قد لا يستسيغ البعض الحديث عن المستقلة للانتخابات وهي لم تصرخ بعد صرخة الاستهلال بلغة الفقهاء رغم أن رحم الحوار يعاني تقلصات وارتجاجات ربما تشكل اللحظات الأخيرة لميلاد المستقلة للانتخابات . واعتقد أن غياب الاستشراف والذوبان في لحظة الحاضر من العوائق المزمنة الملاصقة لنا ( دعها حتى تقع ).سميت لجنة الانتخابات بالمستقلة فما الذي تعنيه عندهم الاستقلالية ؟ اعتقد ولست جازما أن من بين ما تعنيه عندهم الموضوعية والحياد .
ومن هذه الأرضية بالضبط ينبعث سؤالا معرفيا قلقا أرجو أن نتناصر على الإجابة عليه هو هل يوجد -فلسفيا - موقف يسمى الحياد ؟وهل يستطيع الإنسان مهما علا كعبه أن يخرج من جلده ، ولا ينجذب على نحو ما من الأنحاء ولو بطريقة لا شعورية إلى ذاته أو أصداء ذاته ؟! زملائه وأحبائه ومناخاته الخاصة التي روضت له ظهر المستقلة للانتخابات حتى علاه من غير مشقة رغم كثرة مريدها والمتعلقين بها . وهل يوجد في بلاد المليون سياسي من هو غير سياسي ، خاصة من تقلبوا في الوظائف وحازوا الامتيازات ؟ إن السياسي الصامت قد يكون أصلب عودا و أقوى شكيمة من السياسي الناطق . اعتقد أن الاستقلالية نوع من مراودة المستحيل ورغم ذلك بد من الحصول على الحد الأدنى من الموضوعية ولن يتسنى ذلك – في نظرنا – إلا إذا كان للشركاء المتخاصمون الجدي منهم والهزلي تمثيل داخل هذه اللجنة . قيل إن سدنة الحوار وضعوا شروطا للجنة الحكماء منها الطعن في السن ، وعدم الانتماء السياسي للأحزاب لمدة (10 ) سنوات و كذلك بالنسبة للمديرين (5 سنوات من عدم الانتماء الحزبي ) وفي هذا الأمر مفارقة عجيبة تكمن في كون الشروط المطلوبة في اللجنة أشد وأقسى من الشروط المطلوبة في الترشح لرئاسة الجمهورية هل يفهم من هذا أن المستقلة أشد وطأة وأصعب مراسا من رئاسة الجمهورية التي تتاح دستوريا لمن بلغ (40 سنة ) مع خلوه من الموانع الأخرى ؟!! لست أدرى قد تكون في الأمر حكمة لا يعلمها إلا رجالات الحوار . وأنبه طرف الموالاة على أن الحرص على التشبث بالطاعنين في السن يشوش على الخطاب الرسمي الذي يدعى إشراك الشباب في كل شارة وواردة . ثم قيل مما قيل أن اللجنة 11 حكيما : 6 للموالاة ، و5 للمعارضة وتلك قسمة ضيزى فإذا نشب خلاف داخل اللجنة فإن المنتصر هو الجناح الذي يملك 6 .أليس من الأجدر أن تكون 6 للمعارضة التي لا تمتلك أجهزة الدولة ولا سطوتها ولا هيبتها . فهل ستحقق هذه اللجنة في حالها ومآلها الحد الأدنى من الموضوعية أم ستكون لجنة عرجاء تكيل بعدة مكاييل ؟ إن لطبيعة الأشخاص وخلفياتهم السياسية ومستوياتهم الفكرية دور هام في تحديد ذلك .ولكن هل ستستجيب لجنة الحكماء للشروط المعلنة ( عدم الانتماء للأحزاب منذ10 ، أو 5- الموضوعية – الشفافية المالية الكفاءة ، السن ..... ) أم أن تلك الشروط مجرد مناورة لإستئثار صقور الحوار بمقاعد المستقلة على حساب حمائمه ولهم في ذلك عادة وديدن ؟!! أليس الصبح بقريب إن شاء الله