جفاف ماحق يضرب البلاد كلها ، تجمعات الحراطين "آدوابة " في المناطق الشرقية تعاني مجاعة تسربت صورها المؤلمة عبر وسائل الإعلام الإلكتروني رغم محاولات النظام التستر عليها*.
الثروة الحيوانية على وشك التلاشي ، مما ينذر بالقضاء على مداخيل عشرات آلاف الأسر وتحويلهم لمعدمين و تدمير الريف وخلق موجات هجرة نحو نواكشوط
و تهديد تموين البلاد من اللحوم و الألبان وحرمان السوق من مداخيل هائلة للعملة الصعبة من تصدير المواشي .
مقدرات البلاد اهدرت في فساد اغرق البلاد في ديون مهولة و في حملات عبثية لتغيير العلم و النشيد و مصاريف طائلة لإلغاء صفر من العملة.
أجهزة الدولة تولي اهتمامها و تركز جهودها في حملة الانتساب لحزب ولد عبد العزيز الذي صرفت فيها اموال لا حصر لها وتراوح فيها سعر الرأس ما بين 5 آلاف الى 20 ألفا.
مليارات كانت قادرة على انقاذ مئات آلاف العائلات من الفاقة والمجاعة صرفت لأن ولد عبد العزيز يريد أن يطمئن أنه سيترك ورائه حزبا ضخما لحمايته من المتابعة على ما اقترف بحق هذا الوطن، متخيلا أنه سيكون استثناء عن حزب الشعب و الهياكل والجمهوري و عادل و أنهم سيظلون أوفياء له بعد رحيله ويناضلون لحماية أسواقه و عقاراته و شركاته و الذود عنه في وجه المتابعات القانونية؟!
متى كان الوفاء من شيم احزاب الدولة؟!
كيف يطمع بوفائهم و هم شاهدوا مكافأته القذافي الذي استمات في الدفاع عنه بدعوة السنوسي و بيعه في صفقة نشرت تفاصيلها؟! وعمله على تفقير ولد بوعماتو بتدمير شركاته بالضرائب واضطراره للهجرة خارجا حتى يأمن على نفسه من ظلمه رغم وقوفه بجانبه في اصعب الأوقات التي مر بها و إنفاقه المليارات في حملته و العمل الدؤوب للتأثير في مصادر القرار في الدول الأجنبية لصالحه؟!
ترى هل كان بوعماتو ليدعمه لو استطاع معرفة نمطه الأخلاقي بطريقة ما كانفجار فضيحة اكرا ؟ أشك تماما و لعل هذا ما سيشفع له و لغيره ممن دعموه قبل معرفته على حقيقتيه.
مصيبة الطغيان أن مقدرات الدول و مصائر الشعوب ترتبط بأهواء و شهوات أشخاص يكون بعضهم غير قادر على التعلم من دروس التاريخ و لا حتى مما عايشه من احداث ليهدر المقدرات و يضيع فرص التنمية في إعادة تكرار ما ثبت فشله .
الظريف الحزب الشيوعي الصيني الذي ينفرد بالحكم و يسيطر على الجيش و الدولة يبلغ عدد أفراده 80 مليونا أي 5 في المائة** من مجمل السكان و في موريتانيا التي تدعي التعددية الحزبية و الديمقراطية يصل المنتسبون لحزب ولد عبد العزيز الى حوالي مليون و مائة الف*** أي ربع الشعب الموريتاني و ما يقارب إجمالي المسجلين و ضعف المصوتين**** في انتخابات 2014.
علمتنا التجربة أحزاب الطغيان تنتفخ بتفاقم الظلم و غياب القانون لأن الكثرين يحاولون الاحتماء بها، و انهيار الاقتصاد وانتشار البطالة يجعل الناس مستعدة لبيع مواقفها برخيص الأثمان.
تضخمها كتورّم السرطان، نذير بفداحة الخطب وقرب النهاية.
*المجاعة في آدوابة
http://www.alakhbar.info/?q=node/10637
**أعداد منتسبي الحزب الشيوعي الصيني
http://arabic.people.com.cn/31664/7419616.html
***حصيلة انتساب حزب ولد عبد العزيز
http://essahraa.net/?q=node/30645
****اجمالي عدد المسجلين و المصوتين في انتخابات 2014
http://aqlame.com/article19168.html