يخلد ميثاق لحراطين للحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية لشريحة "لحراطين " في التاسع والعشرين من أبريل نيسان الجاري الذكرى الخامسة من تأسيسه تحت شعار "المرأة ليست بضاعة " لا للمتاجرة بالحرطانيات ".
وكلمة "متاجرة " لاتقل في مدلولها عن أبشع أنواع سوء معاملة أي إنسان ﻹنسان آخر من حيث سوء الإستغلال و نمطه في الماضي أو الحاضر .
وعلى كل ينبغي طرح عدة أسئلة تتعلق بهذا المضمار
أولا :
هل قوضت الزعامة أداء ميثاق لحراطين ؟ ولم تجاهل السلطات ﻷدبيات هذا المولود السياسي الحديث النشأة على الرغم من مرور خمس سنوات من عمره ؟ لماذا لا يرى الميثاق نفسه في المشهد السياسي الوطني ؟ ولم لايسعى الميثاق إلى التوفيق بين المعارضة والموالاة من أجل تجاوز الأزمة السياسية الخطيرة التي تمر بها البلاد منذ سنوات ؟ وأخيرا هل سحبت الحركة الانعتاقية " إيرا " البساط من الميثاق بتغلغلها داخل أوكار آدواب في المدن والقرى والأرياف ؟ وهل فعلا استجابت السلطات ﻷدبيات أهل الميثاق بإستحداثها لمشاريع مدرة للدخل للطبقات المهمشة إنطلاقا من وكالة التضامن و سن قوانين تجرم الإسترقاق و إنشاء محاكم خاصة بجرائم الإستعباد بهذه الإجراءات الميدانية على الأرض ؟ أما من الناحية الواقعية ما حجم لحراطين في حكومة رئيس الفقراء و المهمشين في المناصب السامية ؟ ألم تكن هي الأسوأ على الإطلاق منذ أن دخلوا قاموس الحكومات بعد ربع قرن من استقلال البلاد في عهد الرئيس المخلوع معاوية ول سيدي أحمد ول الطائع ؟ وإذا كان حراك لحراطين النضالي عبرت عنه " إيرا " دوليا و داخليا أكثر من الميثاق مما سبب احراجا للحكومة في أكثر من محفل دولي فلماذا تؤخذ شريحة بكاملها على ذلك الأساس أم أن أمر التمثيل الوازن في الحكومة يقوم على أساس توازنات قبلية صرفة الأولوية فيها للسنام و ليس للذيل ؟
ليس من المبالغة القول إن الميثاق الوطني لنيل الحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية لشريحة لحراطين مات في المهد لأسباب ثلاثة هي :
1 - التناحر على القيادة
2 - تنامي الصراع الجهوي بين قياداته
3 - اتساع الهوة بين القيادات الحزبية و منظمات المجتمع المدني .
هذا الصراع الجيو مناطقي حزبي مجتمع مدني عكس رداءة الذكرى الرابعة خلال السنة الفارطة حيث بلغت الخلافات أوجهها و لاحظ المتتبعون للشأن العام أن الميثاق تعدد بتعدد مكوناته من ميثاق واحد إلى مواثيق شتى جماعة تابعة لفلان وجماعة تابعة لفلان آخر وجماعة تابعة للنقابي فلان أو لرئيس حزب كذا ...الخ إن على الكشكول المكون للميثاق أن يبحث عن استراتيجية أكثر نجاعة من أي وقت مضى وإلا فإن الأداء سيكون و خيما وعكسيا ليس على شريحة لحراطين وحدها بل على الوطن أيضا .
إن على القيمين على الميثاق - كي ينجحوا - عليهم أن يدركوا أن القيادة لامناص منها حتى عند النمل وأن فكرة التنازل للغير من أجل المصلحة تفرضها الحياة وأنه مأمن شخص يمثل الآخر 100% وعليه لابد من قيادي متفق عليه يسير بسفينة الميثاق والوطن نحو الأمام وإلا فالفوضى و التفرقة والشتات ستكون هي النهاية ويومئذ يفرح المستهزؤون .