هذا المكتوب ليس دعوة إلي التشدد والانغلاق علي الذات وغلق الباب أمام المهتمين بالانتساب إلي الحزب ولا يدعو البتة إلي الكراهية بل هو نصيحة يراد منها خلط الإلانة بالحزم ف:قليل ملتزم خير من كثير فيه ما يقال .
من الطبيعي أن تفتح الأحزاب حملات الانتساب للاستزادة من المواطنين ومن ولائهم لبرامجها ومن العادي جدا أن يجدد الحزب هيئاته طبقا لما تمليه النصوص المنظمة
ومثله أن يتطلع ويتفطن إلي الشباب والنساء بوصفهم طاقة حية تفيد في إحداث الديناميكية المطلوبة قبل الانتخابات.
وكذلك يدخل في أهداف الحزب عمل المستطاع لاستمالة كوادر ومناضلي الأحزاب المنافسة فتقطع معها وتنضوي فيه .
الكل جائز في التعامل السياسي بغرض الانتفاع من كل وضع وكل حدث عل وعسي يكون فتح بموجبه تزداد الفئة المنتسبة وتعداد المنتسبين الحقيقيين.
ومن جهة تطمح التيارات السياسية إلي كسب ود الناس وفي ذلك تستخدم كل الأساليب سواء منها المعقول وغيره فالقصد واضح:حصول أكبر كم ممكن من المنتمين لمواجهة المقبل من الاستحقاقات وما أكثرها 2019.
حملة الانتساب للاتحاد:
لقد لاقت الحملة-والحق يقال- تجاوبا واسعا من لدن المواطنين و زادهم اهتمام رئيس الجمهورية بالحزب وبإصلاحه,اشتم الناس من اهتمام الرئيس بالحزب ما أقنعهم بزيادة الحماس فيه حفاظا علي مكتسب فعلي وطمعا في آت.
وليس من الغريب أن يتناغم الحزبيون والأغلبية بشكل عام مع ما من شأنه بعث النشاط في هيئاتهم وتفعيلها لجعلها تقوم بدورها في البناء الوطني.
ولا يستغرب أيضا أن يغادر أقوام أحزاب المعارضة ليلتحقوا بالحزب الحاكم بسبب الكثير من الأسباب التي لا سبيل إلي ذكرها هنا.
هل من ورائه مكر سياسي ؟
إن الإقبال العجيب للمعارضين وازدحامهم أمام المكاتب للانتساب للاتحاد لن يكون إلا لأسباب قد يكون منها:
- الاقتناع:وهو مرفوض إذ لو كان تم ما تحروا به حملة الانتساب ولعبروا عنه باستقالات موثقة .
-تلبية طلب الأقارب الحزبيين لزيادة عددهم في الظاهر:هو كذلك مرفوض لأن ضرره أكبر من نفعه فلا فائدة في انتساب شكلي ظاهره رحمة وباطنه لعب.
-أن يكون صدفة :وهل يعقل أن امرء يذهب إلي مكتب للانتساب في حزب معين ثم نقول :فعلها صدفة ؟
-أن تكون ثمة أهداف مكر و تشويش:هذا هو المستساغ ومع جهلنا للمراد به نكاد نجزم أنه لا يخدم مصالح حزب الاتحاد فلا يعقل أن تنضم وبكثرة معارضة تنافس و قاب قوسين من استحقاقات للحزب الذي تنافسه,أي منطق هذا؟
ومهما تكن الأسباب من وراء هذا فالمؤكد أن مذهب تفاني المعارضة في الأغلبية من دون مقدمات غير مشهور .
انه يدخل في إحياء الفتنة بين طرفي الأغلبية بدعم أحدهما عدديا علي الآخر حتي إذا جاء الاقتراع بقي الأمر علي ما كان عليه .
صحيح أنه ليس في السياسة عدو دائم لكن الحاصل في موريتانيا أن العداء السياسي أزلي حيث الأمور محكومة بالعاطفة لا بالرشاد .
وان أردت أن تدلل عليه فانظر من حولك لتجد أن المواقف السياسية هي هي والمرشحين هم هم , الكل لا يعتريه التبديل ولا التجديد.
وإذ ندرك أهمية انتساب الناس للحزب وأنه يزيد الحاصل الانتخابي لا نشك في كون دخول المعارضين في الأغلبية سيوسع ثقوب الفوارق والاختلافات إذ لا يعقل أنهم جاءوا بدافع الاقتناع والرجوع إلي الصواب كما ذكرنا .
إن سعينا لضم المزيد مشروع علي أن يواكبه عزمنا علي رفض التلاعب والفوضى حتي لا نقول المكر.
ومن جهة ما عسي تكون ردة فعل الحزب في حال بين الاقتراع القادم أنهم : لازالت تلك دعواهم؟
ومن نافلة القول أن الرئيس ومن حوله أكثر تفطنا وإدراكا للذي يجري وأحرص علي الأصلح لكن الذكري تنفع .
أدام الله عافيته علي الجميع.