حقيقي علي في هذا المقال أن لا أقول إلا الحق بكل تجرد وإخلاص، ذلك أن دافع الغيرة على الوطن وحب تماسك أهله ووحدته هو ما دعاني إلى كتابة هذه السطور المتواضعة.
إنه منذ زمن ليس بالقريب وأنا أسمع عن السيد بيرام ولد اعبيدى، حيث كنت أظنه شابا موريتانيا لديه وجهة نظر خاصة في موضوع معين، وأنا بطبعي الديمقراطي والتحرري أحترم رأيه كثيرا، بل كنت أدافع عنه في بعض الأحيان إذا ما حاول أحدا انتقاده.
فعندما أعلن عن تنظيمه الذي سماه "مبادرة الانعتاق" لم آخذ عليه ذلك واعتبرته مجرد تنظيم كغيره من التنظيمات المتواجدة في البلد بكثرة.
وعندما تمت إقالته من لجنة حقوق الإنسان قبل أربعة أشهر من الآن انتقدت ذلك الإجراء كثيرا، واعتبرته إجراءا غير عادل في حق السيد بيرام.
نفس الشعور هو ما انتابنى عندما قيل أن السيد بيرام تم منعه من السفر، وسحبت الداخلية جواز سفره، لأنني أرى أن دولة تدعى الديمقراطية لا يمكنها أبدا أن تمنع أحد مواطنيها من السفر دون بينة تذكر، ولأن ذلك الحق يكفله الدستور.
لكن عندما بدأ بيرام ولد اعبيدى يظهر على حقيقته، ويتجلى كنه ما يدور في خلجاته، بدأت أتريث قليلا قبل تقييمى لمواقف هذا الشخص.
إن السيد بيرام ولد اعبيدى اليوم – من وجهة نظري - تجاوز كل الخطوط الحمراء، فه الذي دأب مؤخرا على التفوه بكلمات تتنافى مع روح دستورنا الوطنى منها: (دولة البيظان، مجموعة الأرقاء، عبيد موريتانيا..)، هوالذى دعا جهارا نهارا فاتح شهر مارس الماضى
ما يسميه "الأرقاء" إلى "الاستقالة الجماعية من الجيش".
ولم يكتفي هذا الشخص بذلك وإنما سب خيرة علماء البلد ونعتهم بأوصاف يأبى لساني عن نطقها، ويعجز قلمى عن كتابتها، بل وزاد على ذلك بالدعوة إلى عدم الصلاة خلفهم.
لقد أظهرت تصرفات بيرام وتصريحاته بأنه شخص غير وطني، فكيف بمواطن مخلص لوطنه يتمنى أن لا تجد بلاده أي دعم، بل طالب المانحين الدوليين بعدم إعطاء أي قرض أو تعاون للدولة الموريتانية.
إن طرح بيرام وأفكاره تتناقض مع الدين الاسلامى الحنيف حين يدعو لتعديل القانون الموريتاني من أجل مساواة الرجل والمرأة، أليس هذا تناقض مع نص القرآن الكريم؟
إنه لا يختلف اثنان أن مواطنا يدعوا إلى التفرقة، ويحرض على الفتنة يعتبر خارجا على
القانون، وليست تصريحاته النارية التى أطلق اليوم بمناسبة تخليد اليوم العالمي للعبيد إلا دليلا صارخا على صحة ما أقول.
وعموما فإن السيد بيرام ولد اعبيدى لم يعد حقوقيا طبيعيا يدافع عن الانسانية، ولم يعد سياسيا يسعى لتحقيق غايات معينة في حدود قيم المجتمع ونظمه، وإنما بات يتاجر جهارا بادعاءات لا أساس لها من الصحة، ويحمل فكرا دخيلا على مجتمعنا، ولا شك مدعوما من لدن جهات معادية لهذا البلد وتطمح إلى تفكيكه لاقدر الله.
إن ما يتفوه به هذا الشخص من حماقات لم تعد تحتمل، ولذا فإنه من الواجب علينا جميعا تقديم النصح لهذا السيد بأن يكف عن هكذا تصرفات، وفي حالة تماديه على زرع الك والشقاق بين فئات المجتمع فإنه بات يتعين على الدولة أن تتخذ اجراءات صارمة لإيقافه عند حده، وتقديمه لمحاكمة عادلة، تكون درسا له ولأمثاله من دعاة التفرقة والفتن.
فالبلاد بحاجة إلى من يوحد كلمتها لا من يفرق شملها، ويذكى النعرات الفئوية والعرقية فيها، فالمصلحة العليا للبلاد لابد أن تكون -دائما- فوق كل اعتبار.