محطات في تاريخ العرش "العلوي" / سيدي محمد ولد ابه

-1- احتضنت الرباط مؤتمر القمة العربية يوم 13 سبتمبر 1965، برئاسة الملك المغربي الراحل الحسن الثاني، الذي وافق على تجهيز جناح كامل ملاصق لقاعة الاجتماعات في الفندق لصالح الموساد الإسرائيلي، لتسجيل وقائع القمة، لحظة بلحظة.

وحسب "يديعوت احرنوت" فإن التسجيلات والوثائق التي حصل عليها الموساد بينت أن "جميع قادة الجيوش العربيّة أكّدوا خلال إلقائهم لكلماتهم 

في المؤتمر على أنّ الجيوش العربيّة مازالت بعيدة عن أنْ تكون جاهزةً ومُستعدّةً لخوض الحرب ضدّ إسرائيل."

وكانت هذه المعلومات أكبر حافز للجيش الصهيوني للتخطيط لنكبة يونيو 1967 التي اجتاحت خلالها إسرائيل القدس الشرقية، وغزة، والضفة، والجولان..

يقول حسنين هيكل إن ما حدث في قمة الرباط تكرر في العديد من القمم العربية اللاحقة والتي كان المغرب يحرص على استضافتها، وهذا حسب هيكل ما يبرر انعقاد أغلب القمم العربية الطارئة في المملكة.

-2-

تقول التقارير الصحفية التي نشرت ما بين 2011 و2013 أن المغرب (الرسمي) قرر الاستحواذ على أملاك ليبيا دفعة واحدة، مستفيدا من حالة التشظي والفوضى الأمنية والسياسية التي تسيطر على المشهد، وفي ظل غياب أي سلطة يمكنها أن تسائل المغرب أو تتقفى آثار ثروة الشعب الليبي، التي أودعها لشقيقه المغربي، دعما للتنمية وتشجيعا لاقتصاد بلد يترنح بسبب قيود واشتراطات المؤسسات المالية وفساد النظام الذي يحكمه.

حاول "النظام" التي استولى على السلطة في ليبيا عام 2011 والمعروف بـ"المجلس الانتقالي" أن يخاطب المغاربة في شأن الاموال الليبية لكن محاولاته ولدت ميتة بسبب تصامم العرش "العلوي" ورفضه التعاطي مع سلطات طرابلس.

فقد تحولت استثمارات ليبيا -11 مليار دولار- أثرا بعد عين، فقد اعتبرها "أمير المؤمنين" غنيمة وقعت في يده دون أن يخوض في سبيلها نزالا.. هي هدية "إلهية" إذن لرئيس لجنة "القدس" وحامي حمى "الإسلام والمسلمين"،  تنضاف لجبل أمواله التي جمعها بطرق شتى، منها المباح وغير المباح، والسري والعلني، وما بين هذا وذاك في رحلة رفعت صاحب الجلالة إلى مصاف أثرياء العالم (46 مليار دولار قيمة ثروته الشخصية(.

-3-

عام  1989 نشبت أحداث مأساوية بين موريتانيا والسينغال، وقف حينها عاهل المغرب إلى جانب الشقيقة الجنوبية، مؤازرا ومحرضا ومسلحا ومدربا، لكن العلاقة التاريخية والتمازج العرقي والثقافي بين موريتانيا والسينغال حال دون الوقيعة وأخمد جذوة الحريق التي أشعلها "أمير المؤمنين".

وفي العام 2008 وقف المغرب في ظل الأمير الجديد ضد حركة التصحيح وعملت دبلوماسيته على تشويه صورة "الانقلابيين" خارج الحدود، لأن القادم الجديد في جارته الجنوبية يحمل مشروع دولة مختلف، عما عهدته سلالة أمراء الرباط.

عملت المغرب على إجهاض القمة العربية في نواكشوط 2016 بعد أن بهرتها نتائج رئاسة موريتانيا للاتحاد الإفريقي 2014، وحاولت اليوم إفشال قمة نواكشوط الإفريقية التاريخية.. مسلسل لا ينتهي من التأمر والحقد، كانت آخر تجلياته خلو رسالة الملك إلى القمة من أي ذكر للبلد المضيف أو لرئيسه مع أنه جار وشقيق..

وصدق من قال:"جيران السوء أذى لا يكفّه سوى الرحيل".. فأني لنا أن نرحل أو يرحل..

3. يوليو 2018 - 13:59

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا