في مقال سابق لي كتبته في (28 مايو 2012) بعنوان «عزيز رجل المرحلة بامتياز» تطرقت وقتها فيه لسبعة أسباب منعت المعارضة المتطرفة من إقناع الشعب الموريتاني للخروج على الرئيس المنتخب السيد/ محمد ولد عبد العزيز مجاراة لسراب الربيع العربي.
واليوم ومن خلال هذه المعالجة المتواضعة للواقع السياسي والاقتصادي الراهن في موريتانيا
وفي العالم يمكن سوق ثلاثة أسباب كافية لمطالبة الرئيس محمد ولد عبد العزيز بالبقاء في السلطة في هذه الظروف الوطنية والدولية المعقدة وهذه المسوقات هي:
1 ـ الانتعاش الاقتصاد الوطني :
خلافا لأصحاب النظرة العدمية، الذين لا يرون إلا النصف الفارغ من الكأس، نبسط أسباب موضوعية لهذا الطرح ، تتمثل في عدة استثمارات ضخمة شهدتها البلاد في عهد الرئيس الحالي ومن أهمها مشروع اظهر ومشروع آفطوط ومشروع الطاقة الشمسية و العديد من البني التحتية في مختلف المجالات لتعضيد الإستثمارات من مطارات وكهرباء ومياه وشبكة للمعلومات وطرق وجسور وأسواق.. وغيرها ومن الغير المناسب ترك هذه الجهود كلها تذهب سدى مع تغيير النظام ـ خاصة أن العقلية السائدة أنه عند ما يأتي رئيس جديد ينفي ما سبقه ـ ولا أظن أن هذا سيكون في مصلحة البلاد ولا أحسب كذلك أن المستثمرين وطنيين أوأجانب سيرتاحون لبيئة تتعرض دوما لخضات سياسية متكررة لذلك كان من الأجدى إبقاء الرئيس الحالي في السلطة إلي حين إتمام ما بدأه.
2 ـ الأمن والسلم في منطقة الساحل والأمن الدولي :
الكل يعرف الدور الريادي والموقف الذي قام به الرئيس محمد ولد عبد العزيز في إرساء دعائم السلم والأمن في منطقة الساحل وشبه المنطقة فكانت وساطاته في ليبيا، غامبيا، مالي، اتشاد وساحل العاج خير دليل على ذلك وكلها موفقة سياسيا وعسكريا، والرجل يتمتع بكاريزما حقيقية جعلت منه وسيطا ناجحا إضافة إلى الاستراتيجيات العسكرية التي يتبناها والتي نجحت في إخراج الإرهاب المسلح من موريتانيا وكان إنشاء مجموعة G5 التي تتخذ من نواكشوط مقرا لأمانتها دليلا ساطعا على قدرة الرجل في معالجة احد أخطر الملفات الدولية سخونة وخطرا وهو الإرهاب.
3 ـ علاقات دولية مميزة مع الخليج وفرنسا والقارة الإفريقية :
شهدت الدبلوماسية الموريتانية تطورا ملحوظا في عهد الرئيس محمد ولد عبد العزيز، تميزت بعلاقات جيدة مع الجوار وآخرها تبادل السفراء مع المملكة المغربية الشقيقة ، علاقات متطورة مع دول الخليج ، وعلاقات ناجحة مع فرنسا ستتوج بالزيارة المرتقبة للرئيس الفرنسي ماكرون في مطلع الشهر القادم.
هذا الحراك الدبلوماسي النشط لموريتانيا بقيادة رئيس الجمهورية كان من ثمراته انعقاد القمة العربية وقريبا القمة الإفريقية خلال مأمورية واحدة وهو ما يعتبر في نظر المراقبين الوطنيين والدوليين إنجازا كبيرا، تم في ظرف وجيز ،الشيء الذي عجز عنه غيره من الحكام السابقين، هذه الانجازات الدبلوماسية كلها جعلت الرئيس الموريتاني يحتل مكانة مرموقة في قلب الدبلوماسية الدولية وبالتالي أعتبره رجلا يمكن الاعتماد عليه في حل كثير من الملفات الدولية ولعل أخطرها التطرف العنيف معضلة العصر ،الذي يهدد الأمن والسلم.
في رأيي الخاص فإن هذه الأسباب الثلاثة دون غيرها كافية لبقاء الرئيس محمد ولد عبد العزيز في السلطة، بغض النظر عن موقف المنسقية والمعارضة التي باتت مهمتها تتلخص في التشويه والتشكيك في انجازات رئيس الجمهورية وهي إنجازات واضحة للعيان ولن أعدد غير ذلك من المكاسب السياسية والاقتصادية والاجتماعية وحتى التربوية إلا أن اليأس البنيوي والاختلال في التوازن المنهجي والنرجسية السياسية للمعارضة ، تركت خطابها هشا ، وعليه فإن الرأي الوطني والدولي سيقفان ضد خروج محمد ولد عبد العزيز من السلطة ولو استدعى ذلك استثناءات من نوع خاص.
------------------------------------
د. محمد الأمين ولد أباه
Tl : 46.81.10.78
Email : [email protected]