حرب الشباب / المختار ولد التمين

altارتجت الأرض ومُلأت صخبا، جُيشت مكافحة الشغب وأعطيت الوعود والعهود إنها "ثورة الشباب". كانت أولى تداعيات الربيع العربي أن فهم شبابنا أن لهم حقوقا يجب الدفاع عنها، حقوقا ظلت منسية طيلة عقود ماضية.

قُدمت العرائض المطلبية وبدأ الساسة يدّعون فهم أن للشباب دورا ومطالب لهم الحق فيها، وكأننا احتجنا لأن يحرق البوعزيزي نفسه أو تسير المسيرات المليونية لميدان التحرير أو تحرق ليبيا وسوريا لنقتنع أن حقوقنا ضاعت وأننا رقم مهم في معادلة التغيير ظل مجهولا يُبحث له عن حل.

إلى متى سنظل نستهلك مُنتج الغير، ونكتفى بردة الفعل والسير مع التيار، دون أن نخلق الفعل نفسه.

شباب 25 فبراير، إئتلاف الغد، حزب العصر يافطات رفعت زمن "الثورة" حاول حاملوها ركوب الموجة والالتحاق بالركب دون أن يعوا أي ركب يحاولون اللحاق به.

أتفق مع مطلب آمنت منذ سنوات بوجوب تحقيقه، أن يترك للشباب الخيار دون موجه أو وصي إديولوجي أو حزبي لكن هيهات أن يفكوا القيد عنا .

إنني أومن بكل المطالب التي طرحت ـ دون المقتبس منها طبعا ـ، واستبشرت كغيري بحراك منسقية 25 فبراير، بفكرة حزب العصر برؤية ائتلاف التغيير، لكن عامل الفشل المشترك بين كل تلك الأطروحات هو استعجال النتيجة قبل تفحص إشارات مرور الطريق.

إنه ومع إيمان الجميع شبابا وشيبا أن الحراك السياسي الوطني بحاجة ماسة إلى دماء جديدة كما حصل فى المحيط العربي، إلا أن تلك الدماء أريد لها أن تكتسي طابعا سياسيا سعى أصحابه عبر تجديد التموقع السياسي أو الدفع بكل القوى لدعم ذاك الحراك الشبابي أن تكون تلك الدماء منتجا يكتبون له طريقة الاستعمال ومدة الصلاحية.

حاولوا إثبات أن دعوة تجديد الطبقة السياسية مجرد هلوسة مراهقين ما زالت الأفكار الصبيانية تطبع أفعالهم.

حولوا تلك البشرى بخلق جيل شبابي يعي دوره ويسعى إلى شق طريقه إلى "حرب للشباب" بدل حزبه وحولوا ربيعنا إلى صيف حار يقتل بذور وجذوة نسيم التحرر من فكر الأبوة لدينا، واستحوذوا على النقطة التي سجلناها في درب الاستقلال بالفكر والنهج والرأي.

20. أغسطس 2011 - 19:10

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا