تعلمت القوى السياسية على مستوى مقاطعة بوكى بولاية لبراكنة من تجاربها السابقة ، أن التحالفات والإتفاقات مسبقا هي مسألة ليست في صالحها مع أطراف لا تجني نفعا لساكنة المقاطعة خاصة للفاعلين السياسين من فئة الشباب والتي باتت مهمشة فترة طويلة من الزمن، فلقد كانت تلك القوى تحاول الدخول منفردة بمكاسبها المادية وثقلها التنظيمي دون أن تذوب في كيانات أخرى فتخسرها لصالح آخرين،
أو تتأثر حصصها من النتائج بموجب المقاعد النيابية والبلدية، ومع بزوغ سطع نجم فخامة الرئيس محمد ولد عبد العزيز شهدت المقاطعة قفزة نوعية لا يستهان بها في كل الاصعدة ( التعليم، الصحة، الإقتصاد، والبنى التحية بصفة عامة حدث ولا حرج، وحتى على مستوى المجال السياسي فلقد استبدلت وجوه شبابية جديدة باخرى قديمة احدثت نقلة نوعية خاصة في مجال التحالفات التي تصدرت المشهد السياسي بقيادة الوزيرة المنتدبة خدجة منت أمبارك فال، فكل طرف يحاول أن يرمم بيته الداخلي أولا ومن ثم يسعى إلى معرفة وزنه الانتخابي الفعلي في الوسط الشعبي، والأهم من ذلك يبدو أن توصيات رئيس الجمهورية طبقتها الوزيرة المنتدبة كما هي، هذا وإن دل على شيء فهي مؤشرات تلمح إلى أن المرحلة السياسية المقبلة تتطلب اليقظة التامة من الشباب والفاعلين السياسيين المنضمين لحلف الوزيرة وتوسيع القاعدة الانتخابية لكل حلفنا.
نشأ حلف الوزيرة خدجة منت امبارك فال في ظروف موضوعية أثّرت في القوى السياسية على مستوى المقاطعة ورؤيتها المستقبلية في إدارة اجندتها وبرامجها، أخرجتها من الانصياع التام لتلك الأقليات المناوئة لبرنامج رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز وتوصياته النيرة في بناء الدولة الموريتانية، نحو تمردٍ على تلك المحركات الغير مفهومة الهدف ودوافعها وخلق فضاء أكثر عقلانية في التعاطي مع ساكنة المقاطعة واريافيها، وقد يكون هذا النموذج بزعامة الوزيرة الحكيمة خدجة منت امبارك فال الأكثر عقلانية وانفتاحا على سكان المنطقة، وسيكون لذلك المستجد الأثر السياسي الواضح في الخارطة الانتخابية المقبلة فلقد إستطاعت ان تجمع جماعة البيظان في خندق واحد وتكتل تجمعه نفس الأفكار والأهداف.
جدير بالذكر هنا ان لا ننسى الدور القيم والفعال الذي لعبه الجنرال المتقاعد أنجاك جنك حيث كان يحظى وما زال بحب ساكنة المقاطعة لما بذله من الغال والنفيس في سبيل جمع لم شمل شريحة البيظان بصفة عامة مما مكنه من الغلبة النيابية والبلدية التي تنساق خلف ارادته لتمكنه من إحراج خصومه ومنافسيه.
وأخيرا ستشهد الايام المقبلة تطورا دراماتيكيا وذلك لعدة أسباب من بينها على سبيل الحصر دخول حلف هدفه فرض وجوده وهيمنته بقيادة وزير من الحكومة الحالية بعدما فشل في مقاطعة ألاك ومسقط رأسة بعد مطاردة شرسة من حلف الجنرال الهمام والشهم والذي هو صانع كل تلك الحقائب البركنية الحالية ليلوذ بالفرار في اتجاه خصم لدود هو حلف الوزيرة المنتدبة خدجة منت امبارك فال، جدير بالذكر ان نطلعكم على حلف الوزير الفار لا يمثل حتى بسبة 01%، مما سيولد لنا فرصة الوجود في الساحة السياسية وتمثيل أنفسنا رغم كل مراوغات الحلف الدخيل.
ونذكر هنا بالضغط الذي مارسه الحلف الدخيل على الفاعلين السياسيين المحليين من إغراءات مادية ووظيفية، وفي الختام أذكر بأن من لم يلتحق بالحلف المنضوي تحت قيادة الوزيرة المنتدبة خدجة منت امبارك فال فهو لا محال سيندم وسيتراجع إلى الوراء.