدق القذافي- وهو الكذوب- عندما قال "إن الزين " أفضل منا"فما ارتكبه القذاقي ونظامه خلال أيام قليلة أضعاف ما ارتكبه النظام التونسي والمصري في أسابيع .
لذلك على هؤلاء أن يعتذروا فورا للشعب الليبي وأن يخلعوا البيعة التي قدموها ذات يوم خطأ لهذا السفاح..أو أن يعرفوا أن الشعب الموريتاني سيحتفظ لهم بأسوإ المواقف وأخسها ..وسيشهد التاريخ أنهم شركاء في الدم الليبي الزكي والشعب الموريتاني بريئ من مواقفهم ..

وليحملن أثقالهم وأثقالا مع أثقالهم..

والرجوع إلى الحق فضيلة ..والتمادي في الباطل مكابرة ..وأي مكابرة ّّ
فأي منهم يجيز لنفسه أن يكونا ظهيرا أو شريكا لمن يسحق أبناء بلده بهذه الطريقة البشعة؟

ألا هل بلغت اللهم فاشهد...ألا هل بلغت اللهم فاشهد...ألا هل بلغت اللهم فاشهد 

21. فبراير 2011 - 10:03

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا