ﺃﻧﺎ ﺑﻌﺪﻱ ﺍﻟﻄﻮﻓﺎﻥ ﺃﻭ ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻧﺎ ﺍﻟﻄﻮﻓﺎﻥ ﻗﻮﻝ ﻓﺮﻧﺴﻲ ﻣﻨﺴﻮﺏ ﺇﻟﻰ ﻣﺪﺍﻡ ﺩﻱ ﺑﻮﻣﺒﺎﺩﻭﺭ ، ﻋﺸﻴﻘﺔ ﻟﻮﻳﺲ ﺍﻟﺨﺎﻣﺲ ﻋﺸﺮ . ﺃﺭﺍﺩﺕ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﺭﻓﻊ ﻣﻌﻨﻮﻳﺎﺕ ﻣﻠﻚ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﺑﻌﺪ ﻣﻌﺮﻛﺔ ﺭﻭﺳﺒﺎﺥ ، ﺑﺪﻋﻮﺗﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻮﺍﻗﺐ ﺍﻟﺪﺭﺍﻣﺎﺗﻴﻜﻴﺔ ﻟﻠﻬﺰﻳﻤﺔ .
ﻛﺎﻥ ﻟﻮﻳﺲ ﺍﻟﺨﺎﻣﺲ ﻋﺸﺮ ﻳﻜﺮﺭ ﻣﺮﺍﺭﺍ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻘﻮﻟﺔ ﺍﻷﻧﺎﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﺇﺷﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﻭﻟﻲ ﻋﻬﺪﻩ، ﻟﻮﻳﺲ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﻋﺸﺭ ...
ﻣﺎﺯﻟﻨﺎ ﻓﻲ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﻤﺸﻮﺍﺭ ، ﺻﺤﻴﺢ ﺃﻧﻨﺎ ﻧﻤﻠﻚ ﻣﻮﺍﺩﺍ ﻟﻠﺪﻳﻤﻘﺮﻳﻄﻴﺔ : ﺃﺣﺰﺍﺏ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ - ﻭﻧﻘﺎﺑﺎﺕ - ﻭﻫﻴﺌﺎﺕ ﻣﺪﻧﻴﺔ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ - ﻭﻣﺠﺘﻤﻊ ﻣﺪﻧﻲ ﻣﺘﻌﺪﺩ ﺍﻷﺗﺠﺎﻫﺎﺕ - ﻭﺣﺮﻳﺎﺕ ﻟﻠﺮﺃﻱ ﻭﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ - ﻭ ﺍﻟﺘﻤﻠﻚ ... ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻤﻌﻀﻠﺔ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺎﻋﻞ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺃﻧﻰ ﻛﺎﻥ ، ﻣﻮﺍﻟﻲ ، ﺍﻭ ﻣﻌﺎﺭﺽ ، ﻗﺎﺋﺪ ﺃﻭ ﻣﻘﻮﺩ ، ﺣﺎﻛﻢ ، ﺍﻭ ﻣﺤﻜﻮﻡ ...
ﻓﻔﻲ ﺍﻵﻭﻧﺔ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﺛﺎﺭﺕ ﺛﺎﺋﺮﺓ ﻣﺎ ﻳﻌﺮﻑ ﺑﻈﺎﻫﺮﺓ ﺍﻟﻤﻐﺎﺿﺒﻮﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻨﻄﺒﻖ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﻤﺜﻞ ﺍﻵﻧﻒ ﺍﻟﺬﻛﺮ " ﺃﻧﺎ ﻭﻣﻦ ﺑﻌﺪﻱ ﺍﻟﻄﻮﻓﺎﻥ " ﺻﺒﻐﺔ ﺃﻧﺎﻧﻴﺔ ﺻﺮﻓﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻙ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺘﻤﺮﺩﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﺰﺍﺑﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﺧﺎﺻﺔ ﻭ ﻣﺎﻳﺪﻭﺭ ﻓﻲ ﻓﻠﻜﻪ ﻣﻦ ﺃﺣﺰﺍﺏ ﺍﻟﻤﻮﺍﻻﺓ ﻭﻛﺬﺍ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻊ ﺃﺣﺰﺍﺏ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺿﺔ ﻓﺎﻟﺪﺍﺀ ﻭﺍﺣﺪ ﻭ ﺃﻋﺮﺍﺿﻪ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺗﺘﻤﺜﻞ ﺑﻌﺪﻡ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻲ ﻭﻣﺒﺪﺍ ﺍﻟﺘﻨﺎﻭﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻨﺎﺻﺐ ﻭﺍﻟﺨﻴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺤﺰﺑﻴﺔ ، ﺍﻧﺴﺤﺎﺑﺎﺕ ﻫﻨﺎ ، ﻭﺍﻧﺴﺤﺎﺑﺎﺕ ﻫﻨﺎﻙ ، ﺍﺳﺘﻘﺎﻻﺕ ﻓﺮﺩﻳﺔ ﺍﻭ ﺟﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﻫﺠﺮﺓ ، ﻭﺗﻤﻮﺟﺎﺕ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﺗﺒﻌﺚ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻠﻖ ﻭﺍﻟﺨﻮﻑ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﻭ ﺍﻣﻨﻪ ﻭ ﺍﺳﺘﻘﺮﺍﺭﻩ ، ﻓﻤﺎ ﺩﺍﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﻱ ﺍﻟﻤﺘﻤﺮﺩ ﻳﺴﺘﻘﺒﻞ ﺑﺎﻟﻮﺭﻭﺩ ﻭﺍﻟﺮﻳﺎﺣﻴﻦ ، ﻭﺗﺴﻨﺪ ﻟﻪ ﻣﻨﺎﺻﺐ ﻗﻴﺎﺩﻳﺔ ، ﻭﻳﻨﺘﺨﺐ ﻋﻠﻰ ﻓﻌﻠﺘﻪ ، ﻭ ﻳﺼﺒﺢ ﺑﻄﻼ ﻗﻮﻣﻴﺎ ﺇﻥ ﻧﺰﻝ ﻓﻲ ﻓﻠﻚ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ، ﺃﻭ ﻳﺼﺒﺢ ﻣﻨﺎﺿﻼ ﻧﻘﻴﺎ ﻧﺎﺻﻊ ﺍﻟﺒﻴﺎﺽ ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﺍﻟﺘﺤﻖ ﺑﺎﻟﻤﻌﺎﺭﺿﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻓﻴﻪ ﺑﺎﻷﻣﺲ ﻭ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻣﻠﻄﺦ ﺍﻷﻳﺪﻱ ﺑﺴﺮﻗﺔ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﺍﻟﻌﺎﻡ ، ﺍﻳﺔ ﻣﻔﺎﺭﻗﺔ ﻫﺬﻩ ؟ ﻭﺃﻱ ﺷﻌﺐ ﻫﺬﺍ؟
ﻧﻌﻢ ، ﻣﺎﺯﻟﻨﺎ ﻓﻲ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﻤﺸﻮﺍﺭ ، ﻭﺷﻬﺪ ﺷﺎﻫﺪ ﻣﻦ ﺃﻫﻠﻬﺎ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﺭﺩﺩ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﺒﺮﻟﻤﺎﻥ ﺍﻟﺘﻮﻧﺴﻲ ﻋﻦ ﺣﺰﺏ ﺍﻟﻨﻬﻀﺔ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺓ ﻓﻲ ﻣﺆﺗﻤﺮ ﺗﻮﺍﺻﻞ ﺑﺤﺮ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺠﺎﺭﻳﺔ ﺃﻧﺎ ﻭﻣﻦ ﺑﻌﺪﻱ ﺍﻟﻄﻮﻓﺎﻥ ﻫﻮ ﻣﺒﺪﺍ ﻛﺘﻞ ﻋﺮﻳﻀﺔ ﻣﻦ ﺳﺎﺳﺘﻨﺎ ﻭ ﻗﻴﺎﺩﺍﺗﻨﺎ ﻣﻦ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﺍﻷﻃﻴﺎﻑ .
ﺇﻥ ﻣﻦ ﻳﺴﻌﻰ ﻟﻨﻔﺴﻪ ، ﻭﻻﻳﺮﻯ ﺇﻻ ﺫﺍﺗﻪ ، ﻳﻔﺘﻘﺮ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻭ ﻣﻴﺰﺓ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ، ﻭ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ .
ﺇﻧﻨﺎ ﻣﺎ ﺯﻟﻨﺎ ﻓﻲ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﻤﺸﻮﺍﺭ ، ﻭﻟﻦ ﺗﺮﺳﻮ ﺳﻔﻴﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﻣﺎﻟﻢ ﻧﺆﻣﻦ ﺑﺄﺣﻘﻴﺔ ﺍﻟﻐﻴﺮ ﺃﻳﺎ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﻭﺍﻟﺘﺮﺷﺢ ...التمرد والغضب على قرارات الحزب أو المؤسسة نمط من انماط التحجر الديمقراطي السيء ، والتمسك بالخيارات بغض النظر عن مرجعيتها عقيدة و إيمان بالمسؤولية واحترام للنظام العام للوطن و الكيان .