يعيش الفرد اليوم وسط غابة من وسائل الإعلام، فهناك حوالي 11800 قناة فضائية تلفزيونية مفتوحة، وحوالي 44 ألف إذاعة موجهة، وحوالي مليار موقع وصفحة انترنت، و3 مليار مستخدم لوسائل التواصل الاجتماعي، و3 مليار هاتف خلوي منها 2 مليار هاتف ذكي حول العالم، وهناك ما يقارب 6100 معظمها أصبحت تبث عبر الانترنت
أصبح الإعلام صناعة سياسية وثقافية خطيرة، ولهذا أضافت معظم وزارات الدفاع أقسام متخصصة في حروب المعلومات، منذ تحوَّلت الحروب من مواجهات مباشرة بين جيشين متنافسين للسيطرة على الأرض والتوجيه المعنوي، تراجع دور الصحافة الورقية فى السنوات الثلاث الأخيرة فى حين تنامى دور المورثات الجديدة "للفوضي الخلاقة" للزواج المريب ل"ثوار الرحيل" و"التكفيريين" واعلام"الهرج والشتائم"، وتجار الحروب المدمرة للدول وللقيم ولرموز الاستقرار.
وحين افتقر الفاشلون في موكب شعار: حاصر، وشعار: اقتل، وشعار: ارحل، وشعار:الثورة القانية بدماء الأبرياء، قرروا تغيير مواقعهم، و خوض حرب نصفها "خشن" وثلثها "ناعم" ، وأصبح "البشمركة" الجدد ناطقون باسماء مستعارة ، ومواقع ألكترونية مؤجرة، تارة يهاجمون الرئيس، وطورا يتحدثون باسم الأغلبية، وطورا يهاجمون الناطق الرسمي باسم الحكومة، وبالصدف يكونون محامين عن الحزب الحاكم، ومهاجمين للديوان، ومحاربين قدماء يقرأ كهنتهم خفايا ما تكتبه الأقلام المناهضة لفكر "الردة الجديدة" و فكر " الحاكمية الأفلة"..
جرب هؤلاء التخندق مع الخصمين معا ، فأصبحوا محللين ، وموجهين في الأحزاب النقيضة لتوجهاتهم ، وضيوف شرف بل وسائسين لوسائل إعلام عمومية تم اختراقها وتدميرها بشكل ممنهج، وتحولت فجأة وسائل مؤسسات و شخصيات نافذة إلى أزلام لتخرصاتهم، ومربضا لأعلافهم.
بعد سنوات من ممارسة طقوس الافتراء والكذب ، ومهاجمة الأبرياء بسلاح التكهن و"التحليل القذر" ، هذه المرة لن تمر الرسالة، ولن يفتح صندوق البريد الذكي ، لمرامي شفرتها.
حربكم هذه فشلت، وحرباء التخندق التي تمتهنون منذ خمس سنوات، أطلقت آخر طلقة غير ذكية لها.