القراءات المتباينة لخطاب رئيس الجمهورية كانت متوقعة؛ لكن تميز جزء منها بالتحامل وفي بعضها بالافتراء؛ كشف أن الخطاب في مجمله أصاب في مقتل..
عندما تباري البعض في عزف سيمفونية مشروخة وأختار آخرون النكوص بمعناه النفسي في هروب مكشوف من الحاضر تكريسا لماضي يستحيل بعثه باستثناء أصوات مبحوحة تأتى من هنا وهناك مذكرة الموريتانيين بأن قدرتهم على التسامح والنسيان تجاوزت كل الحدود..
لقد كانت هذه القراءات منعكسا موتورا كشف أن الحقيقة دوما ستبقى مؤلمة؛ مهما حاولنا إخفاء ذلك وغلفنا ألمنا بمسحة أخلاقية دفاعا عن قيم كنا أول من داسها بهتك أعراض الغير الذي لم يستثنى أحدا في سقوط مريع اعتبره البعض شجاعة حينها ولما شرب من ذات الكأس تذكر أن للخطاب السياسي حدود علينا أن لا نتجاوزها.. نبل جاء متأخرا..!
لو ضربنا صفحا عن الحديث المعاد.. واستنساخ لما كان يوجه للأنظمة السابقة من انتقاد، مازال البعض يكرره بشكل ممل، مستبدلا التواريخ والارقام والأسماء والملفات.. مع إضافة بعض التوابل لإخفاء أسلوب النسخ واللصق الذي ينم عن ارتهان لماض لا يستطيع البعض تجاوزه؛ فإنك ستجد أن القراءات كانت مبتسرة ضعيفة الحجج منافية للمنطق يعافها العقل الراجح..
كان على الرئيس أن يترفع.. كلمة حق أريد بها باطل، وما لم يفهم البعض أن الرئيس تخلى عن أسلحة الرؤساء السابقين من سجن وتشريد ومصادرة لأموال المعارضين ما كان يغنيهم عن الرد ، مفضلا نزالا فكريا إيمانا بالديمقراطية مما أغاظ البعض الذي تعود أن يصول ويجول في هذه الساحة التي حسبها حكرا عليه..
إن القراءة المزيفة لا يمكن أن تنتج إلا التهافت؛ فالاستنجاد بقراءة الحركات والقسمات كشف عن جهل فاضح بهذا الفن، فحول الانفعال من حجم التلفيق إلى ارتباك، والألم للجرائم التي ارتكبت في حق هذا الشعب إلى خوف والحماس الذي أثاره الحضور الغفير إلى رعب، وتوصيف وقائع رأيناها وسمعنا عنها تحول إلى أكاذيب، وطلب إنزال اللافتات التي تحرم جمهور الصفوف الخلفية من رؤية مخاطبهم تحول إلى عصيان مدني.. ترى من يكذب على من؟
*ابتسر الرأي أبداه قبل نضجه، ابتسر الحاجة ونحوها طلبها في غير أوانها أو موضعها.