إنشاء قصر المؤتمرات المرابطون إنجاز عظيم. فهو مفخرة البلاد. وليس أدل
على ذلك من ارتياح المشاركين فى القمة الإفريقية الأخيرة والذين لم
يتوقعوا أن تحتضنهم جوهرة كمثل هذا القصر.
وقد عبروا عن اندهاشهم بهذه المعلمة التى شيدت فى وقت قياسي وبخبرة وطنية.
الحقيقة أن هذا الانجاز أمر خارق من عدة جوانب. فهو دليل على الإرادة
الصادقة التى تحدو الرئيس محمد ولد عبد العزيز في تحقيق الاستقلالية في
كل شيئ. فلم يشأ أن يعجز بلده دوما عن استقبال القمم لأنه لا يتوفر على
البنية التحتية. إلى متى ستظل البلاد فى هذا العجز؟ سؤال يطرحه سياق
الواقع لكن الإجابة عليه كانت سريعة. ستزول هذه الوضعية وستصبح البلاد
تتوفر على بنية تحتية تضاهى ما هو موجود فى الدول المتقدمة.
وكان الانجاز سريعا فتم تشيد قصر روعة امتد على مساحة 12 هكتارا ويتسع
لسبعين وفدا وضم آخر صيحة من التجهيزات. وعقدت فيه قمة إفريقيا وانبهر
الضيوف بالتحفة المعمارية.
ليس هذا هو المهم فقط بل الأهم هو الإرادة التى مكنت من هذا.
فكم عشنا من أحكام متعاقبة ولما يتمكن أي منها من القيام بهذا الفعل.
والإرادة الصادقة هنا هي التى يمكن وحدها أن تجعل البلد يخطو دون تريث
وبثبات نحو الأفضل. أي نحو الأمام. الأمام الذي يقدم ولا يؤخر يرسي قواعد
النمو ويزيل العراقيل.
وإلي جانب ذلك فقد وفق القائد محمد ولد عبد العزيز فى الإختيار حين ولى
الأمر لمن يتقنونه. فقد أعطى القوس باريها باختياره للشخصية الدولية ذات
الكفاءة العالية والخبرة المتميزة على رأس دبلوماسيته لتقود عملا
دبلوماسيا ممتازا كان السياق بحاجة إليه، الدبلوماسي المحنك اسماعيل ولد
الشيخ أحمد .فموريتانيا ستستقبل ممثليين من كل بلدان القارة السمراء وهو
ما يحتاج الخبرة اللازمة دبلوماسيا بعد أن وفرت على الميدان الآليات
والتجهيزات.
وبالفعل نجحت البلاد في تنظيم حدث دولى من أعظم التظاهرات دون أية حادثة.
والأمر الشديد الأهمية أن التجربة حصلت والتجهيزات أصبحت موجودة
والإمكانيات البشرية والمادية متوفرة. البلاد اليوم مهيئة لإحتضان أي حدث
دولي مهما كان نوعه سواء تعلق الأمر بالقمة الإسلامية أو دول افرقيا
والمحيط الهادى والكاربى أو غير ذلك