من وراء تخلف الأمة الإسلامية وهل أنت، نعم أنت: مساهم فيه ؟ / سيد محمد ولد أخليل

يعتقد الملحدون وبعض الديمقراطيين العلمانيين أن الإسلام هو السبب الرئيسي في تخلف الأمة اليوم ، والحقيقة أن هذه الأمة هي الأقوى وإن مرت بلحظات ضعف شامل مثل التي نعيشها الآن، لأنها تمتلك مقومات القوة، وكلها موجودة في دينها – لا تحقيق الديمقراطية كما تعتقد -، فهي الوحيدة التي تؤمن بالله تعالى وفق المنهج القويم، وهي الأكثر صدقا وأمانة وعفة.
لكن لماذا واقعها اليوم مزري بهذا الشكل ؟

الجواب : لأن أعدائها من اليهود والنصارى يحاصرونها دينيا وفكريا واقتصاديا منذ سقوط الخلافة العثمانية أو ما قبل ذلك، ثم جاء الإستعمار الصليبي اللعين الذي رأينا فعله، ولا يزال مستمرا في شكل المنظومة الدولية الحالية التي تنهب الدول وتبتزها وتفرض عليها تعاليم الشيطان ، فكان من نتائجه :
1- فرض التفرقة على الأمة، فرسموا خطوطا وهمية بين دولها – ولا يزالون يرسمون - ، ولم يسمحوا لها بالإجتماع رغم كثرة ما يجمعها (كالدين واللغة) في حين اجتمعوا هم في الوقت الذي لا يجمعهم فيه غير الكفر ومعاداة الإسلام، بل دفعوا السعودية إلى البعد أكثر عن بقية دول المسلمين كأن الموجود من تفرقة لا يكفيهم !
فمثلا، لم يكن تصويت السعودية للمغرب في احتضان هذه التفاهة المسماة بكأس العالم ليشكل فارقا إذ أن الحلف الأمريكي متقدم بعشرات الأصوات على الحلف المغربي، لكن رغم ذلك أرغموها على التصويت لأمريكا ! والهدف من ذلك زيادة التفرقة بينها وبين المسلمين الآخرين ليتقبلوا مستقبلا ما ستتخذه من قرارات لا تسر إلا ترامب واليهود ، وربما يكره أكثر المغاربة اليوم السعودية بسبب هذه الحيلة !
بل ظهر تونسي على فرانس 24 الملعونة يقول : كفانا ترديدا لشعارات جوفاء كالأخوة العربية، ولم ينقص إلا أن يقول و"الدينية" ! وهذا بالضبط ما يريدونه : حدث إعلامي شيطاني ككل دعاياتهم الإعلامية يفرقون به بين المسلمين !
وطبعا من كره السعودية سيسهل عليه حب إسرائيل التي يصورونها اليوم كحليفة للسعودية مستغلين الضعف الغير مسبوق الذي تمر به الأخيرة في ظل الحكم الجديد الغريب الطارئ فيها، فجعلوا بعض المسلمين يكره بعضا إلى درجة توليه لليهود والنصارى على إخوته (كما يفعل بعض الحكام والحقوقيين).
2- التعليم الإسلامي المبارك محرم على الأمة رغم بركته ونفعه، والموجود اليوم هو التعليم الغربي المشؤوم الذي لم يفلح إلا في تخريج العلمانيين المشائيم والعاطلين عن العمل والجهلة بالدين من الحقوقيين والسياسيين المنافقين ممن لا يرفع رأسا بالإسلام ، واسأل أي حقوقي أو سياسي أو خريج جامعة عن حكم السهو في الصلاة أو غيره مما هو مفروض على كرتونته، وانظر بأي فلسفة أو مقاربة أو ابتسامة سيجيبك المسكين !
العقيدة مجهولة عند أكثر المسلمين وهي أصل الإسلام، ولولا الجهل بها لما قبل المسلمون بهذه الديمقراطية التي هي نتاج يهودي بحت سيطر به اليهود على أوروبا وامريكا (الديمقراطية فكرة يهودية شيطانية بثها الماسون في الثورة الفرنسية لضرب الدين والحكام، وهما نفس الهدفين اللذين يضربان اليوم في الأمة).
3- التقدم العلمي محرم على الأمة، فمثلا من السهل على دولة كالسعودية التي لديها أهم شيء وهو المال، أن تستجلب شكلية من مصنع لصناعة الهواتف الذكية أو الطائرات من الصين أو غيرها، لو كانت لديها الحرية، فالمال هو العصب الأساسي للحياة، من عنده المال لا يفتقر إلى الصناعة ولا إلى التقدم ولا إلى أي شيء، فكل شيء يمكن شراؤه بالمال حتى البشر، إلا إذا كان عاجزا، محاصرا من طرف أعداء لا يريدون له تجاوز خطوط  حمراء وضعوها حفاظا على مصلحة الشيطان !
4- العلماء المسلمون كانوا يصفون جسديا ، وذلك أمر شائع ، والمفاعلات النووية العربية تضرب بالطائرات والصواريخ في وضح النهار كما حدث للمفاعل النوري العراقي ولو كان صدام رحمه الله يعلم الغيب لكان يومها هجم على اسرائيل وليحدث ما يحدث.
هجرة الأدمغة مشجع عليها بالمال والترغيب والترهيب بحجة الهروب من دكتاتورية الحكام وتخلف الدول التي لن تتقدم أبدا في ظل ذلك الهروب، إلى أحضان النصرانيات المبتذلات الشقراوات المرميات في الشوارع في الغرب والخمور التي يحبها بعض المرضى والأغبياء ! فكيف تتقدم الأمة في ظل ذلك ؟
5- الإفتراء على الدين ، فأعداؤه الذين طالما رحمهم فعاشوا في كنفه أعزاء، حتى اليوم يوجد نصارى ويهود في كل الدول العربية لا أحد من المسلمين يتعرض لهم بسوء، والعكس هو الحاصل فالمحجبات في دول الديمقراطية والحريات الكاذبة يضيق عليهن ! وفي السويد يتم فصل أبناء المسلمين عن أسرهم لتربيتهم في أسر مسيحية خوفا عليهم من الإسلام أو الإرهاب كما يحلوا لهم أن يسموه (وهم لا يخجلون من إعلان أن الإسلام دين إرهاب لأنهم يعترضون على الحدود الشرعية ويرونها وحشية ، في حين نخجل نحن من الإعتراض على ديمقراطيتهم اللعينة التي تعترض مع أسس ديننا)، نعجز عن الحد من تأثير تعليمهم الغربي الذي يفسد أبنائنا ويبعدهم عن دينهم وأصولهم، وعن وضع حد لهذه الحريات الدخيلة وديمقراطيتها التي أفسدت مجتمعاتنا !
ولا مجال عند ساستنا لإدخال الدين في عصب الحياة الذي هو السياسة رغم أن حياة المسلم كلها لله تعالى حتى سياسته ! ولا أقصد التحزب الإسلامي الإخواني الديمقراطي الذي لا أصل له ! فما الذي يفرقنا عن وروبا الثورة الفرنسية يوم قبلت تحييد الدين ووضع الديمقراطية اليهودية الدخيلة في مكانه.
6- البدع مشجع عليها من طرف المستعمر ودوله التي تحتل دول المسلمين حتى اليوم (أرني رئيسا واحد مستقل عنهم)، ومعلوم أن دين البدع مخلوط بالماء فهو غير الإسلام النقي الأصلي، لذا رأينا من أهل البدع من يحب اسرائيل ، ورأينا منهم من تهجم على الحكام ودعا إلى الثورة متسببا في خراب الدول ، ورأينا منهم من يتعاون مع النصارى واليهود (الماسونية) حتى اليوم بحجة التقريب بين الحضارات ! ولا أعرف أي فقه هذا الذي يسعى صاحبه إلى التقريب بين الله والشيطان !

7- الديمقراطية مفروضة على المسلمين، فرضوها على رؤسائهم، حتى الدكتاتوريين منهم، لم يكن الذي جلبها في 1992 يرغب فيها ، ولا يرغب الآخر فيها لأنها مصدر قلاقل وبلابل لا نهاية لها، ولولا الجبروت الغربي الذي يفرضها لركلها العقلاء بأقدامهم هي والناعقين بها !
الحريات التافهة كحرية الشذوذ والكفر مدعومة دوليا، والمسلمون في الإذاعات والقنوات والصفحات الاجتماعية لا يتكلمون إلا عنها وعن الديمقراطية وعن الحكام كأن الجميع أعضاء في الحكومة أو طامعون فيها ! أما دينهم فمنسي وكذلك أعدائهم الذين لا يخفون مكرهم لهم، والسبب برمجة عقولهم على ذلك الرقي النصراني اليهودي الوافد الذي أصبح أساس حياة وممات أكثر الضالين !
إن الإسلام هو الوحيد الذي فيه عزة الأمة ونهضتها، ولا أقصد به الإسلام الديمقراطي السخيف الذي أستطيع أن أجزم بأن أهله لا خير فيهم لأنفسهم وأهليهم، لأن من لا خير فيه لدينه لا خير فيه لأي شيء آخر، ولو لم يضعوا القناع الديني على وجوههم لما قلت هذا، لكن جرمهم أعظم من جرم الديمقراطيين الآخرين.
لهذا يحارب العالم الملحد الشيطاني الإسلام بشراسة، ويريد القضاء على البقية الباقية منه بالحريات والديمقراطيات كما يحدث في هذه الأيام في السعودية مثلا، وفي كل مكان ، ولن يفلحوا في ذلك، لأن وراء هذا الدين الخالق الجبار الذي إن نصره المسلمون بالعودة إلى دينهم ونبذ ما يخالفه وأوله هذه الديمقراطية الملحدة الفاجرة التي رأينا شؤمها على مجتمعاتنا ، لنصرهم وأعزهم !
والآن بإمكانك الإجابة على السؤال: من وراء تخلف الأمة الإسلامية وهل أنت مساهم فيه ؟
فما هو جوابك يا ترى ؟

26. يونيو 2018 - 21:59

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا