شكار : مرآة الواقع وصرخة الطفل البريء !! (2) / محمد المصطفى الولي

من تحت خباء مفتوح الجوانب قد تلاشت خيوطه بدأت حكاية الأرض الفاضلة ! وبدأ الطفل يرى عالم المدينة مجرد حكاية تستلهم البحث عن الأسباب الأحجية لفك لغزالعالم الماضوي الزاحف على سلم ميزاجية المؤمل الصلب في الأسطورة الإحتمالية الأنتروبوسوسيولوجية في واحدة من طبائع المجتمع " المتمدن " في ثقافته ، المتعدد في إنتاجيته العلمية والحرفية ، المتفرد في مجالاته الإبداعية وصنوفه الفنية ......

 في سعي منه إلى المصالحة بين التحولات الإستثنائية وتداعيات المتوقع في حياة طفل عبرها على متاريس الطوية المتناقضة ، لاليتوصل بها إلى حوارمداره الواقع والحقيقة والعبرة والكمال ... ولكن ليعشو إلى ضوء نارالسلطة والحكم والحاكم والتحاكم ، تحت أضواء الامركزية تصورا منه لميلاد " الدولة الإله " !
وبحكم براءته ماعاد الطفل الرضيع يعشق " ادراما " التمادي والإمتداد العمري في الحياة التافهة ، إذ لم تنم عنده بعد حاسة المشاهد المندفع في البحث بديماغوجية عن البطل الفذ ومدى قدرته على الذوب في تدابير " القيادة " والدفاع عن لاعبي الأدروارعلى خشبة المسرح ، لكنها التأثيرات المتآمرة ترسم " السيبة " السياسية بوضوح المهمة ومخالفة الطبع والعرف والشرع والممارسة .

إنها مشاعراستياء مزدوجة خلقتها بيئة الطفل المشرد ، فقد فيها أمه التي احتضنته يافعا وربته بين محاضن العلم ومدارس سلوك دراويش المدينة (أهل الله وخاصته ) قبل أن تكون مؤسسة التعليم مجرد علم يرفع في تمايل على جدارمهدد بالسقوط والإندثار, بعد أن كانت محاضر العلم وحدها – المدارس – العتيقة تنسيه صخب المدينة وقساوة الظروف ولهيب الواقع .. تزمله بأن إحساسه الذعر نابع من بئة الطائر الذي ينفض من شدة العطش والسعي ندى جناحيه في أشعة حي لاماء فيه ولامرعى ، شاؤه مربض ونعامه مبرك ، أهله يهتزون لأنصاف المواقف وتطربهم النكت الباردة ! كل شيء يطلب النوروالضياء حول بيوت نالت من كل صيف فيحه المشتعل بزيوت الإنكسارالنفسي وسيلان الأزقة الجارف بجهنمية التغطية والتمويه لكثرة مايسرف أهله من تطلع إلى الدوران في وقت يصبون في حوضه الماء ، لاليمتلئ ولاليمسكوه ، ولكن الله : ( عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام ..) .
إنها مرآة الواقع وصرخة الطفل البريء ! تتساوق مآسيها دون أن تجد حلولها على نسق الأسف والأمل والأثنوجرافية النادرة ، لتميط اللثام عن عوائق التنمية والإقتصاد والعدالة والتقدم ...بعيدا عن الخطابات الطوباوية الذهنية المزركشة بخجل الخرافية واستدامة الرياء السياسي والتحصيل الشعبوي السريع ، لا أنها أتت لسرد التاريخ والوقائع والحوادث والرواية ..! إذ لم يكن الهاجس منها كتابة تاريخ طويل من الحب والحنان المكذوب ، بل هي آهات وأناة نفس تساقط بين خطى نفسين لتحكي عبررسائلها المبعثرة على حافة حلم تقطعت به السبل على الرمال كأنه غصن شجيرة في بلد على لداته غريب ، بأن الطفل قادم بطموحه وأن الإنسان لابد أن يعيش حياته بانسجام خارج حلقة ماضيه المعذبة ، تملصا من الوقوف وراء استمراء التمترس بأتراس اللوحات الكلامية البلاستيكية الخافقة ، ولن يكون ذلك إلا بالإعتراف بالأنا والآخر والعودة إلى بداوته العالمة . 
 

20. يونيو 2018 - 19:00

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا