لم تغب كثيرا ألإنتخابت عن الوطن عدى ماكان من إنقطاع مؤقت عشية تغيير النظام سنة 1978 وحتي الإنتخابات البلدية في 1986 ولقد ظل الساسة وقادة الرأي يتبادلون الإتهامات بالتزوير و بالتدخل السافر أحيانا والمجحود دوما من طرف السلطة القائمة وتأثيرها العنيف على رأي الناخب وتوجيه تصويته ، وضعف تمثيل الشعب ،تزامنت هذه الظاهرة مع ميلاد الدولة وواكبت تطور حكمها على أختلاف حكامها واليوم تشهد
الساحة إكتظاظا غير مسبوق بالمترشحين وهي ظاهرة غريبة علي ديمقراطية ناشئة في بلد إفريقي تعصف به مخاطرالأطماع الخارجية الحاقدة وضعف تماسك الجبهة الداخلية وهشاشة الموروث المشترك وتشويهه وتزييفه وإنكاره فهل تقتضي الديمقراطية فعلا أن أُرَشَحَ وإلا سأُرشح نفسي وأُغَير فريقي القديم وفي زمن وجيز أصنع فريق دعمي الجديد في التشكلة السياسية الجديدة ؟
علي أصحاب ألإختصاص أن يدرسوا جيدا هذه الظاهرة وأسبابها ونتائجها وتأثيرها علي تماسك المجتمع وعلى الوطن الحائر أمام هذه الظاهرة الغريبة لشعب قرر فجأة أن يترشح وأن يعبر عن إستعداده للمشاركة في صياغة قراره ووقف هيمنة وأحتكار الدوائر التقليدية العتيقة المستأثرة دوما بالشأن السياسي للوطن المتململ دائما تحت وطأة ورثةٍ حُددوا بدقة متناهية يبدوا أن الزمن وآفاته أحدثت شرخا وثقوبا عديدة في هيكلهم المخيف حتي سقط القناع أوكاد أن يسقط ،فهل ياترى للسلطة القائمة دورفي كسر توابيت الأحتكار وتشجيع الخائفين علي هتك حصون السادة وقدماء القادة ودخول قلاعٍ لطالما راقبوها عن بعد بحذر وخوف وفضول أم أن تاريخ الوطن إختزل المشهد وقلّص المسافة متأثرا بأحوال أمم الكون ؟
إن الظاهرة الجديدة تتطلب منا جميعا أن ندعم جانبها الإيجابي فالإستعداد للمشاركة مطلب ملح أما ترسيخ ألإختلاف ورفض الرأي ألآخر فهو الجانب المرفوض لهذه الظاهرة الرائعة إن نحن تعاملنا معها بروح ديمقراطية سليمة فلقد حان وقت التجديد وعلى المتقاعدين فتح صدورهم فالزمن أقوى من الرغبات أحيانا والخلف بلغ أو تجاوز سن التكليف ...