غوغائية لترسيخ العبودية / أحمد ولد جدو

altبعد حالة الهرج والمرج والتشجنج والغضب والغليان والزعاق التي حدثت بعد حرق "بيرام "لبعض الكتب الدينية التي يعتمد على الشعب الموريتاني وفقائه ...والتي اصبحت تلامس وجدانهم وتعد من مقدساتهم ومن خطوطهم الحمراء التي لايمكن تجاوزها أو المساس بها .

أصبحت أسمع أصوات يطبعها الحقد والعنصرية تتعالى وتخرج من الجحور المنتنة تقول أن العبودية غير موجودة وأن بيرام فعل هذا لان الدولة لم تأد تحركاته المناهضة للعبودية في مهدها.

حتى أنني صمت أذني من الخطابات العنصرية التي بثت في كل مكان حتى تشبع منها الشارع ...فأكثر الجمل التي أسمع هذه الأيام .

هم فعلوا هذا لانهم أصبحوا يجلسون معنا على فراش واحد ...فعلوا هذا لان أصبح منهم الوزير والحاكم والنائب ...فعلوا هذا لانهم شبعوا .

علينا إعادتهم لاصلهم علينا إيقافهم عند حدهم ...كفانا تساهلا وخوفا من منظات حقوق الانسان ...هم ليسوا بشرا ولاحقوق لهم .

وأصبح الخطاب الرائع الذي تطرب له الاذان ويصفق له النظام هو إنكار وجود العبودية في مورتانيا ...فالحديث عنها يسبب الازعاج لصاحبه بل يتهم بالتأمر مع بيرام ودعمه .

هذه الحالة المرضية ان استمرت قد تقضى على تماسك هذا الشعب لذا يجب التنويه أن العبودية موجودة ولايمكن إخفائه بالهرج والمرج وايصال الشعب الى الحالة الغوائية ... وأن بيرام لايعني العبودية لذالك ...ساسرد قصصا من واقع عبيد موريتانيا .

العبودية موجودة باقرارالقانون :

قام القضاء الموريتاني هذه السنة وفي سابقة من نوعها باصدار حكم بحق اسرة موريتانية كانت تستعبد الطفلين "سعيد "و"يرك" بالسجن والغرامة ، حيث أكدت المحكمة الجنائية بنواكشوط أن الطفلين خضعا للممارسات الاسترقاقية من قبل أسرة موريتانية.

فقد ذاق الطفلين في كنف هذه الاسرة مرة العذاب وعاشا عبدين مستغلين من طرف هذه أفراد الاسرة وحرموا من التعليم ومن طفولتهم ومن إنسانيتهم ...عاشوامحتقرين منبوذين كالحيوانات .

عبودية ونخاسة وإغتصاب :

قبل أشهر كشفت "حركة الحر" عن قضية طفلتين هربتا من مالكهم الذي كان يؤجرهم للعمل.

احدهها تبلغ من العمر 14 عاما ولديها طفل نتيجة تعرضها للاغتصاب من طرف احد الراعاة الذين يعملون عند الشخص الذي أجرها له مالكهم .

والاخرى تبلغ من العمرعشرة سنوات فقط لم تعرف يوما طفولة بريئة، وعاشت حياتها معذبة تتعرض للضرب بشكل يومي من مالكها .

وكذالك يمكن أن نذكر قضية أمباركة من أساتيم التي تعرضت هي الاخرى للاغتصاب من طرف مالكها.

هذه القصص غيض من فيض ففي القرى الموريتانية مازال الرجل يدخل على "أمته " بدون عقد لانها ملك يمنيه.

والاطفال يحرمون من التعليم ومن طفولتهم من أجل خدمة أسيادهم .

فالعبودبة ظاهرة للعيان ونكرانها جريمة وكبيرة ولن يتسبب إلا في مزيد من الاحتقان والاستقطاب العنصري الطبيقي.

فالعبيد لن يظلوا ساكتين ومواجهة العبودية بالقمع والتنكيل والخطاب المتطرف المضاد لن ينتج عنه إلا تطرفا وحقدا وصراعا .

فتطرف بيرام مثلا هو نتاج هذه الاستقطاب وحرقه للكتب التي يقول أنها تمجد الاسترقاق ماهو إلا ردة فعل على هذه الحالة .

فهو نتاج دهر من الدونية والاستعباد والاسترقاق .

فمثلا عندما أحرق بيرام الكتب الدينية قامت الدنيا ولم تقعد لأنه ينتمي لطبقة "الحراطين"...في حين موريتانيا يتجول فيها من سنين من يدعي أنه"المهدي المنتظر "من دون أن يتعرض له أحد بكلمة فقط لأنه "بيظاني ".

لذى من اللازم ان نحاول معالجة هذه القضية بالحوار الحقيقي الذي يشعر فيه كل طرف أنه ذا راى وان مسموع الكلمة.

لا أن يكون مجرد مستمع... حوار حقيقي تطبعه الندية ...فالتكن الحجة والبرهان هم الفيصل في القضية ومن يقدم فكرا أنضج يطبق.

أما دفن الرأس في التراب كالنعامة وإنتهاج أسلوب الغوغاء لن يكون إلا طريقا إلى خلق شعب غوغائي متنافر متصارع .

30. نوفمبر 1999 - 0:00

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا