عهدت مقاطعة الطينطان في الحقب السياسية السالفة في اغلب المراكز الانتخابية لصالح الأحزاب السياسية المعارضة وخاصة حزب التواصل (الإسلاميون) الذي ظل يسيطر على معظم الدوائر الانتخابية في بعض المراكز بالمقاطعة.
وقد دخل حزب الاتحاد من اجل الجمهورية على الخط وهو الحزب الذي أسسه رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز واستطاع أن يزيح حزب التواصل
عن بعض الدوائر التي كانت لصالحه في المقاطعة ومن أهم تلك الدوائر عمدة البلدية المركزية للمقاطعة.
بدأ الحزب التغلغل في الوجهاء السياسيين والاجتماعيين للمقاطعة واستطاع بحكمة وحنكة أن يستقطب الجميع بسياساته المحنكة والمعقلنة الصادرة من القمة.
فالمسار الاستصلاحي الذي مر به الحزب والذي سهر عليه الطيف السياسي إبان أيامه التشاورية التصحيحية، بدأت تظهر نتائجه بارزة على عموم التراب الوطني ففكرة الوحدات السياسية والقطاعات والفروع والمندوبين الدائمين التابعين للحزب مكنت الحزب من السيطرة على كل المراكز الانتخابية بشكل يجعل من اللجنة المكلفة بالترشح قادرة على اتخاذ القرار المناسب في اختيار المرشح المناسب حسب شعبيات الأحلاف السياسية المنضوية والتابعة للحزب نفسه والذي يجعل نجاح المرشح سهل أمام خصمه من احزاب المعارضة و الأحزاب الأخرى مما لا يترك مجالا للخسارة في السباق الانتخابي المرتقب للحزب الحاكم.
تشكل مقاطعة الطينطان نزاع سياسي منذ ظهور حزب التواصل فيها حيث ظل مسيطرا عليها إلا أن أجريت الاستحقاقات النيابية والبلدية 2013 والتي تمكن الحزب الحاكم بمرشحه الدبلوماسي السابق محمد الأمين ولد خطري بأخذ منصب العمدة وكان ذلك في الشوط الثاني من للانتخابات بينما كان النواب من نصيب التواصل في الشوط الاول بمرشحيه سيد محمد ولد السيدي و فاضل ولد احمد سعيد .
في سنة 2016 استقال النائب السابق للمقاطعة ورجل الأعمال سيدي محمد ولد السيدي عن حزب التواصل الذي كان يعتبر من اهم شخصياته السياسية مما شكل للحزب آنذاك صدمة سياسية موجعة على مستوى المقاطعة بل على المستوى العام.
اليوم ولجت أوجه سياسية جديدة تمثلت في تشكيلات للأحلاف السياسية التابعة لحزب الاتحاد من اجل الجمهورية وتضم وزراء سابقين ونواب و عمد وشيوخ وأطر ومثقفين و رجال أعمال واعيان ووجهاء المقاطعة يعملون بكل جد واخلاص كل حسب جهده هدفهم الوحيد هو الحصول على كل الدوائر الانتخابية لصالح الحزب الحاكم مما يجعل المقاطعة على وشك تحول سياسي مرتقب.
ستمر المقاطعة حسب الحركة السياسية المتواجدة فيها هذه الأيام منعرجا تاريخيا حاسما يجعلها تلبس حلة جديدة وذلك نتيجة للأوجه السياسية الجديدة والمثقفة، و التي تسهر على تطوير المقاطعة في شتى المجالات السياسية والاقتصادية والتنموية والثقافية والاجتماعية مما يعيد للمقاطعة هيبتها ومكانتها اللائقة بها.