تمضى عجلة الزمن على مضض ويبدأ منحنى التاريخ تصاعديا شكلا وفى الهبوط حسابيا ,هكذا هي دورة الحياة أوصيرورة التاريخ فزيادة مؤشِرِ عدَّاد الوقت تعنى الأقتراب من خط النهاية وهو مالايستحضره اصحاب الذاكرة الضعيفة لإقتناص عامل الوقت والسباق مع الزمن،
لاتسير الحياة على وتيرة ثابتة وإنما تتغير بتغير وتبدُل المناخ وتعاقب الجديدين ,لكن مالم يتغير ولم يتبدل ومنذ أن اصبحت أراقب البيئة
التى وجدتنى ضمنها هو تفكير شريحة عريضة من المجتمع بنفس التفكير الذى كان سائدا خلال أيام السيبة كما يحلو للبعض تسميته ولعل مرد هذا النوع من التفكير هو غياب الوعي المدنى وترسيخ الأمية السياسية والأبجدية الطائفية بفعل تعاقب أنظمة متعددة تخدم رأسها قبل أن تخدم قاعدتها
لو كان التاريخ فى صالحنا لتضافرت جهود الحكومة والشعب وانصهرت فى بوتقة واحدة وتحدت معطيات التاريخ والجغرافيا وأخذت بعين الأعتبار معادلة الموارد الاقتصادية التى منَّ الله بها علينا مقارنة بتعداد سكاننا الذى لم يصل بعد أربعة ملايين نسمة واستثمرت هذه الإمكانيات الطبيعية والموارد البشرية فحتما سنشهد نهضة نوعية يتناغم فيها الطبيعي والبشري مُجسدين لوحة فنية معالمها الكبري تنمية مستديمة ورخاء اقتصادي واستقرار سياسيى .
لاتزال بلادنا رغم بلوغها سن الرشد وتجاوزها سن الفطام تعانى اختلالات تحتاج تشخيصا فَمُعالجةً ولعل أهم تلك الاختلالات يكمن في معالجة المنظومة التعليمية التي تعتبر حجر الزاوية في الإصلاح وصناعة الكادر البشري المؤهل والإلتفات إلى شقيقتها المنظومة الصحية هي الاخري ومحاولة هيكلتهما هيكلة عصرية والإستثمار فيهما وإبعادهما من حقل التسييس ، فضلا عن مراجعة نظام الرواتب والعلاوات ومراعاة الكفاءة في التعيين قبل الولاء الحزبي والسياسي ومحاربة عقلية عبادة الكهنوت .
إن بناء الدول يقتضى السماع للنقد البَنَّاء من الموالاة والمعارضة ومن خارج المؤسستين واستشارة اصحاب الرأي وأهل العلم والورع ومعاينة الأحياء الشعبية والوقوف على أوضاع سكانها عن قرب في بيوت القصدير والزنك وتحت حرارة الشمس الحارقة أحيانا والبرد القارس أحيانا أخرى بعيدا عن جنان القصور ونسيم البحر ورائحة الورود والزهور والإحساس بالمسؤولية التي يوازيها خوف من حقوق الرعية منبعه الإسلام والإيمان.