لماذا تحتفل المؤسسة العسكرية؟ / أحمد ولد جدو

altجعلتني احتفالات ما يسمى زورا "بالجيش الوطني" في يوم عيده في الخامس والعشرين من نوفمبر أشعر بالغثيان والصداع ذلك الاحتفال المزعج المكلف وتلك المسرحية الهزلية سيئة الإخراج... التي تفوح منها رائحة الاستبداد والخيانة والفساد واحتقار الإنسان... وبدأت أطرح على نفسي لماذا تحتفل هذه العصابة؟ لماذا تذكرنا بخيباتها؟.

هل تحتفل بإفرازها لرئيس مثل محمد خونة ولد هيدالة ذالك الدكتاتور التسلطي والإنسان العدمي الذي أذاق الشعب الموريتاني ويلات الاضطهاد والحرمان وحول موريتانيا إلى سجن كبير وسد كل الآفاق أمام النخب وزرع الرعب في المواطنين وأضاع هيبة موريتانيا وأرضها.

أم تحتفل باستمتاع قادة هذه العصابة التي تحكمنا بالرقص على جثث إخوتهم في عام 1987... أم تحتفل بالسكر من دماء أبنائها في مذبجة "إينال" التي قامت عصابة العسكر بارتكابها يوم السابع والعشرين من نوفمبر 1990 في قرية "إينال" الواقعة في أقصي الشمال الموريتاني والتي أعدم فيها و بدون محاكمة ولا تهم ثمانية وعشرين عسكريا من الزنوج بعد أن أذيقوا أصناف العذاب ومورس عليهم أشد أنواع التنكيل والاحتقار والامتهان.

أم تحتفل بوقوفها وراء الدكتاتور وعراب الفساد "معاوية ولد سيد أحمد ولد الطائع "على مدى عشرين سنة استأثر فيها هو والعسكر بثروة البلاد مما تسبب في انهيار اقتصادها وتدني مستوى المعيشة لدى المواطنين وتدني مرتبات الموظفين, وكذلك تسببهم في انهيار المؤسسات العامة، وتخلي الدولة عن وظيفتها الاجتماعية وترسيخهم للقبلية وحظوة أبناء العمومة والمقربين وإفساد التعليم.

أم تحتفل بكونها موطنا للاستعباد والاستبداد واستغلال الإنسان لأخيه الإنسان, حيث يعيش الجنود فيها من أجل خدمة نساء الجنرالات وسرح حيواناتهم وتدليل أبنائهم والطبخ لهم... وإدخالها لهم في حرب بالوكالة عن فرنسا لا ناقة لهم ولا جمل فيها وتقديم دمائهم فداء لعيون الفرنسيين.

وهل ستحتفل بكونها حرمت الشعب الموريتاني من ديمقراطيته الوليدة وتجربته الرائدة التي أذهلت العالم وإزاحتها الرئيس المدني المنتخب... ووضعها للجنرال محمد ولد عبد العزيز مكانه الذي ما إن ولج إلى القصر الرمادي حتى بدء السير على خطى أسلافه من أبناء هذه المؤسسة بل تفوق عليهم بمراحل, حيث تفنن في الفساد فرسخ مبدأ الزبونية والمحسوبية وتقريب أبناء العمومة والمقربين والأصدقاء, فالصفقات أصبحت حكرا على دائرة المقربين وكذالك الفضاء خص به الأقارب والأصدقاء وتفنن الجنرال عزيز والعسكر في بيع موريتانيا بالجملة والقطعة فوقعوا اتفاقيات مجحفة بحق موريتانيا وشعبها مثل:

اتفاقية الصيد:

تعفي هذه الاتفاقية الشريك الصيني مدة 25 سنة من الضريبة الجزافية الدنيا، وكذلك تحويل الأسهم وزيادة رأس المال يتم دون رسوم أو ضرائب، التخفيض بنسبة 50% على ضريبة المعاملات والخدمات المصرفية المحلية، الإعفاء من الضرائب العقارية.

وكذلك ستقضي هذه الاتفاقية على رزق أكثر من 40000 ألف مواطن موريتانيا في حين أنها لا تعد بتشغيل سوى 2500 وأيضا تسمح هذه الاتفاقية للشركة الصينية بتسويق إنتاجها خارج منظومة الشركة الوطنية لتسويق الأسماك (SMCP)مما يعد خرقا فاضحا للشفافية.

وأيضا تعد هذه الاتفاقية وبالا على البيئة البحرية الموريتانية حيث حملت لائحة الأسطول الصيني المنصوص عليه في الاتفاقية قوارب وزوارق مخصصة لصيد الأعماق، وهو ما يزيد الضغط على ثروة سمكية منهكة أصلا بفعل الاستغلال الزائد.

تبديد الثروة المنجمية:

وكذلك طالت يد الجنرال ولد عبد العزيز والمؤسسة العسكرية القطاع المنجمي غير المتجدد وعاثوا فيه فسادا ووقعوا اتفاقات مجحفة بحق موريتانيا مثل اكتفائهم بـ4% من عقد استخراج الذهب في منجم "تازيازت" ثاني أكبر منجم للذهب في العالم الموقع من الشركة الكندية "كينروس تازيازت"تلك النسبة المجحفة والمذلة والتي تذكر بعقود الاستعمار.

لن نحتفل يا عسكر أو نفرح أو ننتش حتى نتخلص من سطوتكم ونزيحكم عن صدورنا ونحقق دولتنا المدنية الديمقراطية المبنية على القانون والمؤسسات والعدالة وحقوق الإنسان.
لن نحتفل حتى نحقق استقلالنا الثاني.

30. نوفمبر 2011 - 13:45

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا