حينما قرروا منحنا الإستقلال والتخلي عنا إنقسمنا قبائلا وشعوبا وتحولنا إلى وحوش كاسرة وجدت نفسها خارج الأقفاص فارادت أن تتأكد أنها فعلا تحررت ومارست سلوكها الفتاك لتأكيد ردة فعلهم فلما قطعت الشك باليغين دخلت غابتها وكشرت عن أنيابها وحطمت آمالها وتحكمت تحكم الغالب المنتقم من بقاعها وأصقاعها وتكالبت علي مراتعها حتي قضت علي يابسها قبل أخضرها وعملت كتائبها
علي تكريس الصورة السوداء حتي عند النطفة والعلقة، وفي كل مرة يتحرر أحد سجناء الوطن الخديج يركسوه في جحيمها ويردوه مكرها لوكرهم بمكرهم ،ويغيروا الميثاق، فقد عثروا عليه في تابوت تركه السادة مع بقية مبتذلة من نصائحهم وتعاويذهم ويوميات ماجنة أفسدت كثيرا من براءة ونبل أحفاد الفاتحين وقوافل الداعين إلي الله وجموع المتحررين الباحثين عن وطن لا تحجب شمسه بمرسوم ولا تخضل أرضه بدماء ضحايا طلاب اللهو والمجون وبناة القصور والسجون من ورثوا الله عنوة علي أرضه وسادوا بالظلم والقهر خلقه وأمنوا إستمرار ظلمهم بتواطئهم مع عدونا وصديقهم وظنوا أنهم أحكموا قبضتهم ونسوا أن تحت الرماد اللهب
لاأحد يمن علينا أنه صنع لهذ القطيع وطنا جامعا مانعا ولايستطيع مكابر إنكار المحاولات الجادة لصناعته التي تتسع دائرة المشاركة فيها كلما تقدم بالوطن العمر رغم العوائق و المصائب والمحن ورغم تراكم أخطاء القطيع منذ دخل أو أدخل الحظيرة والعبرة ليست في من دخل ولامن هيأ السياج العبرة في الحصاد ،في النتيجة ،في تحصين المكاسب ومواصلة الطريق ،العبرة في التمسك بنياشين الإعتراف بالجميل وتسجيل الإنطباع الموضوعي عن فترات تاريخنا المضيئة والمتصلة باحوالنا والداعمة لمحاولاتنا إعادة التأسيس مع تمسكنا الشديد بالجهود الجبارة لكل من شارك في معركة تأسيس الوطن الأزلية فإعادة التأسيس ليست هدما للأسس السليمة ولن تكون محرقة للحظات تاريخنا الوهاجة فهي صيانة المكاسب وإضافة المتطلبات المتجددة وتصحيح ما أفسده الدهر وأصحاب النفوس المريضة والأهم أنها التأكيد المادي لفعل الصواب وترجمة أحاسيسنا بالوطن وببعضنا البعض..