صراع القيادة / شيخنا ولد الناتي

طلب  ركاب سفينة  من شيخ  وقور وصاحب تجربة ،إيصال سفينتهم إلى بر الأمان ، فوافق الشيخ على الطلب وبدأ في اختيار فريقه لتحقيق المهمة  ، فوقع اختياره على قائد مع رفاقه صحبة جماعة التشريع  المتخصصة في تشريع قوانين السلامة البحرية الذين كانوا من بين الركاب قبل قبوله المهمة  .

بدأت رحلة السفينة رغم اضطراب حالة البحر في اتجاه نقطة الوصول ،

 و استعان الشيخ بخبير في مهمته ، تابعت السفينة رحلتها بشكل طبيعي وبعد وصولها إلى خمس المسافة ، بدأت حالة البحر تزداد اضطرابا ، ففكر الشيخ في طمأنة الركاب الذين ارتفعت أصواتهم بسبب مخاوفهم من غرق سفينتهم .
بدأ الشيخ خطوته الأولى من أجل طمأنة من  بداخل السفينة ، بعزل الخبير من مهمته وإبداله  بأستاذ للقيام بنفس المهمة .
بعد تولي الأستاذ للمهمة لم تعد اضطرابات البحر وحدها التي تهدد مصير السفينة  ، فبسبب خلاف عميق داخلها ، تبادل فيه الركاب الاتهامات ، فانقسم الركاب فريقين فريق بقيادة القائد ورفاقه إضافة إلى أغلبية من جماعة التشريع ، وفريق بقيادة الشيخ إضافة إلى الأستاذ وأصحابه ، فقالت جماعة القائد إن السفينة ستغرق مادام الأستاذ في مهمته وهددت جماعة التشريع باستخدام صلاحيتها ، وقالت جماعة الشيخ إن السفينة تسير في الاتجاه الصحيح ، وهدد الشيخ كذلك جماعة التشريع باتخاذ صلاحياته اتجاههم .
ظلت السفينة في وضعية صعبة  فحالة البحر تهددها ، وخلافات من بداخلها  قد تؤدي إلى خرقها ، حينها فكر الشيخ في اتخاذ قرار لم يهدد به خلال فترة الخلاف داخل السفينة ، وهو التخلي عن القائد ورفاقه ولم يستخدم صلاحياته مع جماعة التشريع .
شكل قرار تخلي الشيخ عن القائد ورفاقه ، بداية صعبة ومفاجئة ،فقرروا إبعاد الشيخ وجماعته من قيادة السفينة  مع الحفاظ على جماعة التشريع .
اختار القائد ورفاقه دكتورا في مهمة الأستاذ التي كان يقوم بها ، وبدأت السفينة رحلتها في اتجاه نقطة الوصول ، لكن البحر لا يزال كعادته هائجا ، وركاب السفينة كذلك لا تزال  تسمع من بينهم أصوات منددة بالقرار الجديد ، فكانت مهمتهم لصعوبتها تحتاج مهندسا ومحاميا .
وبعد فترة من المهمة  ونظرا لارتفاع الأصوات المعارضة للقائد ورفاقه ، قرروا أن يستشيروا الركاب جميعهم  في مهمة القيادة ، فلاقت الخطوة مباركة من الركاب والعالم الذي أصبحت قضية السفينة بالنسبة لهم لابد لها من حل يرضي ركابها .
ترك القائد ورفاقه قيادة السفينة تحت قيادة من طالب  الشيخ  بمنحه القيادة وبإشراف من الدكتور ، وبعد استشارة الركاب تم اتفاق أغلبية الركاب على منح القيادة للقائد ولكن هذه المرة بيمين يحدد مدة القيادة  .
جدد القائد الثقة للدكتور ، وبدأت السفينة رحلتها في اتجاه نقطة الوصول ، وخفت أصوات الركاب آملين أن تصل سفينتهم إلى بر الأمان .
بعد وصول السفينة مرحلة متقدمة من الطريق  واقتربت نهاية مدة يمين القائد ، قرر الأخير التخلي عن الدكتور وكلف المهندس بالمهمة .
واصلت السفينة طريقها ، لكن أصوات الركاب بدأت ترتفع من جديد ، فخرج القائد لهم ليطمئنهم أنه لن يكون عقبة تعرقل السفينة ، فردد الغاضبون سمعنا المهندس والمحامي يرددان كلمات قد تهدد اليمين .
تأكيد القائد عدة مرات احترامه لليمين ، جعل بعض الركاب الذين لم يفهموا بعد تصريحه  ، في صراع داخلي يكاد يكون مكشوفا ، اعتماده الأساسي رحلة  البحث عن القائد الجديد ، الذي لم تتضح لهم بعد معالمه .
حفظ الله قادة موريتانيا وشعبها

6. سبتمبر 2018 - 15:56

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا