وجوه قديمة و تحالفات جديدة التحركات السياسية والتحركات العسكرية. لمن الغلبة؟ (لبراكنة) / محمد ولد رمظان

شهدت ولاية لبراكنة في الأسابيع االمنصرمة جولة طويلة من التحركات السياسية وجولات ساخنة من التحركات العسكرية في الوقت نفسه، فهل كل ذلك يأتي من باب التحركات التي عادة ما تسبق العاصفة أم أن العاصفة بعيدة جدا والمنطقة ستظل تحت الغيوم السوداء لفترة طويلة، كلها تحركات سياسية تزامنت مع تحركات عسكرية مستمرة فلمن الغلبة؟

إن محاولة تقزيم  أشراف الأقوام واصحاب النوايا الحسنة امر غير مقبول وغير شريف, خاصة انهم هم الذين بذلوا الغالي و النفيس في سبيل إخراج هذا الشعب الأبي من ويلات الأحكام المتعاقبة عليه والتي لم يجني منها إلا الويل والضياع، بينما كان و لا يزال الآخرون زاحفين على بطونهم يرتزقون كما يقول المثل الحساني ( أهل اتويميرت متعارفين).

ومن الواضح أن المسؤول عن السياسات الخاطئة و الطائفية التي أدت إلى هذه التجاذبات هي مجموعة من الوجوه و القيادات التي احتكرت السلطة و القرار السياسي في الماضي ولازالت موجودة و تسعى للوصول إلى رأس السلطة من جديد،
فلقد كانت ساكنة الولاية (لبراكنة ) متفائلة بعض الشيء بالدور الذي لعبه الجنرال محمد مكت في الانتخابات البرلمانية والبلدية والرئاسية في سبيل إحداث تغيير نوعي وخاصة بعد التخلص من جيوب الأنظمة السابقة وفتحه صفحة جديدة للسياسيين مع سكان الولاية بإستبداله لوجوه شبابية جديدة بأخرى قديمة كان شغلها الشاغل مصالحها الضيقة و إمكانية تحقيق مصالحة حقيقية تذهب بساكنة الولاية إلى مرحلة جديدة من الأمان و التعايش ، ولكن بالنظر إلى التحالفات الجديدة التي تشكلت من الواضح أن الوجوه الجدديدة التي تكن التقدير والإحترام والعرفان بالجميل لرئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز والجنرال الشهم محمد ولد مكت هي التي تسيطر على المشهد السياسي بنسبة 90%/، اما التحالفات الأخرى فهي مجرد شخصيات قديمة تم تجربتها في السابق و لم تنتج غير الطائفية و ضرب السلم الأهلي والتطاحنات بين سكان بلديات الولاية و لا يمكن تعليق الآمال عليها وهذا واضح من خلال التحالفات الهشة و التي ليس وراءها مصالح تصب في مصلحة قاطنة الولاية.

في هذه الفترة ظهرت اتجاهات سياسية في المنطقة منها ما تحت الطاولة ومنها ماهو مؤامرات وهذه لا تسمى سياسة بقدر ماهي تنكرات على الجنرال محمد مكت وأخذ ما ليس من الحق والمهم في السياسي انه يكون صريح في التعبير عن وجهة نظره ولكن بشكل بسيط ومؤثرومباشر، إن السؤال الذي يطرح نفسه من صنع أغلبية هذه التحالفات المناوئة ومن وقف ضد تهميشها ومن رفض إقصاءها من المشهد السياسي والإداري وحرص على ترقيتها في ظل النظام الجديد حتى تقلدت مناصب وزارية وإدارية رفيعة المستوى على المستوى الوطني والدولي، لتتنكر للجميل الذي قدمه لها الجنرال إنه طبعا الجنرال محمد مكت ودافع عنهم.
دائما الإنسان المتواضع يكون محط الأنظار من خلال تواضعه الطبيعي وليس ذلك بتواضع مفتعل وإنما هو امر فطري، لكي أكون سياسياً ناجحاً يجب إن اعبر عن رأي الناس وحتى اعرف رأي الناس وجب علي إن أكون في وسطهم وقريب منهم ومعرفة مشاكلهم وما يعانون منه على السياسي إن يتحلى برحابة الصدر، وان يبتعد عن الغضب كليا من حياته حتى يستطيع التحكم في الأمور هذه الصفات هي التي جعلت أغلبية ساكنة الولاية تتخذ الجنرال ولد مكت الرجل المثالي وتواكبه في مسيرته السياسية بل وتقف معه في السراء والضراء.
الرجل السياسي يكون واثقاً من نفسه جدا لأنة لو فقد ثقته بنفسه سيفقد مصداقيته أمام الناس وأمام السياسيين الآخرين وهذا معناه انه ليس له وجهة نظر أو حتى رؤيا سياسية وبالتالي لا يصلح لأن يكون سياسيا هذا هو الفرق الشاسع بين المنضوين في حلف الجنرال محمد مكت والتحالفات الأخرى، فخير الناس من انتفع الناس بوجوده ثقافةً وفكراً، علماً وعملاً، قولاً وفعلاً، سلوكاً وتصرفاً وخلقا ودينا، وأن الفاشل في السياسة هو من لا رفق له، وأن الرفق يوجب العدل في الحكم والفعل، والقول والتصرف، وخصوصا أن ميدان السياسة يحتاج إلى الرفق اشد من غيره من الميادين لِعِظَمِ المسؤوليات في هذا الميدان.
وفي الأخير، يجب على كافة السياسيين الشرفاء في الولاية ان يضعوا أنفسهم أمام مسؤوليات جسيمة تتلخص في بناء تجربة حيوية، إنسانية، الأمر الذي يحتم عليهم قبل غيرهم، وعلى ساكنة الولاية أن لا ينضموا إلى من يتسم بالعنف والقسوة والشدة، ولا يرشحوا فردا لا تتوفر فيه المقومات الشخصية للسياسي الناجح وان كان ابن ولايتهم أو مذهبهم، أو ابن قريتهم أو قوميتهم. فإن هم فعلوا ذلك فكأنما أوكلوا إلى جزارا إدارة القضاء والحكم.
 

22. أبريل 2018 - 23:56

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا