معارضة الأنظمة الحاكمة مسألة يكفلها القانون في كل الأمم الديمقراطية، وفق نظم وضوابط يلتزم بها كل الأطراف، وحق يمتلكه كل المخالفين في الرأي والمصالح والأجندات لكل نظام قائم، من منطلق أنهم يحرصون بنفس الطريقة مع النظام القائم على حماية بلدهم ومقدراته، والمحافظة على مكتسباته التي ستظل ناقصة تطلب المزيد والمزيد مادامت الخليقة.
أما حين تنغمس المعارضة في الأجندات الشخصية وحسابات رجال "الإقطاع" فإنهم بذلك يساهمون في تشويه اللعبة والتشويش على تناغم اللاعبين، لما يعنيه التنافر بين الخاص والعام، والشخصي والموضوعي، والنافع و الضار!!، عندها تكون الإنجازات الباقية للأبناء والأحفاد موضوعا للتندر والسخرية من طرف معارضي السيد الرئيس محمد ولد عبد العزيز نكاية في مشروعه الإصلاحي، وعجزا عن الفصل بين الحقد عليه والمحافظة على ما أنجز، وحينها فقط يتضح ما يعنيه أقطاب المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة بالمطالبة برحيل النظام والتلكؤ في مجاراته في الحوار ولم شمل الطيف الوطني والتعاضد من أجل بناء موريتانيا قوية ومهابة.
وإذا اتضحت لنا تلك الصورة و فهمنا ما تعنيه لهم قوة الجيش الوطني، و ما تمثله مقاربتنا الأمنية المحكمة، والوثائق المؤمنة وما تعنيه لشعب كان إلى وقت قريب لا يميز بين المواطن من الأجنبي، و الشأو الذي وصلت إليه سمعة موريتانيا في المحافل الإقليمية والدولية، وتربعها على عرش حرية التعبير و التجمع والانتظام، وتفجير المشاريع العملاقة في كل ركن من أركان الوطن!!!، إذا اتضح لنا سر موقفهم من ذلك، فإن موقفهم من الشعب ظل غائما حين طلبوا منه مشاركتهم في "أغنية" الرحيل فأبى، وطلبوا منه العصيان المدني وأبى، وطلبوا منه أن لا يصوت لصالح التعديلات الدستورية فأبى، وطلبوا منه أن يتنكر للإنجازات فأبى، وطلبوا منه عدم الانتساب لحزب الاتحاد من أجل الجمهورية فأبى، حينها فقط اكتشفوا أن الشعب "سفيها ومغفلا" كما قال أحد رموزهم في الأيام الماضية !!، أمرهم عجيب ومأربهم غريب وما أحوجهم إلى طبيب!!. طبيب ينتزع الغل من الصدور، ويذكر الأفاكين بالقبور، و يريهم طريق الصلاح والعمل والنور!.
فحين يحاول هؤلاء "القادة" خذلان رئيس الجمهورية والتنكر لثورته التي أنقذت موريتانيا، يمكن أن نتفهم مقاصد القوم لما نعرف عنهم من الدفاع فقط عن مصالحهم الخاصة ومصالح أسرهم، أما حين يخذل بعضهم رفاقه ويفاوض من ورائهم، ويفشي البعض الآخر أسرار شركائه بحجة تغيبه، فذلك هو الضلال السياسي البعيد، والقشة التي ستظهر ما اجتمعت عليه هذه "الرفقة" ولمن يخلصون في نضالهم المزعوم؟!!