تحيل مواقف السلطات عموما والمعنية منها بالتنمية الحيوانية إلى مزيد من الشك حول نوايا النظام بكل أركانه من الحالة المأساوية التي تعيشها ثروة موريتانيا الحقيقة هذه السنة !!
فتجاوب السلطات في مسألة توفير الأعلاف التي نادي بها المنمون منذ الخريف المنصرم بعدما تأكد لهم بأن الموسم مقدم على جفاف في المراعي لابد منه بسبب تندني التساقطات المطرية للعام الفائت .
وهذا تعلمه السلطات أكثر من المنمين أنفسهم ، لكن ما تقوله السلطات شيء وما يتجسد على أرض الواقع مريب ؟!
فقد أعلنت السلطات عن تخصيص مبلغ 40 مليار أوقية لمواجهة الجفاف لكن مردود هذا المبلغ الهائل لم يلاحظ إلا على ملامح نضارة وجوه وثياب رجالات النظام !
كما أعلنت السلطات بعد ذلك عن إلغاء لجمركة الأعلاف التي تعتبر مادة نادرة اليوم في الأسواق وإن وجدت فيه بمبالغ خيالية ؟!
حيث تصل خشنة العلف في المناطق المتضررة الآن 15000 أوقية وبشق الأنفس لتحصيلها .
وغني عن القول : إن الثروة الحقيقية للمواطن الموريتاني هي ثروته الحيوانية التي يعتاش منها في حين أن باقي ثروات البلاد على كثرتها هي ( من نصيب السلطة وحدها ) ؟!
ولا يزال وزير " تنمية اقتصاد الكذب " في النظام يطلق بين الحين والحين صليات من الكذب للدعاية موجهة للشركاء النظام الخارجيين حول تدخلات من السلطة ( لإغاثة ) الثروة الحيوانية لا نعرف أين تحديدا ....!
ومع كل ماتقوم به السلطات من حرب حقيقية لتدمير ثروة موريتانيا الحيوانية بغية إفقار المواطنين وتعريضهم للموت جوعا ...لم يرقى صوت المعارضة للمستوى الذي يناسب موقفها بالدعوة ومحاولة الضغط على النظام بشتى الوسائل السلمية لإحراجه لعل وعسى يدر بقليل قد ينفع في مواجهة الوضعية المزرية التي يتعرض لها الوطن في مقتل بسبب حالة قلة المراعي وتأخر التساقطات المطرية .
ولا ينبغي أن يفوت على أهلنا المنمين أن النظام يراهن بكل و"قاحة" على أصواتهم في الانتخابات التي يجري الإعداد لها في الأشهر المقبلة .
وهنا نذكرهم بأنهم أمام فرصة نادرة حيث ينبغي عليهم الانتقام من النظام بإفشال كافة مرشحيه على عموم التراب الوطني .
وتدفعيه فاتورة خذلانه لهم بتركه لهم يواجهون ثروتهم تموت دون أدنى تدخل منه هو رجالاته الذين يتآمرون لمصلحتهم الوظيفية ضد الوطن .
ويطرح السؤال نفسه بإلحاح لماذا قرر النظام ترك ثروة موريتانيا تنقرض بفعل عدم توفير الأعلاف ؟!!
ما لذي سيكسبه النظام من هذا ؟
ولمن ويوجه موقفه هذا ؟.