سيضع مشروعان رئيسيان في مرحلة الانطلاق قسم الصيد التقليدي في صدارة التنمية المستدامة لقطاع مصايد الأسماك في موريتانيا إذا وإذا فقط انتهجت في مقاربتهما إزاحة العائق الرئيسي الذي يقف أمام تطوير هذا القسم الحيوي من قطاع الصيد و هما PROMOPECHE و WACA .
حيث يعاني قسم الصيد التقليدي الذي يعتبر مصدرا رئيسيا للتخفيف من حدة الفقر ورافد أساسي للعمالة ،
من نقص حاد في البنية التحتية المناسبة للتفريغ،و هشاشة في نظام التوزيع والتسويق وضعف كبير في مهارات تصنيف سلاسل القيمة المضافة وعدم هيكلة كافة فاعلي القطاع الخاص وضعف تجهيزه وتعبئته.
يعمل المشروع الأول PROMOPECHE من أجل خلق فرص عمل لائقة وتوطيد الوظائف القائمة للشباب،و سيكون بلا شك الخطوة الأولى في الاتجاه الصحيح نحو هيكلة سلسلة القيمة المضافة وفقا لمعايير السلامة والنظافة والصحة. بتمويل من الاتحاد الأوروبي (EU) وبتنفيذ من قبل منظمة العمل الدولية BIT.. يهدف هذا المشروع الذي يأتي في الوقت المناسب إلى دعم الإنعاش الاقتصادي وإدماج سوق للشباب العاطل عن العمل من النساء والرجال، وخاصة ذوي المؤهلات المنخفضة، من خلال إنشاء المشاريع والتدريب علي احترام. المعايير والبيئة البحرية وكذالك بناء البنية التحتية اللائقة للتفريغ.
و يعمل المشروع الثاني WACA علي تقييم و تطوير واستصلاح أوسع للسواحل وحماية البيئة الساحلية بتمويل من البنك الدولي وتنفيذ من قبل مديرية المناطق المحمية والساحل في وزارة البيئة والتنمية المستدامة يهدف المشروع إلى تنفيذ خطة استثمارية طموحة متعددة القطاعات بما في ذلك بناء نقاط تفريغ للمصائد مستصلحة وفقا للمعايير علي طول الساحل
إلا انه من أجل تحقيق الأهداف السامية لهذين المشروعين الطموحين في مجال التنمية الاقتصادية المحلية وخلق فرص للعمل بطريقة مستدامة ،أوصى بإنشاء خلية تنسيق فني من أجل إتباع نهج متماسك، وفقا لأولويات المبادئ الأساسية للوسط البحري وكذالك متطلبات السياق الوطني لهذا القطاع الحيوي.
في الواقع، فإن بناء منشات التفريغ المستصلحة علي طول السواحل له أهداف متعددة منها
1) السيطرة على جهد الصيد.
2) دمج مصايد الأسماك التقليدية في الدوائر الرسمية.
3) تحسين الدخل وظروف العمل.
4) إعادة تنظيم نشاط الصيد التقليدي.
5) دمج الصيادين وأسرهم في دورات التدريب.
6) إنشاء تعاونيات للحفاظ على مصالح المهنيين.
7) تطوير نشاط الصيد التقليدي وفقاً لمعايير السلامة والنظافة الصحية المطلوبة.
وفي الأخير، ولكي لا يلاحق مصير هاذين المشروعين العملاقين مصير المشاريع المتعددة السابقة التي مولها شركاء التنمية وكذالك مختلف برامج التعاون الفني التي باءت بالفشل، أعتقد أنه حان الوقت للمضي مباشرة إلى إزالة العوائق الرئيسية التي تفق أمام تطوير هذا القطاع الحيوي الذي ظل يعاني من الفوضى المزمنة و سوء التسيير أكثر من عقدين من الزمن.
حيث يعتبر الدعم الفني الأكثر أهمية والأكثر إلحاحا في وضعية الصيد التقليدي الحالية في موريتانيا ، هو أولاً وقبل كل شيء ، القضاء بشكل نهائي علي تفريغ المنتج السمكي على الرمال في المعسكرات التقليدية التي لا تفي بأي نوع من معايير السلامة أو النظافة أو الصحة.
وفي هذا الإطار ، تكون الأولوية القصوى لتطوير هذا القطاع هي بناء منشات مستصلحة ومتكاملة تحتوي علي كافة المرافق الأساسية للتفريغ الأمن والصحي وفق المعايير المتعارف عليها دوليا في هذا المجال قبل أي تكوين أو تدريب سيكون مهب الريح.
سيدي محمد ولد مجمد الشيخ
خبير في الشؤون البحرية