القاطن مدينة نواذيبو هذه الأيام يشاهد بشكل مفضوح "إعادة" مشبوهة ل "طريقة" ولد الطايع في حشد القبائل وإرسال "بعثات" الحزب "المطبل" البئيس قبل مقدم الرئيس،
فتسمع في كل مرة عن اجتماع قبلي هناك وعن آخر يتصدره "وزراء" و"مدراء" يبشرون بمقدم "رئيس الفقراء" لمدينة منسية من يوم ولدت، تستلقي كل ليلة في وقت متأخر من "محاربة الفساد" على محيط يزخر سمكا وتستيقظ كل صباح من نعاسها الطويل على ضجيج قطار يمتلئ حديدا ، حظها من الأول "روائح كريهة"تنبعث من مصانع "دقيق السمك" تغتال نسائم البحر العليله، ومن الثاني ضجيج قطار يصك الآذان ويواصل نهبه السرمدي لمعادن الوطن النائمة ناحية "كدية أجل". فهل لمقدم "البعثات" من معنى ؟ ...وفي "أحياء الترحيل" تم التخلص من "الفقراء" وتركوهم هناك يتقاسمون زمهرير البرد في أكواخ بالية، ينتظرون كل ليلة قدوم كاسبهم بعد رحلة طويلة من البحث عن سيارة أجرة تجفل من كل واقف ينطق هذا الاسم : "الترحيل" والذي أصبح أخيرا مكبا للنفايات ، وفي حي "الجديدة" هدمت دور على أهلها بحجة القضاء على "الكزرات" ونسي أصحاب القرار أن وطننا بأسره ماهو إلا "كزرة" مختطفة ليس لأصحابها "حق شرعي" في امتلاكها. هل لمقدم "البعثات" من معنى و"الصين" تسابق الزمن ناحية "الميناء" للإجهاز على الباقي من أسماكنا البريئة...أي معنى وليس لنا في هذه المدينة من مغنم سوى "مناخ بارد" وهبه رب العباد لهذه الأرض، أما غير ذلك فأسعار لاتعرف سوى الصعود، فمتى تهبط يوما أسعار "قنينات" الغاز!! متى يعود لسالف عهد "أرزنا" و"سمكنا"، ليس في زمنكم سيدي الرئيس-حتى الآن-. سيدي الرئيس لقد شاهدنا "البلدية" تشمر عن ساق الجد - وهي ساق هزيلة- مدشنة حملة تنظيف لأحياء"الترحيل" و"النيمروات" و"الجديدة" و"لعريكيب" ...احتفاء بمقدكم وكأن أهل الأرض الماكثين فيها منذ زمن ليسوا سوى "نفايات" لا تضرها النفايات، وحين تغفلون من سفرتكم الميمونة سوف يعود الحال كما كان قمامة في كل مكان ، قمامة جريئة تحتل وسط الطريق المعبد في غفلة من "البلدية" وعمالها..لا بل بمباركتها،،فأي معنى إذا لزيارتكم سيد الرئيس والحال كماترى... سيدي الرئيس إن أردت المجيء إلينا فلتأت بلا مقدمات بلا رتوش،الناس هنا ماعاد يأسرها خطاب عن محاربة "الفقر" و"الفساد" وواقعها يشهد خلاف ذلك، سئمنا من "تلفزتنا الوطنية" وهي تكرر مأساة الإعلام وتعيد إنتاج نفس المقاطع لاأحد يستمع إليها فالناس هنا في شغل من أمرهم. إذا قدر وأن قدمتم إلينا فلتترجل سيدي الرئيس ولتدخل المدينة دارا دارا زنقة زنقة وسترى حالها وحال أهلها ، أما مايطبخ في الإعلام فلاعلاقة له بواقع المدينة إنما هي "تجارة" يأكل بها بعضهم على حساب البسطاء من الناس. لطالما بالغت المدينة في صمتها وهدوئها المهيب ولكنها اليوم تأن وتصرخ فلتسمعوا صراخها سيدي الرئيس،وإياكم وحديث قوم قدموا بمقدمكم وسيغفلون بسرعة بالغة يوم تنهون زيارتكم،الباقون في الأرض هم أهلها لاأولئك القادمون برجلهم وخيلهم ومالهم يريدون اقتطاع يوم من الزمن ملفوفا بزينتهم و"أشيائهم"التافهة ليوهموك أنه يوم عادي من أيامنا ، كلا سيدي الرئيس فأيامنا غير ذلك، فلاتدعهم يغالطوك كما فعلوا من قبل بسلفكم وهم مستعدون الآن لفعل ذلك بخلفكم. سيدي الرئيس إذا أردت القدوم إلينا فلتخطب في أحياء "الترحيل" ولتتجول هناك لترى مأساة وزارة الإسكان والإعمار،ماأسكنت أحدا وما عمرت أرضا،لكنهم سيأتونك بثلة من المغرر بهم ليوهموك أن الناس بأحسن حال،لاتستمع إليهم فإنما هي حيلة من حيلهم الأصيلة. وأخيرا سيدي الرئيس دعني أهمس إليك فالهمس أولى من الصراخ: • إن كان بإمكانكم تأجيل الزيارة لأجل غير معلوم فذلك أحسن لأن أحلامنا لا تزال مؤجلة لأجل غير معلوم. • إذا كان بإمكانكم نسيان زيارتنا للأبد فلتفعلوا فإن مدينتنا منسية منذ أمد.