من المسلم الذي لامراء فيه ، أن أي دولة لاتوفر لشعبها مقومات حياته وخدماته الأساسية ، هي دولة ليست جديرة بالإحترام ، ومن أهم هذه الخدمات ، توفير الماء الذي هوعصب الحياة وغذاء الروح المصاحب ، إذ جعل منه كل شيء حي في معرض التهديد والإستفهام الإنكاري ، طلبا للإيمان ، ولا أريد أن أطيل في الحديث عن أهميته لأنها ليست المقصود بذاته .
سيدي الوزير ، يحيى ولد عبد الدايم ، وزير المياه والصرف الصحي المحترم ، في 6 مارس من العام الجاري ، أشرفتهم على تدشين شبكة عصرية لتزويد مدينة شكار التابعة لمقاطعة ألاك بولاية لبراكنة بالمياه الصالحة للشرب ، ضمن تدشينات مماثلة في بلديتي أغشوركيت وبوحديدة بمقاطعة ألاك .
سيدي الوزير ، تتذكرون يومها ماورد في كلمة التدشين من أن تشييد شبكة المياه العصرية في مدينة شكار ، يدخل في إطار الأهداف السامية التي تندرج ضمن توجيهات رئيس الجمهورية السيد : محمد ولد عبد العزيز الرامية إلى تعميم الخدمات الأساسية وتعزيز شبكة التنمية وتمكينها من المواطنين من أجل التحسين من ظروفهم المعيشية ، سبيلا إلى تعزيز الأهداف التي تجسدت في مختلف الخطط والبرامج التنموية التي تعدها وتنفذها حكومة الوزير الأول المهندس : يحيى ولد حدمين .
و لتسمحوا لي هنا سيادة الوزير بإثارة عدة نقاط في هذه الرسالة على لسان سكان مدينة شكار وقراها المجاورة بشكل خاص ، وذلك بمناسبة انتدابكم من طرف حزب الاتحاد من أجل الجمهورية منسقا جهويا لحملته الانتخابية على مستوى ولاية لبراكنة .
أولا : أن توسيع الشبكة المذكورة لم يلبي مطلبا أساسيا طال ما تاقت نفوس سكان مدينةشكار لتحقيق حلمه ، كما أنه لم يمكنهم من حل مشاكل نقص المياه العالقة في شكار منذ عقود من الزمن شابوا وشبوا فيها على امتصاص الغدير والتيمم على الحجر والخضخاض ...
ثانيا : قولكم إن إنجاز هذه الشبكة ، ما كان له أن يتحقق لولا الإرادة والإهتمام الكبير لرئيس الجمهورية السيد : محمد ولد عبد العزيز ، الذي جعل من تعميم الخدمات والانجازات على المواطنين، الهدف الأساسي في سياسات التنمية والبناء .... يعتبر نوعا من الدعاية الكاسدة لمشروع رئيس أعطى تعليماته بتعميم خدمات الماء ، في حين يقطع وزير المياه في حكومته الشريط الرمزي إيذانا ببدء انطلاقة توسعة مائية لم تعمر إلا نصف أسبوع من إشارة انطلاقها .
ثالثا : نجدد مع العمدة الدكتور : محمد ولد ببكر مطلبه باسم سكان شكار حينها ، والذي يتمثل في العمل على توفير خدمات مائية تحتاجها القرى الواقعة على امتداد واد " كتي " والتي مازالت تعاني من نقص في المياه ، مؤكدين لكم على أن هذه التوسعة لاتعدوا خزانا بسعة 200 متر مكعب .
رابعا : سيدي الوزير من ألح مطالب السكان ، اليوم هو توفير شبكة أنابيب عالية الجودة وبأقطار مختلفة تتجاوز طول 30 كيلومترا ، وتوفير 66 توصلة اجتماعية و6 حنفيات عمومية تحدثت الوكالة المنفذة عنها ، علما بأن المواطنين مازالوا في انتظارها ، إضافة إلى مولد كهربائي يمكن من ربط الشبكة القديمة بالحديثة .
خامسا : ألفت انتباهكم إلى أن بعض القرى التي وصتها أنابيب التوسعة الجديدة ، لحد الساعة ما تزال رهن أزمة عطش خانقة تتفاقم يوما بعد يوم ، مسببة لآلاف المواطنين معاناة متعددة الأوجه باتت هي شغلهم الذي يصرفهم عن جميع الاهتمامات الأخرى، ومست انعكاساتها كل جوانب حياة السكان الذين أصبحوا في جحيم لا يطاق اضطر بعضهم لإغلاق مسكنه بالقرية والرحيل إلى المدينة ، ومن بين هذه القرى ، فتي ، ودبي ، والدار البيضاء ، وأشابور ، وأجزاء واسعة من عاصمة البلدية .
وتتزايد المشكلة في كل مرة يرتفع نضوب منسوب الماء في آبار المدينة إلى أقل من النصف بفعل تناقص الإمطار خلال السنين الأخيرتين ، وقد أدى هذا المشكل إلى عودة سكان المدينة إلى استغلال آبار تقليدية أقيمت في السبعينات والثمانينات عبر شراء براميل المياه بأسعار مرتفعة تبلغ في أشهر الحر 800-1000 أوقية ، وهي آبار جلها أضحى مكبا للجيف و القاذورات والنفايات ، مما تسبب مرات عديدة في ظهور أعراض مرضية كالإسهال الذي يلاحظ انتشاره مؤخرا بين السكان وغيره من الأمراض المزمنة نتيجة استغلال هذه الأبار التي لاتخضع لرعاية صحية ولاحتى مراقبة .
فيما يظل السكان يعتبرون تدخل الدولة في سبيل القضاء على شبح العطش ، مجرد تساهل و تفرج على معاناة إنسانية يقتضي التعامل معها إيجاد حل استعجالي في انتظار الحل النهائي لرحلة السكان مع جحيم العطش .
هذا ما أردت تبيانه لمعاليكم سيادة الوزير باختصار ، امتثالا لفضيلة النصح ، وعونا على أداء المهمة الموكلة إليكم ، والتي تتطلب من كل مواطن إبراز النواقص في حيزه الجغرافي ، بل وفي وطنه أجمع ، حتى يتسنى للحكومة التغلب عليها ، أو السعي في سبيل القضاء عليها .
ومابلدية شكار إلا نموذجا مصغرا لبلديات المقاطعة الأخرى ، والتي تعاني في أغلبها من أزمة عطش متصاعدة أجحفت بالساكنة وأرغمتهم على شراء المياه من بعض المدن المجاورة البعيدة ، حيث يقول بعض سكانها إن الشركة المسؤولة مازالت عاجزة حتى الآن عن احتواء مثل هذه الأزمات والقضاء على العطل المتكررة في ظل ارتفاع متزايد في درجات الحرارة ونبضات الصيف الحارقة .
وتلاحظون أن الاحتجاجات بحمل قوارير الماء أصبحت في الآونة الأخيرة أمرًا اعتياديًا ، حيث يلاحق المحتجون المسؤولين وحتى الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز في بعض زياراته لإحدى مقاطعات الولاية ، فهل ستكون زيارتكم هذه سيادة الوزير سحابة صيف لسكان شكار ولبراكنة ، ينقشع فيها ظمأ المواطنين بدل الإحتجاجات والمظاهرات الغاضبة على استدامة مشكل المياه في ولاية بها واحدة من أكبر البحيرات المائية في البلاد ؟؟