بدأت حكايتي مع الشعب الموريتاني عندما اختارني ذالك الجيل الاستثنائي لأكون نواة دولتهم ,فقد نشأت بيني وبينهم علاقة حب عذري. حيث لمست فيهم صدق النية وحب البناء وروح التضحية ..استمرت هذه العلاقة الطاهرة ردحا من الزمن عشت معهم النجاح والإخفاق الحزن والفرح ,شاركتهم كل أنواع التجاذبات كان عصرا ذهبيا جميلا نقيا.
واستمر دوران الزمن وحدث ذالك الحدث الجلل وهو انقلاب 1978 ,حيث أطيح بالرئيس المدني وجيء بالحاكم العسكري ..وكانت تلك كبيرة الكبائر وأم الجرائم.
عانيت في هذا العصر ما لم أعانية في دهر السيبة ,كان الحكم تطغى عليه الرعونة والفردية وعدمية التخطيط ..تشققت فيه جدراني وتغير فيه سكاني ,رجعوا إلى عصر الجاهلية والعصبية القبلية ..فسخ العسكري ثوبه واكتسى بلباس المدني إلا أنه لم يستره وظل عاريا.
رضخت كما لم أرضخ ..إلى أن هدمت وسويت بالأرض وقوضت أركاني وشعرت بالغربة.
إلا أنني شعرت يوم الخامس والعشرين من فبراير أن ذالك الجيل الإستثنائي قد بعث من جديد وأنه قد جدد لي البيعة وقرر بنائي بطريقته وأسلوبه ,لقد أعجبتني حواراته وسلميته وسمو أخلاقه وثقافته ,ولهذا قررت أن أكتب له ولمن سيحاول صده عن طموحه هذه الرسالة:
أتمنى منكم يا شباب الخامس والعشرين من فبراير أن تنحوا الأنا جانبا وأن تقفزوا على كل خلافاتكم الضيقة ..وأن تضعوا الوطن عنوانكم الكبير وأن تصدقوا النية ,لا تبحثوا عن المجد الشخصي ..فكل هذه العوامل كانت سببا في تقويض كل المشروعات التنموية في وطنكم حاولوا أن يكون الحوار منهجكم في العمل ..وأنت يأيها الحاكم أتمنى منك أن تستفيد من دروس التاريخ ومن تجارب الآخرين وأن تتفاعل مع طموح الشباب وأن تفهمهم حتى لا أخرج وأقول (الحاكم هرب ),أتمنى أن لا تكرر كلام أسلافك من الجيران ..فالعنجهية لم تنقع مبارك ولا بن علي, وأقترح عليك أن تحفظ هذا البيت وتؤمن به "إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر" , وفي النهاية تقبلوا تحياتي ومودتي أنا الموقعة أدناه..
أبلوكات 25فبراير 2011