تبدو المعارك السياسية بين زعماء الأحزاب في الأغلبية والمنتدى، موغلة في جر البلد مرة أخرى إلى موجة من الخروج إلى الشوارع، ونفي كل طرف للآخرين،وتسخين
العضلات قبل الانتخابات البلدية والبرلمانية، التي هي أفق الحوار الجديد، أوالنزال الفريد.
ولاتحسن أدوات الحراك في الطرفين، غير صور الشتم و
التمييع.، وأشكال وضع العقبات أمام أي انفتاح جاد وحراك مسؤول.
لقد أغلقت القنوات الإعلامية العمومية والخصوصية، التي كانت مجالا لإيصال رسائل سلسة لكل طرف ، بعيدا عن لغة التخوين والسب، ومساعي تأجيج الشارع ، في عالم خطر وسكراه يتحركون وأعينهم تحدق حتى الثمالة.
ولقد حجمت المدرسة الرمضانية والدعوية ، التي مثلت أفضل سلاح في العشرية التجاذبية ، لتجنيب البلد خطابات التطرف والعنف، وأخطار نشر الكراهية والتعنت.
اليوم لا يجد المعارضون من شحنة يحملونها إلى الشعب إلا محاولة التشهير بالرئيس، ونكران ما أنجزه للشعب الموريتاني في عشرية مباركة، ومحاولة التعدي على كل الخطوط الحمراء بما في ذلك استغلال الانتخابات الداخلية للحزب الحاكم ، أو وسائل التواصل الاجتماعي لجعل المعركة تتجاوزتنصيب وحدات، إلى تنصيب أمراء حرب ضد مشروع التغيير البناء الذي يقوده الأحمد العزيز.
الأقلام المأجورة تحاول أن تأخذ الرأي العام إلى مسار الترويج لحملة تشويه جديدة ، أساسها أن قيادة الأغلبية تحضر انقلابا على الشفافية والديمقراطيية، التي أرسى قواعدها فخامة الرئيس، ومنح لها الضمانات الأمنية والدستورية الجدية والمعلنة.
إنهم نفس الجوقة، رؤساء أحزاب " المانيفست والانقلابيين المراهقين"، وصحافة "المرابين"،والباحثين عن "فوضى" تهدم ما أنجز من استقرار مكين، ومن تنمية يستظل الشعب والوطن بظلالهم الوارفة، من الماء الزلال إلى الطاقة النظيفة، إلى الحريات المشاعة .
بعض المهرجين والمغفلين، في ناد "حكايات قصص ألف ليلة وليلة" ، لم يعد صراعات رئيس أحزاب أو حكومات ، أومن وزر من الوزراء أياما أو اقطاعيات، أو منابر وسائل الإعلام هدفهم الآن ،
بل أصبح الجنرالات هم الطعم المفضل عندهم، تشابها واستنساخا وتوأمة مع خطابات السلفيين الآفلة، وتجار الكراهية العنصرية ، وديكتها المذبوحة التي أضحت تترنح في كل أيقونة من وطننا الغالي
لقد أولغتم – أيها الرعناء- في مهاجمة الرئيس وعرضه،
والنيل من كل الشرفاء من علماء ، وخبراء ،ورجال وفوا بعهودهم غير خائفين،وحاربوا في عرينهم غير مبالين .
لقد حاربتم بكيد مع الإرهابيين، و لسنوات، امن واستقرار وطنكم، وبمال الأجنبي و بأدواته راهنتم على رهانات خاسرة أفكت وسقطت
لقد حاولتم بأخلاق الوشاة مرارا، إيقاف مشروع التنمية، لم تتركوا مؤسسة، أوقطاعا ،أو مشروع نهضة،أورفيقا ومناضلا مع الرئيس، إلا وحاولتم تشويه رؤيته ،وتجريد عدته، وإلحاق الأذى به في الداخل والخارج، وتحويل مسارنجاحه إلى فشل، والعبث بأرشيفه، ووقف تألقه.
اليوم أزفت ساعة المكاشفة فإما أن يقع التصالح مع الوطن ومع المصلحة العليا للبلد، ومع نهج الرئيس القائد ، ويكون الصلح حقيقيا لا زائفا...
وإلا هل يمكن أن يستمر جيل آخر في الخضوع لمناورات أحزاب غير ديمقراطية، يفشل قادتها في الانتخابات في كل الأدوار، وتجدد لهم زعامتها فلتة بقرارات فردية ، ومحاولات تمطيط غير شفافة؟
وهل يمكن أن يرتهن الوطن لمن جمع أمواله خلسة، من رشي جماعات الضغط وحيل نهب المال العام ،فأصبح قارونا أو حجاجا يكيل بالحيف، ويمحل بالسيف،ويتطاول بالزيف؟
وهل يمكن أن يسلم البلد للمتلاعنين، والمتاجرين بتدمير مؤسساتنا وقيمنا الأخلاقية؟
لا يحتاج البلد لحفنة من مؤججي الفتن والصراعات، بل إلى
الاصطفاف خلف مشروع بدأه الرئيس بيمناه، ودافع عنه بمهحته وسهره وتعبه،وبجنوده وخلصه، وتألقت مقاربته الأمنية والتنموية، عربيا ، ثم إفريقيا، وعبر المؤسسات الدولية حكامة ونظما.
هناك رجال صنعوا مجدهم لوطنهم وشعبهم،بأخلاق التواضع، وبذل المعروف للناس –كل الناس- بلا بخل وبلا من أو ترهيب، وسعوا سراعا فى خدمة المظلوم واليتيم والأرملة، وضعفة الناس وهناك من صنعتهم أحداث المد والجزر، ونكث الأيمان، ومكس الغرر..دعونا لا نعرض الصنفين على هذا الحزب أو تلك النقابة ، أو ذاك النادي، بل على سكان جميع الولايات وجغرافية الوطن،ونتساءل هل تزكية الهواتف مثل تزكية غالبية الناس؟
أيها المتلاحون تكبرا،أو المتصارعون تسمرا، اقبلوا التصالح مع الرئيس وجنوده الأكفاء و الأصلاء الأمناء، وانتهوا عن محاربة القرءان وأهله، والمشتركات الوطنية في السلم والثقافة، وفي الوحدة والأخوة، ولا تحاربوا مسيرة إحياء رمضان سنة بعد سنة.، وحجة بعد حجة
وإياكم ومن ينصر الضعفاء ويعمل لصالحهم
فقد فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «هَلْ تُنْصَرُونَ وَتُرْزَقُونَ إِلا بِضُعَفَائِكُمْ» (رواه البخاري)،
انتهوا عن استخدام الوكلاء في لأيكم، ومحاربة الفقراء ببجركم...
تقول العرب في المروءة:المروءة مولاة الأكفاء، ومداهاة الأعداء.
وتقول في صفة الوفاء:
لا يسلم بن حرة خليله حتى يموت أو يرى سبيله