فسيفساء الدهماء ولعبة الحرية (1) / محمد حاميدو كانتى

ضعاف مخادعون أو مخدوعون أو هم منخدعون، والحديث عن الرويبضة أمر مستساغ،
والحقيقة في وضع الدفاع..!
يبدو أن بعض الشباب المنغمس في ثقافة غير الإسلام أيا كانت يطلون علينا
تباعا بمقال أو مداخلة أو تدوينة يحللون ويناقشون فيها وينتقدون أمور الشرع  وأصوله وقواعده ويحصل ذلك بصيغة الواثق - مع أن الواثق وقع في 

الشبهات بل الحرام ولم يستح حين أراد التوبة والعودة عن غيه وأعلن ذلك
للملأ رغم ما يتمتع به من سلطان وجاه ومال ..
ولاحظت في المجمل أن الجماعة هذه متفقة في نقاط من بينها أن الزمان
والمكان تغيرا وتجب مواكبتهما وليس من العقلانية أن نعيش فيه بمنطق ذلك
الذي كان؛ وليكن !
لكن الملفت أن استدلالاتهم في هذا السياق تستند في معظمها على تفكير
ماضوي أيضا أصحابه ليسوا من هذا الزمان ولا المكان ولا ظروفه أيضا.. هذه
واحدة
وإعتراضهم في ما يتعلق بإسلامنا يستند إلى أننا نعيش بمنطق لا يناسب
المكان ولا الزمان الذي نحن فيه.. فيبدو أن ماضي الثقافة التي اكتسبوها
يستحق الإتباع أما ماضينا فلا..؟ منطق غافل وأنا لا أقول بأنه غبي تماما!
ثانيا بدؤوا يشككون في صحة السنة ويبتدعون لها تعريفات وليس لها في حقيقة
الأمر – اتفاقا- إلا تعريف واحد ومشهود للمقصود، في القرءان بأنه لا ينطق
عن الهوى، وحين تحشرهم في تلك الزاوية يشككون في الناقلين عن النبي صلى
الله عليه وسلم ثم بعد دورة كاملة يشيرون أنهم لا يعترفون إلا بالقرءان
وأنهم ليسوا ملزمين بغيره وأن لكل شخص الحق في قراءته وفهمه على النحو
الذي يريد ويستندون في ذلك إلى ما لا يفهمون.. وشديدي الإيمان بأن النبي
الخاتم هو رسول الله..!
اقتضت حكمة الخالق أن لا تتساو العقول وأن يمتاز بعض الخلق بالحكمة دون
غيرهم وبالفطنة أيضا وحتى النوايا غير متساوية وفي المال أيضا والسلطان
.. إلى غير ذلك؛ لكن حكمته أصرت على أن يكون الحق أبلج سبحانه..
هؤلاء يلبسون عباءة، تسع أعقل وأحكم مما هم عليه، ويمتطون جوادا شاردا
ليس للكل أن يمتطيه.
هذا الشيئ الذي نطلق عليه، "حرية" لا يمكن أن يكون مطية متاحة للدهماء
والمتثيقفين والمتفيقهين وكل من قرأ سطرا أو إثنين في ثانوية أو جامعة هي
أصلا دون أساسات غير تعلم حرفة تكسب دريهمات - وهي متاحة بها- والنتيجة
ورقة زائفة ولقب ساذج ينخدع حامله ويبدأ ينظر ويقول أنا أرى.. هراء، وليس
هناك استثناء في هذا السياق لأي بلد كان على هذا الكوكب..!
ففي السياق الذي أتحدث فيه ليس هناك بلد أفضل من بلد وليس هناك غرب ولا
شرق ولا عالم متقدم وآخر متخلف الكل سيان في هذا السياق لا فرق مطلقا..!
     الإيمان ومسائل العقيدة هي هبة من الخالق، والفهم "السليم" والعمل
"النظيف" بمقتضى ذلك الفهم، هي هبة من الخالق أيضا، وإنما يستعان بما حوى
هذا الكوكب لإدراك العجز عن إدراكه، وذلك مبلغ العلم في هذا السياق،
والتجاوز إلى أكثر من هذا هو هدر للروح والنفس ومضيعة للوقت ومدعاة
للتضليل والمغالطة ولا يكون ذلك إلا لغرض أناني ضيق ولا يعجز عن إدراك
ذلك غير ضعيف النفس تابع الهوى..
أيضا هنالك مسألة تجدر الإشارة إليها وهي أن أصحاب الرأي هؤلاء - على حد
مزعوم - إذا تأملتم مليا، ستجدون أنهم يعانون مشكلة "وجود" عقدة "هوية"
حبا للصيرورة .. وساءت مسالكهم لجلب الانتباه إليهم وأكثر الكلام
المتداول عموما مجرد "هرطقة" كلام نواعم، كما يقال.. يتواصل

26. مارس 2018 - 7:03

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا