في السياسة.. وهل المُمْكن إلا المُتاح؟ / جاكيتى الشيخ سك

تتطلب السياسة العمل بكل ما هو مُتاح، وأي حزب لا يبذل قصارى جهده من أجل احتواء أكبر عدد ممكن من المنتسبين والمؤيدين لمشروعه هو حزب يلعب خارج نجيلة الواقع، ولذلك فمن الطبيعي أن يستخدم الطامحون في أي حزب كلَّ ما يمتلكون من وسائل معنوية ومادية من أجل كسب رهان المرحلة، فهنالك من يستخدم الإقناع وهنالك من يستخدم العاطفة وهنالك من يستخدم الجاه والمال، وهنالك من يستخدم المكر والخداع.

وليس العالم الثالث بِدْعًا في ذلك من غيره، فلماذا يُقدم ساركوزي للمحاكمة الآن؟ ولماذا ترتعد فرائص ترامب المتهم بالاستعانة بأعدى أعداء بلاده من أجل الوصول لسدة الحكم؟ وكيف يمكننا بعد ذينك المثالين أن نضع تجربة الغرب بمستوى الكمال الذي يجعلنا نتخذه مثالا وضمانا لشفافية ديمقراطيتنا؟ وهل نحن من الغباء بحيث يقنعنا أصحاب الأحزاب الأخرى بأنهم خرجوا لتوِّهم من الجنة ليمارسوا السياسة دون ذنب أو نيّة في ارتكابه من أجل الوصول إلى مآربهم؟ وإذا كانت السياسة هي فن الممكن فهل المُمكن إلَّا المُتاح؟

لا أريد من كلامي هذا أن أُبرِّر التجاوزات التي قد تُرتكب من طرف أفرادٍ هنا أو هناك، ولكنني أريد فقط أن ألفت الانتباه إلى أن امتعاض إخوتنا في أحزاب المعارضة من كثرة المقبلين على الانتساب لحزبنا "الاتحاد من أجل الجمهورية" لا مبرر له، فبعض الوجهاء الذين يتنافسون في زيادة الغّلَّة خرج لتوِّه من عباءة أحزاب المعارضة، وكان يستخدم ذات الأساليب التي يستخدمها الآن من أجل زيادة المنضويين تحت لواء ذلك الحزب، ولم نرَ حزبه حينها استهجن تصرُّفه، بل فاخرَ وبزَّ بهِ منافسيه، فهل حلال عليكم أن يتجاوز من أجلكم وحرامٌ علينا أن يتصرف من أجلنا كما يشاء؟!
 

11. أبريل 2018 - 17:59

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا