ليهنأك "الفرق" أبالعباس....هؤلاء هم الإسلاميون المعتدلون / أحمد أبو المعالي

altتعقيب على مقال الكاتب أبو العباس ولد ابرهام "انتصار الكره" طفت في الآونة الأخيرة على السطح الإعلامي مقالات وتحليلات رتعت في أعراض "التواصليين " وتبارى كتابها في الحط من شأنهم و من شأن مشاركاتهم في الهم الوطني...

.فهم حسب التحليل النهائي شرذمة من "المتآمرين" يمتطون "الدين" لتحقيق مآرب سياسية هي الآن في طور التبلور والتشكيل.بعد أن أصبح "كل شيء جاهزا".إن لم يتداركها الوطنيون من أبناء هذا البلد الأمين .فقد تجسدت فيهم "المؤامرة " بشرا سويا :

"تواصلوا" ..وخططوا
وبيتوا بليلهم
مؤامرة 
وقرروا بالاتفاق 
رحلة المؤامرة
حياتهم ودينهم
مؤامرة
إن عارضوا أنظمة
أو ساندوا حكومة
كلمة السر هنا
مؤامرة

وحسب "صفارات الإنذار" هذه فإن الوطن يوشك أن "يختطف" من قبل من اختطفوا" الدين وآووا إلى كهف سحيق خارج الزمن والسياق تزاور الحضارة عن كفهم ذات اليمين وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال.. لو اطلعت عليهم لوليت منهم فرار ولملئت منهم رعبا..هذا ما ينضح به صوت " ضمضم ".ومن يصرخ في تشاؤم وتحسر"انج سعد ..فقد هلك سعيد".ولا لوم على ابن عباد إن قرب "مربط النعامة"وجز ناصيتها فسيوف القوم تقطر من دم" جبير".

بل وأكثر من ذلك بدا بعض هؤلاء"المنذرين" يحذرون من "الدين " نفسه ومن خطره على الدولة المدنية فالإسلام ليس سوى" قطع " وقتل" و"جلد" و "تعزير" و"إرهاب" و"فحولة و"نقاب" و" عورة"و"ردة" و"رهبانية" و"عبودية" و"حرب"و"دمعة" و(كره )..تلك صور تطفح بها مواقع محلية تنظر إلى الدين نظر المغشي عليه من الموت .... صور تظهر الدين" أسدا ضاريا له لبد" همه "اغتيال" الإنسان أو" قطا تتريا يتربص بي..يتمطى يتثاءب.. يخدش وجهي المحموم..ويحرمني من النوم"..وهم بذلك يضربون عرض ثبج المحيط بمثل وقيم هذا الشعب المسلم الذي يؤمن أن الإسلام في جوهره " حياة"و "رحمة" وعدل" ومساواة" ودولة" و"شورى"وحرية"" وربانية و "سلام"و"بسمة "و (حب)... دين يحث على الحياة والتعمير .حتى لحظة قيام الساعة .

وقد لفت انتباهي- كما لفت انتباه غيري- دخول الكاتب الكبير أبو العباس ولد برهام في تلك الحملة على التواصليين وخاصة من خلال مقاله المنشور في موقع "موريتانيا اليوم" بعنوان "انتصار الكره".لذلك آثرت محاورة الكاتب بأسلوب بعيد عن التجريح والتنقيص والتشهير والتبخيس . بغية إحقاق الحق ..وتنوير الرأي العام "ليهلك من هلك عن بينة ويحيا من حيي عن بينة" وما إخال الكاتب الكبير إلا ناشدا للحق- والحق فقط- لا يحجبه عن ناظريه اختلاف فكري أو عقدي أو سياسي ..فالحق أحق أن يتبع..وشعاع الشمس يسع الجميع.

قد نتفهم حدة الكاتب تجاه من يتأبطون "العنف" في بلادنا ويعلنون الحرب على "العالم" ويمارسون عمليات الخطف والنشل والقتل العشوائية .. فهذه الأعمال تكاد إدانتها محل إجماع وطني من مختلف التيارات الوطنية والاتجاهات الفكرية والسياسية لما يجره على البلاد والعباد من زعزعة وفوضى واضطراب ..ولكن أن يطال ذلك "السلاح الأبيض" مجموعة آمنت بالسلم فكرا والاعتدال سلوكا والوسطية نهجا وبذلت ما في وسعها لمحاربة هذه الظاهرة وللتنديد بها فذلك أمر إمر وخطاب شائك يحتاج وقفة استغراب وتعجب.!!

..فقد شكك المقال في إمكانية التفريق بين سواد "المتطرفين" والمعتدلين" الإسلاميين مما يعني بالنسبة لكاتب المقال تجانس الخطاب .وتجانس التفكير .وتجانس التصرفات ..وهو أمر لا يخفى على أي متابع للساحة المحلية خطله البين أحرى أن يخفى على كاتب متمكن ومثقف متبصر بحجم أبي العباس .وما دام الأمر قد التبس على الكاتب أو أراد هو أن "يلبس" به على القارئ فقد أضحى من المهم التعقيب على ذلك "التلبيس" حتى لا يترك القارئ"الغر" فريسة لأفكار تضرب نابل القول بحابله وتمزج الزبد بما ينفع الناس من عجين مسلمات يركن إليها الكل كلمة سواء ومغالطات تعكس صورا لا تطابق الواقع وإن طابقت الاعتقاد – بالتعبير البلاغي ..وقبل مناقشة تلك النقطة يقتضي الأمر التنبه إلى ما يلي:

أولا :- إنه من حق البعض أن ينتقدوا ما يرونه انحرافا في "التدين" حتى ولو كثر ..لكن لا يحق لهم أن يوجهوا ذات النقد ولو قل إلى "الدين" إلا إذا امتلكوا من الجرأة والقناعة ما يعلنون به رفضهم "للدين" مطلقا بغض النظر عن تجلياته ..وذلك منطق آخر ..

إن مظاهر "التدين" قد يشوبها عرج في فهم النصوص الدينية ..وقد وقع ذلك منذ عصر السلف الصالح .كما قد يصيبها اعوجاج في العمل فتنحرف بدرجات متفاوتة عقديا أو عمليا..ونقد ذلك الطراز من التدين هو في حد ذاته جزء من "التدين" قد يكون أقرب للدين.

لكن ذلك "الانتقاد" يجب أن لا يتجاوز الأمر لنقد "الدين" ذاته " والحط من قيمته، وامتطاء نقد "التدين" للغض من الدين أو التطاول عليه ليس سوى حرب على فاطر السموات والأرض واعتراض على من في أي صورة ما شاء ربك .ومن يمهل ولا يهمل...وهو للأسف ما يقع فيه بعض المتحفظين على أن يكون شرع الله هو الحكم والفصل بين العباد ..يمتلكون من الصراحة ما يحاربون به "التدين" ويغمزون في بعض التعاليم وبعض النصوص .وينقصهم من الجرأة" ما يصرحون فيه علانية ب"الكفر" أو "الإلحاد" دون لف أو دوران.

ثانيا - نعم ...لا جناح ولا حرج على الكاتب في أن يختلف مع "الإسلاميين المعتدلين" اختلاف اليمين عن اليسار ..ومن حقه أن ينتقد ما لا يصادف هواه أ ولا يطابق فكره .أو ما يراه خللا في الفهم أو السلوك .

فلا أحد يستطيع مصادرة "الرأي" أو جعل الكل على قلب رجل واحد فالاختلاف سنة الله في العباد ومن الطبيعي أن يثمر الاختلاف "انتقاد" هذا السلوك أو ذاك لهذا الطرف المخالف أو ذك..ومن لا تطربه غير الأصوات المطرية فليعش وحيدا بعيدا عن "الجلبة الإنسانية" أو ليصم أذنيه بأبي قبيس..أو فليمدد بسبب إلى السماء ثم ليقطع...لكن "شرعية" "الانتقاد" تفقد موضوعيتها وتتلاشى مصداقيتها عندما تتجاوز "الحقائق" وتتكلف " الأماني" ..فتخيل الأحلام نصيب الضعفاء.

ثالثا:- إن الاتكاء على رفض مفهوم الإرهاب لا يعني بأي حال من الأحوال رفض ظاهرة "الغلو والتطرف" فالكاتب يعلم قبل غيره صعوبة وضع حد جامع مانع للإرهاب فطالما تطايرت الرؤوس كالكواكب المنتثرة واشتعلت النيران وقودها البشر والشجر والمدر.. ووزع الجزع والخوف بين الأحشاء والأفئدة..وتناثرت رائحة الموت الأليم تزكم العالم حد العطاس "وانهار سقف الليل"دون أن يتطابق ذلك مع " حقيقة الإرهاب" ..ويا ما تعفت الجريمة النتنة وأبيدت أمة بقضها وقضيضها .و"أكلت خبز الجياع الكادحين زمر الذئاب".ونهش "الغول الأبيض" بخيله ورجله الأجسام الغضة ..والوجوه البريئة .واغتصبت الطبيعة البكر والعوان ..واغتيلت الحرية والإنسانية .. ..وظلت (حقيقة الإرهاب) " بعيدة من ذلك "الدمار" ....لكن "الإرهاب" يكشر عن أنيابه السود وتتناثر مفرداته وجمله وعباراته بكل لغات العالم..ويضج الإعلام بالتهويل والويل والثبور حينما يرفض "شعب" من الشعوب أن تطاه أظلاف "الغاصبين" وأن ينهب "المحتلون" مقدساته وأرضه وعرضه ..وبالنظر إلى "المنظمات " المصنفة إرهابيا من قبل القوى الكبرى تتشكل الحقيقة جلية لمن ألقى السمع وهو شهيد ..ولا معنى للركض خلف مفهوم يجرم "المقاومة"أيا كان دينها ويبرئ "المحتل" أيا كان دينه.لأن الأخير هو من شرع هذا المفهوم ..

و لا إخال أن الكاتب يبصم بالعشرة على مآزرة "المحتل" اسم فاعل- ورفض مقاومة "المحتل- اسم مفعول- فهذا يناقض سنن الحياة ويعارض قوانين الطبيعية وإلا فحيهلا با لغابة .وقانون القوة .وسحقا للحق وقوة القانون.

لهذا السبب يأتي التحفظ عند البعض –وخاصة عند الإسلاميين المعتدلين- على استخدام هذا المفهوم الذي يجرم "المقاومة ويلبسها –خطأ - مسوح "الإرهاب" . .فلا هي (هو)..ولا الأيام أيامه"... و"الحقيقة كالنور لا تخفى "–كما يقول المثل الروسي
- ونصل إلى بيت القصيد ومربط الفرس في هذه الأسطر وهو محاورة الكاتب في قو له " هل يوجد حقا فرق جماهيري بين الإسلام المعتدل والمتطرف داخل سواد لإسلام السياسي الموريتاني ؟ 

سؤال إنكاري من العيار الثقيل يحيل بدلالتي المطابقة و الالتزام إلى جزم الكاتب بعدم وجود فارق بين الإسلام المعتدل والمتطرف داخل سواد الإسلام السياسي الموريتني" بل وأكثر من ذلك بالنسبة للكاتب يتجاوز ذلك التصور الدهماء ف"لا يكمن التفريق بين الأصولية والاعتدال في نخبة الحركة."!!.

إن هذا الخلط بين مدارس مختلفة تتبنى آراء متبايتة بل متناقضة أحيانا وإن جمعها الإطار الإسلامي الواسع لا يحتاج الرد عليه إلا إلى نظرة عامة للساحة بتجرد وموضوعية بعيدا عن أي خلفية فكرية أو سياسية يعز عليها ذلك التفريق الواضح الذي بات معروفا لدى الجميع ..ومن المعضلات توضيح الواضحات.

ومن باب لازم فائدة الخبر القول بأن التيار الإسلامي المعتدل في موريتانيا ليس وليد اليوم وقد تعرض للكثير من الهزات والابتلاءات فلم تزده إلا قوة وإصرار على مواصلة النضال السلمي والقانوني والعمل البناء والمشروع .

لقد أكد الإسلاميون المعتدلون استعدادهم للعمل وفق القوانين المعمول بها وأعربوا عن استعدادهم لممارسة حقوقهم السياسية والمدنية ..ولم تزدهم المعاناة والمضايقات التي تعرضوا لها إلا ثباتا على "الاعتدال" والوسطية " ولست بحاجة لسرد تلك الأحداث المعروفة .والتي ظلت ردود أفعالهم فيها بعيدة كل البعد عن "العنف" وعن "الغلو" ولكن ما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا ..كما لم يجعلهم ذلك الابتلاء يرحبون أو يقرون بالأعمال التي تعرضت لها بلادنا بدء بلمغيطي مرورا بالغلاوية وألاك وانتهاء بالتفجير الانتحاري أمام السفارة الفرنسية واختطاف الأجانب ..وقد ندد الإسلاميون المعتدلون بكل تلك الأعمال التي لا تنكئ عدوا ولا ترضي صديقا وفتحت من الأبواب والسدود المهلكة أكثر مما سدت من النوافذ والكوى.. وجرت من الأزمات أكثر مما جنت من الثمرات ...إنها باختصار هنات في العلم..وزلات في العمل.

لقد أطبق التيار المعتدل على ذلك .صدرت بتجريم تلك الأعمال وتحريمها فتاوى علمائهم ومشايخهم وفي طليعتهم الشيخ محمد الحسن ولد الددو .وشجبه سياسيوهم وبرلمانيوهم ومفكروهم وكتابهم ..ومن المستحيل أن تكون تلك الفتاوى والبيانات والتصريحات والكتابات غابت عن الكاتب الكبير حتى يصرح بأن الإسلام السياسي الموريتاني لم يستطع تعبئة سواده للتنديد بالإرهاب في اليوم الوطني ضده لغياب موقف جماهيري في الحركة ضده" فبالنسبة لهم محاربة التطرف والغلو واجبة كل يوم ..لو كان محبر هذا الكلام غريبا على الساحة لالتمست له العذر... ولو كان محدود الثقافة ضحل الفكر يهرف بما لايعرف لتجاهلته كما تجاهلت بعضا من الذين تقيئوا صديدا دفينا وبهتانا عفنا وإفكا نتنا عانق الهباء المنثور في ليالي العاصمة الشتوية..

لكن أن يكون الكاتب أبو العباس مسطر تلك الفكرة -وهو الغارق حتى قمة فكره في أتون الهم الوطني ..فالأمر ليس بالهين ...وقلب الحقائق ليس من شيم العقلاء...فلم يبق إلا أن يرجع الصدى خاسئا حسيرا ..ما ذا تعني بهذا الخلط أيها الكاتب الكبير؟؟

..هل غابت فكرة "تطرفهم" عن الساسة الوطنين أغلبية ومعارضة؟؟ وغابت عن الناخبين على امتداد التراب الوطني خلال انتخابات متعدد.. وجهلتها مختلف التيارات الفكرية التي تعاملت معهم.. وغابت فوق ذلك عن مخابرات القوم !!

. أم تراهم استطاعوا التستر عل "تطرفهم" واللعب على الأذقان والقلوب كل هذه الفترة حتى اكتشفها أبو العباس ذات أصيل فكري ناقد لأنه لم يكتشف الفارق بين "المتطرفين "والمعتدلين " في موريتانيا .من خلال استقراء الوجه الطبقي! .فأعلنها على الملإ "إن هذا السواد أصولي بطبيعته" تلك صيحة خطيرة إن صدقت على ذلك "السواد" ولكن ما ذا لو كان القميص قد من "دبر"...استغفري لذنبك إنك كنت من الخاطئين"
**
ولا يقل السؤالان الإنكاريان التاليان غرابة وإثارة عن الأول حينما يتساءل الكاتب"أين هي مؤسسات الإسلام المعتدل التي تشارك في تنمية –وتشيع- الديمقراطية والنسبية والإنسانوية؟ أين هو الفكر الممارس هنا الذي يجعل من الديمقراطية والحداثة موضوع نضال وتمجيد من قبل جماهير الحركة؟

وأنا واثق أن الكاتب يدرك أكثر من غيره أن أصحاب هذا الفكر المعتدل هم الذين رحبت بهم الساحة الوطنية وتحالفوا مع مختلف أطيافها السياسية والفكرية والنقابية في فضاءات متعددة.لم تمنعها اختلافات المشارب ولا تنوع الاتجاهات من التبلور في كيانات وطنية معتبرة قدمت الكثير لهذا البلد الطيب..فما نكثوا عهدا ..وما أخلفوا وعدا..وما سكتوا عن حق مهما خفا ولا رضوا بباطل مهما طغى ..والمتتبع للمسرح السياسي يعرف أنهم أضحوا رقما مميزا في المعادلة السياسية ... شاركوا في شتى الانتخابات تحالفا تارة وتفردا تارة أخرى وفق ما تقضيه المصلحة العامة ومقتضيات اللعبة السياسية.وما تقرره المؤسسات المختصة في الحزب وتباركه الهيئات و القواعد الشعبية للحزب...شاركوا في الحكومة حينما دعوا ووجدوا الوقت والإطار المناسبين ..ووقفوا بحزم ضد "الانقلاب" وبذلوا قادة ومناضلين جهودا مضنية انتهت باتفاق داكار والعودة إلى الحياة الدستورية ..إنهم قادة ومناضلو "تواصل" سياسيا ومن وثق فيهم خيرة أبناء البلد من أساتذة وطلاب نقابيا ..هم من خدموا المجتمع من خلال العمل الخيري المشهود دون البحث عن جزاء أو شكوردنوي.. هم من عرفت الحركة الإعلامية نشاطهم الناصع المشهود له بالمهنية والتميز.. هم من شاركوا في تأسيس المؤسسات الوطنية المعنية بحقوق الإنسان وفضحوا من خلالها العديد من الانتهاكات المختلفة..

هم من عرفتهم المساجد دعاة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن حينما سدت في وجوههم كل الوسائل والأدوات ..ووقفوا في وجه تحويل المساجد إلى مخابز 
أولئك آبائي فجئني بمثلهم.....** إذا جمعتنا ياجرير المجامع

هل حقا يتجاهل الكاتب كل هذه الحقائق.وكل هذا ا لعمل المسهم في تنمية الديمقرطية وبناء دولة القانون ؟؟ إنه لا يمكن إلا أن يكون تجاهل العارف ويبقى الغرض منه موضع تساءل واستغراب.؟.أم تراه ينظر إلي كل هذا من ثقب أسود أم بعيون "صينية " –على حد تعبير أحد الكتاب- ليسأل عن "مؤسسات الإسلام المعتدل التي تشارك في تنمية-وتشيع-الديمقراطية والنسبية والإنسانوية؟.

-إ ن أصحاب التيار المعدل هم الذين بحت أصوات برلمانيهم ...ورعفت أقلام كتابهم ..واغبرت أقدام مثقفيهم وإعلامييهم دفاعا عن الصحفي حنفي ولد دهاه.ولم ينظروا إلى موضوعه من زاوية ضيقة تعكس الخلاف العقدي والفكري والسياسي بينهم وبينه..كما يفعل ذوو العطن الضيق والأفق المحاصر..وقد قاموا بذلك إيمانا منهم بوجوب الدفاع عن "الحرية" التي يرونها مطلبا أساسيا حتى ولو نعم بها من سلقهم بألسنة حداد ..فالمهم أن يتحرر ويحلق ..ولا يعنيهم بعد ذلك في أي فضاء حلا له التحليق والطيران ..وذك لعمري قمة الفهم السليم للديمقراطية وللحرية .وليتذكر الكاتب أنهم بذلك يضاهئون مقولة الزعيم جيفارا"إنني أحس على وجهي صفعة توجه لكل مظلوم".لذلك من المثير أن يجزيهم زميله ورفيق دربه الإعلامي والفكري أبو العباس جزاء سنمار ..ويسدد لهم ما لذ وطاب من اللعنات والطعنات باتهامهم بالإرهاب"وهي أكبر و أخطر تهمة لأي كيان سياسي أو فكري في الوقت الرهن..لو غيرك قالها يا أبا العباس...فقد أخطأ استك الحفرة.

لقد كان حريا بالكاتب الكبير أن يقدر تلك الوقفة التي تجاوز من خلالها الإسلاميون المعتدلون الإطار الفكري الخاص ..فهبوا يصدحون في كل ناد وفي كل واد لإطلاق سراح حنفي ..وإذا لم يكن هذا السلوك علامة على الحس الديمقراطي السليم ..فأي سلوك –يا ترى- ينحو ذلك النحو؟؟أم أن الثغرة ليست في الفعل وإنما في "الفاعل"-من وجهة نظر الكاتب؟ 

تلك ملاحظات عابرة عنت لي وأنا أقرأ ما حبره الكاتب الكبير أبو العباس في "انتصار الكره " وقد غضضت الطرف عن بعض المتحاملين من "النكرات" التي لم توفق في إن تضاف إلى المعرفة ..ويقني أنهم سيجدون من يرفع شعار

الأ لايجهلن أحد علينا ** فنجهل فوق جهل الجاهلينا
وأنا أتمنى من كل قلبي أن يتذكر ابو العباس أن الحب والكره كلاهما طاقة ثمينة لا يصح أن نبددها في من لا يستحق..وحر به أن يصدح مع الزعيم......(...)) متفائلا بالضياء والحب مخاطبا" ماريا العجوز"
ارقدي في سلام ماريا العجوز
ارقدي في سلام أيتها المحاربة العجوز 
سيعيش أحفادك الفجر الجديد"
أقسم على ذلك...

27. يناير 2010 - 14:40

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا